ما الذي يريدونه من قطر؟

ما الذي يريدونه من قطر؟

19 مارس 2018
+ الخط -
بين انقلاب 1996 وحصار 2017 قصة مستمرة، وأمور مدبرة، وخيوط متشعبة.
حقائق خفية وأشخاص أو قادة محاولة الانقلاب الفاشلة سنة 1996 هم أنفسهم تقريبا، فالدول المشاركة في محاولة الإنقلاب (قطر 96) هي نفسها التي تحاصر قطر 2017 (الإمارات، مصر، البحرين، السعودية)، لنكون أمام سؤال: ما الذي يريدونه من قطر؟
هم يدّعون الآن أنها تحتضن قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإخوان المسلمين وقناة الجزيرة. لكن المتمعن في أحداث قطر 96، يجد أنه لم يكن هناك، آنذاك، "الجزيرة" ولا إخوان مسلمين.. وهذا ما تدّعيه دول الإنقلاب سابقا ودول الحصار حاليا، فهل هو حقد ضدّ النهضة القطرية أم ماذا؟
بدأت استفهامات عديدة تظهر إجاباتها بعد التقرير أو حلقة "ما خفي أعظم"، الذي قدمه الزميل الصحفي تامر المسحال في جزئيه (ما خفي أعظم.. قطر 96) على قناة الجزيرة.
أليس الأولى من محاولة الإنقلاب 96 والحصار 2017 أن تهتم كل دول الحصار بشؤونها الداخلية وأزماتها الداخلية، وأن توجه السلاح نحو العدو الصهيوني. لكن لا يجوز القول هكذا لأنهم أرباب التطبيع مع الصهاينة، إذ ظهر للعيان أن للأزمة الخليجية جذور تاريخية تعود إلى عقود غابرة، حتى قبل الإنقلاب الفاشل سنة 96، حيث كانت محاولات قبل ذلك التاريخ، فنحن إزاء الشخوص والأعداء أنفسهم، مع فارق أنه سنة 1996 كان يترأس البلاد حينها الأميرالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والآن يترأس البلاد الأمير الابن الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.
إنهم يتشدقون ويتحدثون عن مجلس تعاون خليجي، هو مجلس للتآمر الخليجي، فنحن إزاء أعمال قذرة ووسخة لا ينظفها أي شيء غير الاعتراف والاعتذار من دولة قطر.
الأطماع كانت أكبر من ذلك، أكبر من سلطة وتغيير نظام، بل تدمير بلد برمته، مثلما يحدث في اليمن الآن، فالغرض الأبعد جعل البلد في تبعية للسعودية أو الإمارات، أو تقسيمه بين دول الانقلاب، فلماذا لا تتنافس هذه الدول على التطور والتنمية المستديمة في بلدانها، بدلا من التنافس على من ينال رضى ماما أميركا وصهيون؟.
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
أحلام رحومة (تونس)
أحلام رحومة (تونس)