لعنة الفراعنة ورحمة الصحابة

لعنة الفراعنة ورحمة الصحابة

11 يونيو 2015
+ الخط -
فوجئت مرتين بضيوف على الفضائية المصرية الرسمية، بألقاب علمية، يسردون ذكريات في أثناء عملهم بالآثار الفرعونية المباركة، ويؤكدون صدق "لعنة الفراعنة". أحدهما زاهي حواس، زعم أنه نجا من اللعنة، ولعل ذلك ببركة برنيطة الخواجات التي يحبها تاجاً لرأسه، فيثني المذيع على الفراعنة، ويكاد يطلق بخوراً، ويدعو إلى الرحمة على "سيدي امنحوتب" والفراعين، ومن تبعهم بإجرام إلى يوم الدين. 
وفي المقابل، تتواصل الحملة الصليبية من مثقفي الفراعنة، أمثال إبراهيم عيسى، وكريستين البحري وغيرهما على البخاري ومسلم وعمر بن الخطاب "الذي يتحرش بأمهات المؤمنين، ولم يكن عادلاً"، إنما العادل هو ناجي شحاتة في مدرسة القضاء الشامخ، وعلى بقية الصحابة الذين غزوا مصر، وجعلوا القبط يتحولون بالسيف من إخوان فراعين إلى إخوان مسلمين. وعلى حد علمي، إنّ اسم "عمرو" احتفالاً باسم "فاتح مصر" هو الاسم الثالث، أو لعله الأول في مصر، فهل يعود اسم "منقرع" أو "بكش" ليحلَّ محله.
قرأت كتاب لعنة الفراعنة لفيليب فاندنبرغ، وهناك ثلاثة كتب تحمل الاسم، الثاني لأنيس منصور، والثالث لزاهي حواس. وشاهدت أفلاماً أميركية ومصرية، تجسد قصة اللعنة الفرعونية. لا أعتقد باللعنة، لكني أظنّ أنّ من يخاف من العفريت يطلع له. وأنّ اغتصاب أموال الآخرين، أمواتاً أو أحياء، فراعنة ودراويش، يستجلب اللعنة، فكيف إذا كانت آثاراً باهظة الثمن. روى لي أحد معارفي أنّه كان يمضي الليل حفراً في التلة المجاورة لقرية القصير، وكان يعثر على آثار نادرة وعجيبة وسحرية، ولأنه كان يفتقد إلى الأدوات اللازمة لاستخراجها، كانت تتكسر بين يديه. وقد عثر مرة على زجاجةٍ، فيها سمكة تظهر وتختفي بتحريكها، وعلى تمثالين لرجلين "انقلابيين" يفعلان فعلة قوم لوط، ولعل ما جرى للقصير على يد النظام هو من لعنة ذينك الرجلين المباركين اللذين دنَّس صاحبي خلوتهما.
اللعنة الحقيقية هي لعنة الديكتاتور، مهما كان اسمه؛ الأسد أو السيسي؛ فما إن يذكر أحدهم اسمه بسوء حتى تحل عليه اللعنة موتاً، أو حبساً، في العقرب، أو في تدمر. وأذكر أننا كنا محرومين من ذكر اسم ملك الغابة في المدرسة، فكنا نقول: وتضمّ الغابة حيواناتٍ كثيرة، وهي حمار الوحش والخروف والنمر. لا أعرف سبب إغضاء هيئة المدرسين عن اسم ملك الغابة؟ لعلها كانت تتطيّر من ذكره، أو تؤثر السلامة خوفاً من لعنة الفراعنة.. الأحياء.
كانت اللعنة طامة وعامة، عندما تولى الفرعون البعثي سورية، صارت المناديل بالحسرة، أما السمنة والزيت فباتت بضاعة نادرة، مع أنها من منتوجات الأنعام، وليست من ضروع اللبوات وحليب السباع. انظر حولك إلى السجن الكبير الممتد من النيل إلى الفرات، سترى اللعنة وقد تمَّ تأميمها: النور لا نكاد نراه، والماء مطيّب بالفوسفات والخبز مطين بطين. ودائماً تحل مصيبة في أي عمل خيري: في مسيرة موالية، يموت أطفال ومواطنون تحت الأقدام السعيدة بالمسيرة الظافرة. وفي الأمس القريب، مات أربعة مواطنين مصريين تحت عجلات سيارة حكومية عسكرية، كرَّت عليهم، كانت توزع صدقات الجيش من الأغذية المجانية! وقبل شهر، غرقت عبارة فوسفات في نهر النيل، والبحر الأبيض المتوسط سيصبح أحمر هو الآخر، بسبب لعنة الفراعنة. والأزهر الشريف يتصرف بنبلٍ، ليس له مثيل لانتهاك حرمات الله في المساجد وتدميرها، متأسيّاً بالآية الكريمة:"فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ"، "وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" ..والمحسنون هم السيسي والأسد، وجنودهما الفاضلون.
في لعنة الفراعنة: سأزيدكم من الشعر برميلاً: أنّ ما يجري لسورية من تدمير، وتدعيش، هو لأنّ السوريين يكثرون من قول: يلعن روحك يا حافظ.
683A43FF-D735-4EBA-B187-3AC9E42FAE32
أحمد عمر

كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."