أسئلة مطروحة

لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وينتظر غيره ليؤدي التصرفات المطلوبة عنه. هذا هو الحال الواقعي للإنسان المسلم عامة والعربي خاصة، وهو ما أظهره نطق مذيعة إسرائيلية على الشاشة: "وينكوا يا مسلمين.. وينكوا يا عرب".
هي لم تنطق هذه الجمل وبلغة العرب الأصيلة إلا لتعبّر بشكل حصري عن حالة أسى ولوعة ومرارة وغصّة على موقف قد حصل، وإنما لترد على المسلمين والعرب صراحة وعلانية بجواب محتواه: أين أنتم يا من كتبتم وتكتبون، وقلتم وتقولون في نفوسكم وبين جدران غرفكم المغلقة وعلى صفحات موائدكم الإعلامية والإعلانية الكثيرة وتتساءلون عن إسرائيل وشعبها؟
هنا، الأم والأخت والطفل والطفلة نزحوا وبحثوا في الشوارع وعلى أرصفة الطرقات أملا بلقمة نظيفة، في الوقت الذي تحفل مائدة بعضنا بكثير من الترف والأطعمة التي تطعم آلافا من هذه الفئات الاجتماعية المسكينة التي شرّدت من بيوتها وغرف نومها ليس بسبب إسرائيل الوحشية السادية المدمرة الهدامة غير الرشيدة، بل بسبب ذواتكم المشغولة بصحون الشاورما والكعك والحمص والتبولة وورق العنب وكلمات وأغان وألحان لا معنى لها.
تريد المذيعة في قولها هذا إظهار عجز الإنسان العربي، ودفعه إلى المقارنة بين حال الإسرائيليين وحالنا اليوم، فالإنسان عندهم أغلى من الذهب وأثقل وزنا حتى وإن كان وزنه في بعض المرّات هامشياً قي كفة الميزان، فاليد الإسرائيلية تتكاتف أصابعها دائما للرد على كل ما يمس إسرائيل، في حين لا زال العرب يراهنون على أهمية المال والمادة قبل الإنسان، فاستحقوا شفقة المذيعة الإسرائيلية.
...
ثمة أسئلة تطرح: لماذا يكون الجاني والضحية في أيّ حدث يحدث اليوم مسلما وعربيا؟ وهل تحتوي البقعة الأرضية على اتساعها على أمة واحدة هي أمة الإسلام والعرب، فقط؟ هل باقي الأمم قدّيسون أطهار وأفراد أمة الإسلام والعرب هم من المشاغبين الملاعين الذين يسبّبون نكد الحياة وكلّ منغص فيها؟
يا من تخطّط وتبرمج ماذا تفعل وتصنع؟ هل تسعى إلى إقصاء تام لأمة الإسلام والعرب؟ لماذا لا تعجبك هذه الأمة؟ ألأنها تمتلك الضمير الإنساني رغم آلامها وأوجاعها؟
يا صاحب المؤامرات والوجه المقنّع، سواء كنت إسرائيل أو الأسد، ارجع إلى كتب التاريخ واقرأ بعناية عن تاريخ أمة الإسلام والعرب، لتجد حقيقة واحدة أنّها تعوّدت على النكبات والويلات، لكن ذلك لن يثنيها عن أمل قادم بركوع وسجود موعود في مكان نقشت فيه معنى الإنسانية، اسمه الأقصى ومسرى الرسول الأعظم.