كشف مصدران مطلعان لوكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، أن مسؤولين أميركيين كباراً عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية في سلطنة عمان، مع سعي الإدارة الأميركية الجديدة إلى وضع نهاية للحرب اليمنية المستمرة منذ ست سنوات.
وأضاف المصدران أن المناقشات التي لم يعلن عنها أي طرف، جرت في مسقط في الـ26 من فبراير/شباط بين المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام. كما حث المسؤولون الأميركيون الحوثيين على إجراء محادثات مع السعودية ووقف الهجوم على مأرب.
وقال أحد المصدرين إن اجتماع مسقط جزء من مقاربة "العصا والجزرة" الجديدة التي يعتمدها الرئيس الأميركي جو بايدن.
والتقى ليندركينغ عبد السلام في مسقط بعد لقائه مسؤولين سعوديين وأممين في الرياض، كما زار الإمارات، والكويت، وقطر خلال جولته في المنطقة. وقال المصدران إن ليندركينغ ضغط على الحوثيين لوقف هجوم مأرب، وشجعهم على الانخراط مع الرياض في مفاوضات افتراضية لوقف إطلاق النار.
ورفض عبد السلام الردّ على طلب "رويترز" للتعليق، في وقت قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن ليندركينغ التقى بعدد من كبار المسؤولين الحكوميين في المنطقة، وبالمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وقال: "لن نعلّق على كلّ ارتباطاته".
وتسعى السعودية في محادثات وقف إطلاق النار للحصول على ضمانات بشأن أمن الحدود وكبح نفوذ خصمها الإقليمي إيران. وقالت المصادر إنه تمّ رفع مستوى التمثيل السعودي في المحادثات الافتراضية أخيراً، إذ يتحدث السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر مع عبد السلام. ولم يستجب آل جابر لطلب للتعليق.
وتأتي هذه المعلومات في وقت فرضت الخزانة الأميركية، أمس الثلاثاء، عقوبات على القياديين الحوثيين في القوات الجوية والبحرية، أحمد الحمزي ومنصور السعادي، وذلك بعد نحو أسبوعين من قرار شطب الجماعة من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية إثر ضغوط أممية.
وانتقد عبد السلام، اليوم الأربعاء، العقوبات الأميركية الجديدة، قائلاً إنّ الإدارة الأميركية الجديدة "تدين نفسها بنفسها" عندما تدعو للسلام ثم تذهب إلى فرض عقوبات جديدة، في وقت اعتبرتها الحكومة اليمنية "خطوة نحو العودة للمسار الصحيح" في التعامل مع المليشيا التي أثبتت عدم اكتراثها بدعوات إحلال السلام.