أندية القراءة

أندية القراءة

22 ديسمبر 2017
+ الخط -
إن كنت لا تجد وقتًا للقراءة فانضم لأحد أندية القراءة.
نصيحة لا تغفل عنها مطلقًا، فأنت لن تجد وقتًا لتقرأ الكتب التي استوطنها الغبار على أرفف مكتبتك، ولن تقتطع لهذه الكتب من وقتك ولو دقائق معدودة كل يوم، ولن تجد شغفًا للقراءة إلا إذا وجدت من يحفزّك للقراءة؛ فانضم لأحد أندية القراءة، واحمل نفسك، ولو مكرهًا على إيجاد الوقت. أنت في هذه الحالة لا تُفسِح وقتًا للقراءة، بل تُفسِح لنفسك مجالًا للحياة بشكلٍ أفضل.
كثيرًا ما تسمع ممن حولك أنه يريد القراءة ويبحث عن الثقافة، إلا أن الوقت لا يساعده، وضغوط العمل لا تسمح له بالقراءة، ولو استطردنا في ذكر المبرّرات، فإن القائمة لا تنتهي. كل ما عليك هو أن تشترك في نادٍ للقراءة، وتحضر مناقشات الكتب التي يحدّدها المشاركون، عندها ستجد أن القراءة ليست مستحيلة، وسيعزّز ذلك في نفسك شغف القراءة والمناقشة للاستزادة والفهم، وليس للجدال والاستظهار.
حاول بعضهم أن يجد وقتًا للقراءة، وأن يستثمر هذا الوقت بكفاءة، لكنه لم يستمر ربما لعدم قوة الدافع، وربما لغياب الحافز؛ فإن كان الدافع ضعيفًا فإن تنمية وعي القراءة يفيدك، وهذا ما يجعلك تقرأ وتستمتع بالقراءة حياة، وليس مجرد تسلية. تنمية وعي القراءة مسؤولية فردية ومجتمعية؛ فالقراءة تصوغ حياتك، وتنقلك من الجهل إلى حدائق التفكير، وتقتطف من عقول الحكماء ما ينير لك ظلام الدرب، وإذا ما وجدت فائدةً أشعلت في صدرك شهوة القراءة؛ لتصبح قارئًا نهمًا في فترةٍ قياسية.
إن كنت من محبي الإنجاز، ولا تقرأ؛ فلا تتردد في الانضمام لأحد أندية القراءة، ولا تتوهم أن هذه وصفة غريبة وغير متزنة! بعض التفاعلات الكيميائية لو تُرِكَ لها المجال فإنها؛ قد تستغرق سنوات طويلة مما يهدر المال والجهد، ولذلك نعتمد على العامل المحفز لتسريع وتيرة التفاعل، ويمكنك اعتبار أندية القراءة عاملا محفزا يساعدك على القراءة. في بداية العمر، يجلس الطفل دون السن القانونية للالتحاق بالدراسة مستمعا، حتى يُسجَّل في الدراسة النظامية، وقد اكتسب خبرة لا بأس بها. وتوفر لك أندية القراءة بيئة ممتعة للاستماع، والاستمتاع بلذة النقاش، وتضعك في جو القراءة الذي لا يتوفر لك. الجو الذي تجده في أندية القراءة هو عامل التحفيز، وأنت في بداية انضمامك لعالم القراءة كالطفل الذي يستمع ليشحذ همته؛ فابحث عن أحد أندية القراءة ودع عنك الكسل. الإنسان ابن عوائده فإذا التحقت بنادي قراءة، ستجد في نفسك اهتمامًا غير مسبوق بالقراءة، وستجتهد أن تجد الوقت للقراءة وتطوير ذاتك في مجالات الفكر والمعرفة.
أغلب الذين يشاركون في أندية القراءة يجمعهم حب المعرفة والثقافة، نادرًا ما تجد من يقرأ للاستظهار واستعراض العضلات الثقافية، وستجد منهم من يتطوع لعرض الكتاب بحب، ومنهم من يسعى إلى ترتيب المكان والوقت المناسب لمناقشة الكتاب. يفعلون ذلك، لأنهم يستشعرون أهمية القراءة في تغيير حياتنا إلى الأفضل. شارك معهم في تلك الأنشطة، وبادر بالمساعدة، بمرور الوقت من القراء المحافظين على مغازلة الكتب يوميًا. أقرأ كتابًا أو جزءاً من كتاب، واطلب عرضه على الزملاء؛ فهذا يعزّز من حرصك على القراءة، كما يثري معلوماتك وطريقة تفاعلك في حياتك بشكلٍ عام.
القراءة ليست غاية، لكنها وسيلة مهمة لتحسين جودة حياتنا؛ فاقرأ إن كنت تبحث عن حياة أفضل، وثق أن قوة المعرفة لا تعادلها قوة. أندية القراءة تضمن لك تجديد فكرك وإعادة صياغة رؤيتك للعالم، إذ سيسقط جدار برلين الذي يحول بينك وبين الكتاب، سيتغير العالم بمعنى الكلمة عبر أندية القراءة.
D14DCC9E-4695-4E3F-AF5D-957B3D79F68C
D14DCC9E-4695-4E3F-AF5D-957B3D79F68C
محمد الشبراوي (مصر)
محمد الشبراوي (مصر)