"حماس" تختتم اجتماعات مكتبها السياسي في القاهرة

"حماس" تختتم اجتماعات مكتبها السياسي في القاهرة

09 أكتوبر 2021
ناقشت الاجتماعات المتغيرات السياسية وتداعياتها على القضية الفلسطينية (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم السبت، اختتام اجتماعات مكتبها السياسي أمس بقيادة إسماعيل هنية وحضور أعضاء المكتب السياسي من الداخل والخارج في العاصمة المصرية القاهرة، مشيرةً إلى أنّ الاجتماعات التي استمرت عدة أيام بحثت الملفات والتطورات كافة في المجالات المختلفة، وخاصة مجريات الأوضاع في مدينة القدس، والأقصى، وقضية الأسرى، وحصار غزة.

وعبّرت "حماس"، في بيان رسمي وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، عن شكرها لمصر لاستضافة قيادة الحركة ولقاء وزير المخابرات العامة اللواء عباس كامل وفريق الجهاز، الذي يتابع الملف الفلسطيني بما فيه قضايا غزة وبقية الملفات.

وناقش المجتمعون المتغيّرات السياسية، سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي، وتداعياتها على القضية الفلسطينية، إذ أكدت الحركة مواقفها الثابتة تجاه قضية فلسطين القضية المركزية للأمة، وتجاه قضايا الأمة ومصالحها العامة، مشددة على حرصها على الاستقرار للدول العربية والإسلامية، والعمل على تطوير العلاقات البينية معها بما يخدم مصالح وقضايا الأمة والشعب الفلسطيني.

وأكّدت "حماس" حرصها على إتمام صفقة جديدة تضمن استجابة العدو لمتطلبات تحرير الأسرى، في ضوء مناقشتها ما يتعرض له الأسرى من ممارسات "بشعة" في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي السياق، جددت الحركة مطالبتها لـ"الإخوة" في المملكة العربية السعودية بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لديها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد الخضري، وإنهاء هذا الملف بما "يليق بالمملكة وتاريخها مع الشعب الفلسطيني".

وشددت "حماس" على أنها "ستعمل بكل قوة لحماية القدس والمسجد الأقصى مهما كان الثمن، من كل مشاريع الاحتلال، سواء الرامية لتقسيم الأقصى أو تهويد القدس، مشيرةً إلى ضرورة حشد طاقات الأمة بكامل مكوناتها ودولها وقواها الفاعلة لدعم القضية الفلسطينية لمواجهة المشروع الصهيوني ومخططاته".

وأكّدت أنها ستعمل على "تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام الذي يحاول الاحتلال استغلاله بفرض الوقائع على الأرض، فيما يتنصل العالم من مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية بما يتطلّب سرعة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق الرؤية التالية التي اعتمدتها قيادة الحركة".

وهذه الرؤية التي اعتمدتها "حماس"، تبدأ بالسعي لإعادة تشكيل قيادة الشعب الفلسطيني وفق الأسس الديموقراطية والوطنية لتشكيل قيادة مركزية واحدة متمثلة بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، تضم الجميع لتكون منطلقاً لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وتطلعاته كافة.

وجددت "حماس" تأكيدها الاستعداد للانخراط في عملية جادة لإعادة ترتيب القيادة الفلسطينية عبر بوابة الانتخابات، أو التوافق على تشكيل قيادة مؤقتة لفترة زمنية محددة ومتفق عليها تمهيداً للوصول للانتخابات.

والخطوة الثانية، وفق رؤية الحركة، "التوافق على استراتيجية وطنية نستلهم فيها مواطن القوة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وصياغة برنامج سياسي وطني متوافق عليه بين كل مكونات الشعب في الوطن والشتات، وتشكل هذه الاستراتيجية منطلق العمل السياسي والجهادي والميداني، كون شعبنا ما زال في مرحلة التحرر الوطني لاستعادة حقوقنا الوطنية كاملة بعودة اللاجئين وتحرير الأرض وإقامة دولتنا كاملة السيادة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس".

ودعت كذلك إلى الاتفاق على رؤية للمقاومة الشاملة وإدارتها لمواجهة المشروع الصهيوني بكل الوسائل والأدوات ضمن الرؤية الاستراتيجية الوطنية للمواجهة الشاملة مع الاحتلال ومخططاته، ووقف تمدده في المنطقة، وكبح جرائمه وسياساته العنصرية والتصفوية.

وحذّرت "حماس" من سياسة الاحتلال في تكريس الاستيطان وتمدده الخطير، مؤكدة أنّ حالة الاشتباك الدائم هي الحالة الطبيعية التي ستتواصل وتتعمق، وأن المقاومة بأشكالها كافة هي الوسيلة الدائمة للتعامل مع الاحتلال وممارساته وسياساته العدوانية.

وعن الأسرى، قالت الحركة إنها لن تتردد في السير في أيّ خطوة "مهما بلغت من أجل تحرير أسرانا وأسيراتنا من سجون الاحتلال"، ودعت الفلسطينيين إلى "استمرار التضامن وبكل أشكاله مع أسرانا، وكشف الممارسات الإسرائيلية بحقهم".

وشددت في سياق آخر على أنها ستواصل العمل لكسر وإنهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة، "مرحبين وداعمين للجهود التي تبذلها كل من دولة مصر ودولة قطر الشقيقتين من أجل بدء الإعمار وكسر الحصار عن قطاع غزة، بما في ذلك استكمال المنحة القطرية وتأمين وصولها لأهلنا في غزة".

وأكدت قيادة "حماس" الانفتاح على كل المجتمع الدولي، وترحيبها بقنوات الحوار التي يمكن أن تفضي إلى "تعزيز مكانة قضيتنا وحق شعبنا" في التحرر من الاحتلال، مرحبة كذلك بالمواقف الإيجابية كافة التي تعبر عنها النخب والمكونات السياسية، سواء كان ذلك في دول الاتحاد الأوروبي أو حتى داخل الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من دول العالم.

المساهمون