محاكم ونخانيخ وشادي الغزالي حرب

محاكم ونخانيخ وشادي الغزالي حرب

24 مايو 2018
+ الخط -
(1)
هل من قبيل المصادفة أنه في اليوم نفسه الذي يصدر فيه أمرٌ من المدعي العام في مصر بحبس الدكتور شادي الغزالي حرب 15 يوما جنائيا، يصدر فيه أيضا "عفو رئاسي" من عبد الفتاح السيسي لأكبر مورّد بلطجية في مصر، وهو نخنوخ، وكان محكوما عليه بالمؤبد؟ (إنتوا مش عارفين إنتوا نور عنينا ولا إيه؟).
(2)
هل من قبيل المصادفة أيضا أن يكون من شهد ضد نخنوخ في المحكمة هو الدكتور محمد البلتاجي، هو الآن في السجن بمجموع سنواتٍ فاق المائة سنة، بعدما قتلوا ابنته الوحيدة في ميدان رابعة العدوية، ولم يُفتح في ذلك أي تحقيقٍ بشأنها إلى الآن، علاوة على سجن ابنيه سنوات، والحكم على زوجته بالحبس ستة شهور، لأنها ضربت ضابطا في سجن طرة (أيوه والله)، وتم أيضا تحطيم عيادته ببركة أيدي "المواطنين الشرفاء بالطبع"، حتى زوجته هربت خارج البلاد. فهل تشكّ بعد ذلك أن الرئيس يناصب أي مواطن مصري أي كراهية؟ معاذ الله.
(3)
هل تعلم أن نخنوخ كان يربّي الأسود والثعابين في بيته، وقطع السلاح التي تم التحفّظ عليها (صوت وصورة وعزة جلال الله)، تكفي لعمل مذبحة، إلا أن السيد عبد الفتاح السيسي وأجهزته الأمنية رأت في عيون هذا الحمل الوديع جدا أن يلاقي شهر رمضان متمتّعا بالحرية والورد، كي يواصل تربية ثعابينه وأسوده التي خلقها الله أسوةً بباقي الأمم المتحضرة (ولا هما أحسن مننا ولا إيه؟ لا والله لا أحسن مننا ولا حاجة)، بينما يظل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في السجن مع الدكتور محمد سعد الكتاتني (رئيس مجلس الشعب المنتخب) مع الدكتور باسم عودة وآخرين. فهل تشك يوما في أن الرئيس لا يدافع إلا عن الشرف؟ (إحنا ناس بنشتغل بشرف).
(4)
هل تعلم أن الممثل طارق النهري الذي خرج في قلب ميدان التجرير "صوت وصورة"، وفي يده اليمين الطبنجة أو المسدس، وفي يده الشمال "الخنجر" والدماء تسيل من بني آدم يمسكه طارق النهري من قميصه بعنف، هل تعلم أن طارق إلى الآن لم يبِت يوما واحدا في سجن، في الوقت الذي قضى فيه "طفل التيشيرت" ثلاث سنوات في السجن. لاحظ أن الرئيس يقول دائما "كله بالقانون والله". وقسما بجلال الله كله بالقانون.
(5)
أسألك بعد ذلك كله، هل تستطيع أن تندهش أمام أي شيء، عن نفسي أنا، الاندهاش نفسه، لم يعد له أي مكان في مخيلتي، فقد يندهش الساذج، أو الغافل، أو حتى الحليم الذي ينتظر قيامة.
(6)
وفي النهاية، أقول إن السيسي قد نجح، بعد فواصل من الدم والقتل والسهوكة، نجح بفضل مذابح عدّدها هو على الناس بنفسه في لقاء، لأنه كان يعرفها تماما ويقصدها تماما.. من المنصة إلى الحرس الجمهوري إلى رابعة إلى النهضة إلى آخره، أقول قد نجح بالدم والرصاص فقط، نجح أن يتحول إلى "عرّيف" في "كتّاب سيدنا" في غيبة الشيخ ومرض زوجته، وكل الأطفال في الكتّاب عميان أو شبه عميان، لقد نجح أن يكون عريفا على أطفال عميان، ليس معهم سوى ألواحٍ من صفيح، وقد ينجح سنوات قد تطول. إنها آية الزمن الرديء، ولكل زمن رديء آية وعلامة.