أحزاب كردية: نظام الأسد يعرقل الحوار والحل في سورية مختلف عن العراق

أحزاب كردية: نظام الأسد يعرقل الحوار والحل في سورية مختلف عن العراق

16 يناير 2022
قوى كردية تدعم الحوار مع النظام السوري (بولنت كيليتش/فرانس برس)
+ الخط -

رحبت قوى كردية، اليوم الأحد، بتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، التي دعا فيها أكراد سورية إلى استئناف الحوار مع نظام بشار الأسد، وإلى استلهام تجربة الحكم الذاتي في شمال العراق، لكنها اعتبرت أن الظروف مختلفة في سورية عنها في العراق.

وقالت المتحدثة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر أحزاب "الإدارة الذاتية" الكردية، سما بكداش، في حديث لـ"العربي الجديد": إننا "نتطلع إلى الحل مع المركز في دمشق، وجرت محاولات عدة لفتح باب الحوار، ولكن يبدو أن النظام غير مستعد لهذا الحوار حتى الآن". وتمنت بكداش على لافروف المساعدة في إقناع النظام بالجلوس إلى طاولة الحوار. 

وبالنسبة إلى تجربة الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق، قالت بكداش: "لنا الحق في الاستفادة من تجربة بني جلدتنا، لكن سورية ليست العراق، ودمشق ليست بغداد. ورؤيتنا للحل السوري مختلفة، لذلك سيكون الحل في سورية مختلفاً عنه في العراق".

من جهته، اعتبر سكرتير حزب "اليكيتي"، أحد أحزاب المجلس الوطني الكردي، سليمان أوسو، تصريحات لافروف أنها "جيدة، ومن المفيد العودة إلى تاريخ نضال الكرد في العراق، لنيل حقوقهم".

وأضاف أوسو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الأكراد في العراق توافقوا مع حكومة المركز بعد سقوط النظام الديكتاتوري على إقامة نظام فيدرالي للعراق وتمتع إقليم كردستان بحكم فيدرالي ضمن العراق الموحد، ونحن من طرفنا نعتبر تجربة العراق جيدة ويمكن الاقتداء بها والاستفادة منها في سورية".

وقال إن "الكرد السوريين ناضلوا لعقود من الزمن من أجل نيل حقوقهم، وتعرضوا للعديد من المشاريع العنصرية والشوفينية"، مضيفاً أنه "مع انطلاقة ثورة الحرية والكرامة للسوريين انخرط الشعب الكردي في الثورة السلمية حتى عمّت جميع المناطق الكردية في سورية، لإنهاء الاستبداد وإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي يحترم إرادة السوريين ويحفظ كرامتهم، ويضمن حقوق كل المكونات السورية، ومنهم الشعب الكردي". 

وبشأن الحوار الكردي مع النظام، قال أوسو: "المجلس الوطني الكردي أول من دعم فكرة الدخول في المفاوضات مع النظام في جنيف 2012، ولا سبيل أمام السوريين سوى الجلوس حول طاولة المفاوضات، ونحن ضمن وفد المعارضة في مفاوضات اللجنة الدستورية في جنيف برعاية دولية، لكن للأسف لم يتحقق أي تقدم بسبب مماطلة النظام، وعدم جدية المجتمع الدولي في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية".

وكان وزير الخارجية الروسي لافروف قد دعا، أول من أمس الجمعة، الأكراد في سورية إلى البدء بحوار جاد مع النظام في دمشق. وقال في مؤتمر صحافي عقده في موسكو، إن محادثاته مع الرئيسة التنفيذية لـ"مجلس سورية الديمقراطية" (مسد)، إلهام أحمد، وزملائها، ركّزت على ضرورة أن يبدأوا حواراً جاداً مع دمشق "حول الظروف التي سيعيش فيها الأكراد في الدولة السورية". واعتبر لافروف أن "حكومة النظام السوري تلتزم ضبط النفس في هذا الإطار، رغم أنها لم تنسَ اتخاذ الأكراد موقفاً مناهضاً لها في السنوات الماضية".

واستشهد لافروف بتجربة العراق ومنطقة الحكم الذاتي للكرد فيه، متحدثاً عن دعمه في أثناء زيارته لدمشق وأربيل منذ سنتين، لإقامة اتصالات بين الأكراد العراقيين والسوريين، حتى ينقل الأكراد العراقيون تجربتهم بشكل أكثر فاعلية إلى أكراد سورية.

واعتبر الوزير الروسي المسألة الكردية إحدى العقبات أمام المفاوضات الكاملة، وأن الأكراد في اللجنة الدستورية السورية لا يمثلون كل الهياكل الكردية، مشيراً إلى أن قوات "قسد" توجهات إلى موسكو لطلب الحوار مع نظام الأسد عندما أعلنت الولايات المتحدة خططها لسحب قواتها من العراق، لكن هذا الاهتمام بالحوار تلاشى بعد أن غيّرت واشنطن خططها. 

وطلب لافروف من السياسيين الكرد أن "ينظروا إلى آفاق أبعد"، لأنه ما من شك في أن الأميركيين ليسوا هم من سيقرر مصير سورية، بحسب قوله.

انتخابات في مناطق قسد

من جهة أخرى، ذكرت رئاسة المجلس الوطني الكردي أنها بحثت مع رئيسة المفوضية الدولية الأميركية لحرية الاديان نادين ماينزا، مسألة إجراء انتخابات محلية في المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية الكردية في شرق سورية.

وذكرت الرئاسة في بيان، أمس السبت، أن المسؤولة الأميركية "استفسرت عن العقبات التي تعترض إمكانية إجراء انتخابات ديمقراطية في المنطقة وعن الأوضاع الراهنة لسكانها وحقوق الأقليات الدينية".

وجاء في البيان أن وفد المجلس أكد "دعمه لحقوق الأقليات وتعزيز قيم العيش المشترك وضرورة إجراء انتخابات حرة، وخلق بيئة آمنة لها، وضمان مشاركة جميع المكونات حتى تكون مشروعة وليست لمصلحة طرف واحد ومنع الانتهاكات التي تحدث بحق المجلس من قبل المجموعات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وضرورة فتح معبر سيمالكا باحترام المعايير التي تحافظ على استمرارية العمل الإنساني والاقتصادي فيه، وحركة التنقل ومنع الأسباب التي أغلق المعبر بسببها".

من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية دعمهم لإدارة ديمقراطية تمثل كل المكونات وفتح المعبر، وأبدت حرصها على استمرارية التواصل مع المجلس لتبادل الرأي في مختلف القضايا، وفق البيان.

المساهمون