ماذا وراء عودة الهجمات الصاروخية على السفارة الأميركية في بغداد؟

ماذا وراء نقض المليشيات للتهدئة وعودة الهجمات الصاروخية على السفارة الأميركية في بغداد؟

18 نوفمبر 2020
استنفار أمني في محيط السفارة الأميركية ببغداد(مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

كشف مسؤول أمني عراقي في بغداد، اليوم الأربعاء، سبب إنهاء الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران التهدئة التي أُعلِنت من طرف واحد مطلع الشهر الماضي، بعد الهجوم الصاروخي الذي نفذته مليشيات مسلحة على بغداد، أمس الثلاثاء، واستهدف المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية وبعثات دبلوماسية غربية، وأسفر عن مقتل طفلة عراقية وجرح خمسة مدنيين آخرين.

وبحسب ضابط رفيع في قيادة العمليات العراقية المشتركة التي أصدرت، بياناً، فجر اليوم الأربعاء، توعدت فيه المهاجمين بالملاحقة، فإنّ الهجوم الصاروخي تم تنفيذه بصواريخ من طراز "كراد"، روسي الصنع وبقاعدة إطلاق محلية مثبتة على شاحنة شرقي بغداد، وجرى توقيف المسؤولين عن أمن المنطقة والتحقيق معهم بتهمة التقصير، مع استمرار التحقيقات في الاعتداء".

ولفت الضابط، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهجوم استهدف قاعدة صغيرة للعمليات داخل المنطقة الخضراء إضافة للسفارة الأميركية. وسقط أحدها على كراج مستشفى مدينة الطب وآخر في حي سكني بينما تصدت منظومة الصواريخ للبقية، كاشفاً أن العملية نفذتها جماعة تطلق على نفسها "أصحاب الكهف" وهي مرتبطة بكتائب "حزب الله "وتستخدم بطبيعة الحال مقدرات وإمكانيات "الحشد الشعبي" الممنوحة للهيئة و"هذا سبب تحركها السهل وتنفيذ العمليات".

وحول سبب كسر الهدنة وما إذا ستواجه بغداد هجمات مماثلة هذه الليلة أيضاً أو في الأيام المقبلة، قال إن "تلك الجماعات أنهت الهدنة مع الحكومة، بعد إعلان واشنطن، تخفيض قواتها في العراق والإبقاء على 2500 جندي من أصل 3200 جندي، دون الانسحاب الكامل، ما تم اعتباره مماطلة جديدة من واشنطن وبتنسيق مع حكومة مصطفى الكاظمي، وهنا يجري الحديث عن أن الكاظمي روج ضمن مساعيه لوقف الهجمات في سبتمبر/أيلول الماضي أن الانسحاب الأميركي الكامل سيكون بعد الانتخابات الأميركية، ما دفع إلى إعادة الهجمات بعد الإعلان عن تخفيض نحو 700 جندي فقط ولا يعرف ما إذا ستتكرر أم لا، لكن هناك استنفاراً سياسياً وأمنياً منذ ليلة أمس"، بحسب المسؤول، معرباً عن خشيته من رد فعل أميركي إزاء هذه الهجمات في حال تكررت مرة أخرى.

وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية قد وصفت المسؤولين عن تنفيذ الهجوم بـ"القوى الخارجة عن القانون"، في إشارة إلى أنهم جماعة ليست خلية إرهابية بل مليشيات مسلحة.

وأكدت في بيانها أنّ "أجهزتنا الأمنية والاستخبارية، قد شرعت بإجراءات تشخيص الجناة لينالوا جزاءهم العادل"، وأن الهجوم الذي تسبب بـ"استشهاد طفلة وإصابة خمسة من المدنيين، لن يمر دون ملاحقة وحساب".

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عبد الخالق العزاوي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ "معاودة القصف الصاروخي نحو السفارة الأميركية، بكل تأكيد تحمل رسائل من قبل الجماعات المسلحة إلى الجانب الأميركي وكذلك العراقي، خصوصاً بعد إعلان تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق، وليس سحبها بشكل كامل كما تريد تلك الجماعات".

وبيّن العزاوي أنّ "إعادة عمليات القصف الصاروخي، تعتبر تحدياً للدولة العراقية وتقليلاً من هيبتها أمام المجتمع الدولي، كما أن هذه الأعمال ربما تعيد قضية إغلاق السفارة الأميركية في بغداد بقوة هذه المرة، فالجانب الأميركي كان جاداً بهذا الموضوع وليس مهدداً فقط، وخيّر الحكومة العراقية، بين الالتزام بحمايتها أو إغلاق السفارة".

وشدد النائب العراقي على "ضرورة قيام القوات الأمنية بواجبها في ملاحقة ومحاسبة تلك الجماعات، خصوصاً أن الحكومة العراقية، تعلم جيداً مَن تكون تلك الجماعات ومَن يقف خلفها، لكن تخشى الصدام معها، وهذا ما يضعف الدولة ويمس هيبتها، بل ويقوي السلاح المنفلت في الشارع العراقي".