أمجادنا الضائعة

أمجادنا الضائعة

17 يوليو 2017
+ الخط -
ماذا ستقولون للأجيال؟ وهل تركتم لهم مجداً يفخرون به؟ لماذا لا يحترمكم الغرب على الرغم من تفانيكم في إرضائه؟ ألا ترون أنه يقلب لكم ظهر المجن ويقابل الإحسان بالسوء؟ يا لحسرة الأجيال المقبلة، عندما تستعيد ذاكرة التاريخ، فتجد أنّنا آثرنا الذل والانكسار ومزقنا مجدنا بيدنا، وكان بأسنا بيننا شديدا.
كلما أتأمل حال أمتنا الإسلامية والعربية، يمثل أمامي سؤال: ماذا يقولون عنا؟ وهل سيحترمنا الغرب، وهو يرى تشرذمنا وتفرقنا؟ لماذا لا يستطيع كل منا أن يواري سوءة أخيه، بل وتسوِّل له نفسه قتله؟ كل منا يبحث عن عيوب الآخر وفضائحه في حين أن الواجب عليه ستره، وإن وُجد ذلك. كلٌ من حكامنا يدخل جنته، وهو ظالم لنفسه فيقول: ما أظن أن تبيد هذه أبدا ويرى أنّه أكثر مالا وأعز نفرا، ويرى أن أخاه أقل منه مالا وعددا.. عجباً لهؤلاء ألا يعتبرون بمن سبقوهم! فكثيرون من حكامنا أصبحوا يقلبون أكفهم على ما أنفقوا فيها بعد أن رأوها خاوية وأصبحت كالصريم.
لم نسمع بأمة نهضت وينهش بعضها بعضا، ويكيد كل منهم للآخر. إنما تنهض الأمم بالوحدة والتكاتف والترفع عن النقائص وتجاوز المحن وتفويت الفرصة على الأعداء وسياسة التعتيم الإعلامي على ما يعتريهم من الوهن وسوء العلاقات. كلما أقرأ تغريدات بعض رجال الدولة في محيطنا العربي، يعتصرني الألم لما أراه من التراشق وانحطاط الكلمات، وأرى حروفاً عارية لا تستحي. ليس هذا الوجه المشرق الذي يمثلنا، ولا المجد الذي يشبهنا ولا العز الذي نستحقه.
الأوطان لا تُبنى بالمال وحده، بل بالرجال الذين لهم أخلاق فقط، وما سبقنا الأمم بالأمس إلا بالأخلاق وما سبقونا اليوم إلا بها، عندما تركنا قيمنا ومُثلنا وأهملنا تراث الأجداد. في عالم اليوم أعداء الأمس أصدقاء اليوم رغم ما بينهم من التناحر لسنوات طوال، ونحن نهدم ما بيننا من جسور الوحدة والثقة والاحترام المتبادل والمجد ونقطع ما بقي من صلات.
يا سادة، أليس فيكم رجل رشيد؟ احترموا هذه الشعوب ولا تجروها الى أنفاق مظلمة تنسيهم بهجة الأيام النواضر فما زالت في حلوقهم غصّة جراء ما تفعلون.
6397A895-D6E7-4F34-AF1B-0ED59CC60F53
6397A895-D6E7-4F34-AF1B-0ED59CC60F53
مصعب محجوب الماجدي (السودان)
مصعب محجوب الماجدي (السودان)