"نيويورك تايمز": مصير غامض للمعتقلين بقضية الأمير حمزة

"نيويورك تايمز": مصير غامض للمعتقلين بقضية الأمير حمزة

07 ابريل 2021
(خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في مقال لها إنه إلى حدود أمس الثلاثاء، ما زال مصير المسؤولين المقربين من الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، الملك عبد الثاني، ومساعديه غامضا، وذلك إثر اتهامهم بالمشاركة في تحركات تستهدف أمن الوطن واستقراره.
ونقلت الصحيفة عن أقارب لهؤلاء المسؤولين والمساعدين قولهم إن السلطات الأمنية تحتجزهم ولا تسمح بالتواصل معهم، معتبرة أن ذلك يثير شكوكاً بخصوص إعلان الديوان الملكي الهاشمي الوصول لحل للأزمة.
ونشر الديوان الملكي الهاشمي الأردني، مساء الاثنين، رسالة وقّعها ولي العهد السابق الأمير حمزة، معلناً وضع نفسه "بين يدي" أخيه غير الشقيق الملك عبد الله الثاني، ومتعهداً بالالتزام بدستور الأردن، وبأن يكون دوماً للملك وولي عهده "عوناً وسنداً".
في المقابل، أوردت "نيويورك تايمز" أن ياسر المجالي، مدير مكتب الأمير حمزة، مازال قيد الاعتقال بمكان مجهول رفقة قريبه سمير المجالي، وفق ما أكده للصحيفة أفراد من العائلة، التي تتحدر من إحدى أهم العشائر في الأردن.
وقال في تصريح للصحيفة عبد الله المجالي، شقيق ياسر، "في كل مرة نتصل بأحدهم، يخبرنا بأنه سيعاود الاتصال بنا"، وهو ما أكده فرد آخر من عائلة المجالي، قال للصحيفة دون أن تكشف اسمه، "ما زلنا لا نعرف أين يوجدون".

من جهته،  أكد نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية، أيمن الصفدي، في تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن السلطات الأردنية نجحت في إبطال التحركات التي كانت تستهدف أمن الوطن واستقراره.
وقال الصفدي: "فيما يتعلق بتلك التحركات والتهديدات التي تحملها، لقد تم احتواؤها كليا وهي تحت السيطرة".
وأوضح الصفدي، وفق ما أوردته "وول ستريت جورنال"، أن الأمير حمزة لم يكن يشكل تهديداً آنيا، لكنه استدرك بالقول إن القوات الأمنية تعاملات مع ما رأت أنه محاولات من الأمير حمزة تسعى لإذكاء الغضب الشعبي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب بالأردن، والظهور بمظهر حاكم بديل.
وأضاف الصفدي أن نشاطات الأمير كانت تهدف لضرب استقرار البلاد حتى يتسنى له "الركوب على الموجة. لقد كان يتصور أن هذا العصيان سيفي بالغرض"، مشيراً إلى أنه تمت مناقشة التوقيت والآليات الكفيلة بتنفيذ تلك الحملة التي لم تصل إلى حد الانقلاب.

وأمس قرّر نائب عام عمّان، حسن العبداللات، و"حفاظًا على سرية التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية، المرتبطة بالأمير حمزة بن الحسين وآخرين، حظر النَّشر في كل ما يتعلق بها في هذه المرحلة من التَّحقيقات".
وقال العبداللات في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمة (بترا) إنّ حظر النّشر سيكون لحين صدور قرار بخلاف ذلك، ويشمل الحظر وسائل الإعلام المرئي والمسموع ومواقع التَّواصل الاجتماعي، ومنع نشر وتداول أي صور أو مقاطع مصورة "فيديوهات"، تتعلق بهذا الموضوع، تحت طائلة المسؤولية الجزائية.
وشهد الأردن، السبت، استنفاراً أمنياً، شمل اعتقالات طاولت مسؤولين مقربين من الأمير حمزة، وعلى رأس هؤلاء رئيس الديوان الملكي السابق، باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد، غير المعروف على مستوى الرأي العام الأردني.
وكشف تسجيل صوتي مسرّب تفاصيل المحادثة التي جرت بين رئيس هيئة الأركان الأردني، اللواء يوسف الحنيطي، والأمير حمزة، السبت الماضي، قبيل إعلان "إحباط مؤامرة استهدفت أمن الأردن واستقراره"، وإخضاع الأمير للإقامة الجبرية، وفق ما أعلن بنفسه لاحقاً في تسجيل مصوّر.

وبحسب المقطع الصوتي المسرّب، فقد أبلغ قائد الجيش الأمير حمزة عدم التوجّه إلى بعض التجمعات والمناسبات التي "تعدّت الخطوط الحمراء"، مشيراً إلى أن بعض "الناس بدأت تتحدث أكثر من اللازم"، متّهماً إياهم بأنهم يتبعون لأجندات خارجية. وطلب الحنيطي من الأمير أن تقتصر زيارته على الأقارب، وأن يبتعد عن "بعض التغريدات".
لكن الأمير حمزة رفض الاستجابة لطلبات قائد الجيش، وطلب منه على الفور مغادرة المكان، متّهماً إياه بأنه "جاء ليهدده في بيته".

وخاطب الحنيطي بالقول: "هل سوء إدارة الدولة سببه أنا، والفشل الحاصل هل سببه أنا؟"، ثم أردف: "أنت تعرف من (المسؤول)"، قائلاً إن ذلك "سيدمّر البلد ويدمّر إرث آبائي وأجدادي".
وتوجه الحنيطي للأمير قائلاً إنه "يبلغه رسالة"، وحينما سأله الأخير عن مصدرها، قال إنها "رسالته ورسالة مدير المخابرات ورسالة مدير الأمن العام"، ثمّ انتهى قائد الجيش إلى إبلاغ الأمير بأنه "تعدّى الخطوط الحمراء".
وأكّد الأمير، من جانبه، أنه سيواصل "الاختلاط بأبناء شعبه"، وأنه "لا أحد بوسعه أن يمنعه من ذلك"، قائلاً إن "هذا ما أقسم عليه لوالده الملك الراحل الحسين بن طلال وهو على سرير الموت".
إلى ذلك، أوردت "نيويورك تايمز" أن عائلة المجالي تشكك بأن أحدا من أبنائها في موضع يسمح له بالمشاركة في مخطط مزعوم لاستهداف أمن المملكة.
وقال هشام المجالي إن سمير المجالي التقى بضع مرات فقط الأمير حمزة لتناول وجبات الغداء، بصفته أحد شيوخ العشيرة.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

كما أن مدير مكتب الأمير حمزة، ياسر المجالي كان في فترة نقاهة بمنزله جراء تعرضه لأزمة قلبية تبعتها إصابته بفيروس كورونا، حسب ما قال شقيقه عبد الله، الذي أكد أنه تغيب عن عمله لعدة أسابيع.
ونفى كل من هشام وعبد الله المجالي أي صلة لأقاربهما بعوض الله. وقال عبد الله المجالي: "إنهم لا يعرفونه"، مضيفا "من غير المقبول أن يربطوا أسماءهم به".

المساهمون