السياسة الأميركية في المنطقة

السياسة الأميركية في المنطقة

18 يوليو 2018
+ الخط -
سياسة الاحتواء هي إحدى السياسات الأميركية المتبعة ضد الدول المسالمة لضمان المصالح الأميركية فيها، وكذلك هي عمل وقائي من أي فعل قد يضر بالمصالح الأميركية أو أي رد فعل تجاه ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من استغلال لبعض البلدان ونهب ثرواتها ومقدراتها والعمل لإذلالها وتركيعها.
أصبحب الولايات المتحدة دولة عظمى في المسرح العالمي، بفضل تعدّد سياساتها ومهاراتها الفائقة في حسن رسم وتنفيذ خططها، وبما لديهما من السجايا والصفات كالصبر والذكاء وحسن التأني للأمور، فتسلمت المراكز المؤثرة والمرموقة في العالم بما تمتلكه من الصفات والسجايا المذكورة، وبما تقوم به من رسم وتنفيذ دقيق لسياستها الشاملة والمترابطة التي تهدف لتجسيد وحماية مصالحها وتبديد الأخطار المحدقة بها.
استطاعت الولايات المتحدة الأميركية، وبفضل أفكارها الخطرة وسياساتها المترابطة أن تحتوى أحداثا عديدة لصالحها، فعن طريق الديمقراطية والحقوق والحريات والحوار، استطاعت أن توّلد الفوضى والصراعات الداخلية في بلدان عربية عديدة. وباسم حقوق الإنسان، استطاعت أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وعن طريق اقتصاد السوق الحرة، تهيمن أميركا على اقتصادات الدول، وتنهب ثرواتها وخيراتها. وباسم مكافحة الإرهاب تمارس أميركا الضغوط، وتثير المتاعب، وتفتعل الأزمات في الدول العربية. والحقيقة أن أميركا هي من تمارس الإرهاب ضد دول العالم وشعوبه، وخصوصا الشعوب العربية، وتسعى إلى إذلالها وتركيعها.
سعت الولايات المتحدة الأميركية لاحتواء أحداث وثورات عديدة تهدد مصالحها، وتهدد مركزها المرموق والمؤثر في المسرح العالمي، فعملت على مواجهة ثورات الربيع العربي بثورات مضادة، إذ استطاعت أن تختلق الحروب والأزمات. فعن طريق الحوار، عملت أميركا لإفشال ثورة الشباب الشعبية في اليمن، وأعادت ترتيب الأوراق لصالحها، وباسم حقوق الإنسان تحاول عرقلة العمليات العسكرية التي تهدف إلى استعادة الشرعية، وإنهاء الإنقلاب العسكري الذي قامت به جماعة الحوثي. وباسم حقوق الإنسان، تسعى إلى إطالة أمد الحرب في اليمن، وزيادة معاناة المدنيين، وسقوط أعداد جديدة من الضحايا. وعن طريق مكافحة الإرهاب، وقفت أميركا ضد ثورة الشعب السوري ضد الطاغية بشار، فـزادت من أمد الحرب والمعاناة التي يتعرّض لها الشعب السوري، سعياً منها إلى إذلال هذا الشعب الأبي، وتسيير الأمور بما يتوافق مع مصالحها، وبما يضمن بقاء قوتها وتأثيرها في المنطقة.
تحاول أميركا، بصورها المتعددة، تعزيز نفوذها في المنطقة، وبحكم قوة نفوذها تمارس البلطجة الديبلوماسية ضد الحكومات عن طريق أخذ مبالغ باهظة، بدعوى حماية هذه الحكومات وضمان بقائها، وتبقى الشعوب ضحية الإبتزاز والإرهاب الأميركي باسم حقوق الإنسان، وبمبرّر مكافحة الإرهاب.
2854C7D4-65FC-4EDC-9CC2-980F7B9397FE
2854C7D4-65FC-4EDC-9CC2-980F7B9397FE
محمد عامر (اليمن)
محمد عامر (اليمن)