الحركة الحوثية وادِعاء الشرف

الحركة الحوثية وادِعاء الشرف

01 مارس 2019
+ الخط -
يعتبر الشعب اليمني من أشد الشعوب العربية مناصرةً للقضية الفلسطينية على مر السنوات، ولدى الشعب اليمني حساسية بالغة تجاهها، ولهذا وجدت الحركة الحوثية العنوان الرنان الذي سيمكنها من تبرير تحركاتها وسيساعدها في استقطاب الناس باستغلال عواطفهم وحساسيتهم تجاه القضية الفلسطينية، حيث كانت تبرر تحركاتها، منذ بداية نشأتها وتجنيدها الناس تحت مسمّى القضية الفلسطينية، وأن هناك مؤامرات دولية تحاك لاحتلال اليمن. ثم مع مرور الأحداث من الحروب الست التي شنتها الدولة ضد الحركة الحوثية إلى الإنقلاب العسكري الذي قامت به الحركة الحوثية ضد الدولة، اتضحت غاية هذه الحركة وأهدافها وولائها، وعرف الناس أن هذه الحركة التي تستهدف دور العبادات والمنشآت التعليمية والصحية، وتقتل النساء والأطفال ظلماً وعدواناً، لا يمكن لها مناصرة القضية الفلسطينية ضد عدوان الصهاينة.
استغلت جماعة الحوثي عناوين ومسميات رنانة كثيرة لتمرير بعض أهدافها، لكن القضية الفلسطينية كانت العنوان الأبرز، فباسم القضية الفلسطينية ومعاداة إسرائيل، جندت جماعة الحوثي آلاف الشباب، وزجتهم في معارك خاسرة، خصوصاً في الحروب الست.
بعد ظهور وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر وارسو، سارعت جماعة الحوثي إلى استغلال الحدث، وسخرت كل إمكاناتها من أجل ذلك، حيث نظمت المسيرات الجماهيرية والحملات الإعلامية، مدعيةً رفضها للتطبيع مع الجانب الإسرائيلي، على الرغم من أنه لا يوجد هناك أي تطبيع للحكومة اليمنية مع الكيان الصهيوني، ومواقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية واضحة، إلا أن جماعة الحوثي وجدت الفرصة التي ستمكّنها من تجنيد المئات، وربما الآلاف، بعد أن أصبحت منهكة عسكرياً في الجبهات كافة.
أصبح تغنّي جماعة الحوثي بالقضية الفلسطينية أمراً مفضوحاً، فأعمالها بينت نواياها وزيف ادعاءاتها، حيث قامت جماعة الحوثي بنهب وإغلاق كل المؤسسات والمنظمات والجمعيات الداعمة والمناصرة للقضية الفلسطينية في اليمن، وأوقفت كل مصادر جمع التبرعات التي كانت تجمع لصالح القضية الفلسطينية، بل واعتقلت شخصياتٍ كثيرة كانت تعمل في المنظمات والجمعيات الداعمة للقضية الفلسطينية.
في الحقيقة، لا تستغل جماعة الحوثي العناوين الرنانة، وخصوصا القضية الفلسطينية فقط كما ذكرت سابقاً، بل ولديها علاقات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني، هذا إذا لم توضح الأحداث المقبلة أن لديهم علاقات ولقاءات مباشرة، كما ذكرت بعض المصادر، حيث سلمت جماعة الحوثي الإسرائيليين مخطوطات تاريخية عديدة، قديمة خاصة بالديانة اليهودية، مملوكة لليمن، وكذلك رتبت انتقال أسر يمنية يهودية كثيرة إلى إسرائيل.
ارتكبت جماعة الحوثي أسوأ الجرائم في حق الإنسانية في سبيل غايتها، وليست لديها أي مشكلة مع أي تحالفاتٍ لصالح أهدافها وغاياتها، فقد ذكر المعمّم الحوثي، مرتضى المحطوري، في إحدى اللقاءات التلفزيونية، إنهم مستعدون للتحالف مع الشيطان نفسه في سبيل تحقيق أهدافهم والوصول إلى غايتهم.
الخلاصة، إن مسيرة الحركة الحوثية وضحت زيف ادعائها ومدى خطورتها على المجتمع اليمني، حيث أنها حركة متطرفة بلا مبادئ أو أخلاقيات، ولا يمكن أبداً التعايش معها، فهي تعمل العيب وتدعي الشرف في سبيل الوصول إلى غايتها.
2854C7D4-65FC-4EDC-9CC2-980F7B9397FE
2854C7D4-65FC-4EDC-9CC2-980F7B9397FE
محمد عامر (اليمن)
محمد عامر (اليمن)