الفلسفة وتسريد قضيّتها

الفلسفة وتسريد قضيّتها

30 نوفمبر 2021
عمل لـ يزيد خلوفي/ الجزائر
+ الخط -

صحيح أن الفلسفة قد انتظمت منذ عقود، في معظم البلدان العربية، كقطاع أكاديمي مستقرٍّ، وأوسع من ذلك كحقل اجتماعي واضح الملامح، فباتت مؤتمراتُها وندواتها متواترة في الجامعات ومعارض الكتب وحتى في بعض المقاهي. كما تعدّدت الجمعيات والمجلات المخصّصة لها، ثم ها أن يومها العالمي الذي أقرّته اليونسكو منذ أعوام بات موعداً سنوياً يترك أثره في الروزنامة فلا يمرّ دون تأثيثه بفعاليات متنوّعة.

للأسف، لا يُفيدُ كل ذلك بأن الفلسفة بخير فوق الخريطة العربية، وكذلك غيرها من الحقول المعرفية المرتبطة بالفكر. ما زلنا نسمع عن خيارات تقليص حضورها في مناهج التعليم، ولا تزال تصلنا صعوبات الباحثين في نشر مؤلّفاتهم بين منظومة جامعية أو رسمية مغلقة، بفعل الولاءات أو الازدحام، وبين شبكة دور النشر التي لا تجد في الفلسفة جواداً حرّياً بالرهان عليه في الأسواق. وكل ذلك صدى لنظرة سائدة تضع الفلسفة -بلا مبرّرات صلبة- في ملابس ضيّقة تخنق صوتها، وتدفعها إلى منطقة مسكونة بالعزلة وقلة الحيلة.

واقعٌ قلما تجري مواجهته بأكثر من خطاب رائج عند المشتغلين بالفلسفة عن اضطهادها منذ سقراط، في وقت بات من الممكن إيصال قضيّتها عبر قنوات جديدة: منها الصحافة بأشكالها المتجدّدة، وأبعد من ذلك بالذهاب إلى تسريد قضيّتها في الكتابة الذاتية والتخييلية وعبر فنون كثيرة. موجز العبارة؛ لا تزال الفلسفة غير مرئية بيننا أو تكاد.

موقف
التحديثات الحية

المساهمون