الكلمات التي ستخونني غداً

الكلمات التي ستخونني غداً

28 يناير 2022
جزء من لوحة سعد بن شفاج/المغرب
+ الخط -

أجلس في مطبخ أقشّر عواطفي كطاهٍ كسولٍ طُرِد من عملِه
لإتلافِهِ كمّيات هائلة من الانتظار
أقشّر مسراّتي النّيئة وأقطّعها إلى مكعّبات متساوية كأحجار نرد زائدة عن حسابات الربح والخسارة
أقشّر كوابيسي وأجسّ نبضَها لأتأكّد أنّي ما زلت حياً داخلَها
أقشّر الموسيقى فأجد مخالبَ اللذّة تحفُر في الجَسد دون أن تُدميه
أقشّر الذهب عن صوت أُمّ كلثوم فأجد الندم
أقّشر المطر عن صوت فيروز فأجد الوحدة
أقشّر الأصوات التي يبِست وصارت كلاماً عابراً
أقشّر عن صمتي آداب الطاولة: أعرف كلّ الكلمات التي ستخونني غداً
أقشّر الخوف: ما زال في ثلّاجته حبُّ قديم كان عليه أن يتجمّد لكي يحافظ على نضارته لأطول فترة ممكنة.
أقشّر الحب فلا يبقى منه شيء سوى بصمات اصابعه في كلّ زاوية ككهربائيي المنازل المخلِصين الذين ينيرون غرف الكينونة بالضغط على زرّ خفيّ ويغادرون.

 

* شاعر من فلسطين

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون