برلماني إيراني يضرب عن الطعام احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية

برلماني إيراني يضرب عن الطعام احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية

15 نوفمبر 2020
تردي الوضع الاقتصادي في إيران (Getty)
+ الخط -

أعلن النائب الإيراني عن مدينة بابك في محافظة كرمان جنوبي إيران، مصطفى رضا حسيني قطب أبادي، اليوم الأحد، إضرابه عن الطعام "دعماً للفقراء والمساكين"، واحتجاجاً على "عدم صدق بعض المسؤولين"، وفقًا لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية. 
وأشار قطب أبادي خلال كلمة له، اليوم الأحد، في جلسة مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) إلى المشاكل المعيشية التي يواجهها المواطن الإيراني، منتقداً تردي الوضع الاقتصادي، ومتهماً التيارين الأصولي والإصلاحي بالبحث عن "مصالح فئوية والإضرار بالبلاد".  

وفي مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية، قال قطب أبادي إنه بدأ إضرابه عن الطعام "بسبب المشاكل في دائرته الانتخابية"، مؤكداً أنه لن يخرج من البرلمان وسيبقى في مكتبه "ما لم تحل هذه المشاكل".  
وتواجه إيران منذ أكثر من عامين أوضاعاً اقتصادية صعبة تتدهور مع مرور الوقت أكثر على خلفية تعرضها لعقوبات أميركية شاملة وغير مسبوقة، طاولت جميع مفاصلها الاقتصادية، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والمجموعة الدولية عام 2015.  
وأدت هذه العقوبات إلى تراجع حاد للعملة الوطنية الإيرانية إلى مستويات قياسية خلال العامين الأخيرين، لتهبط قيمتها أكثر 800 في المائة، ما تسبب بارتفاع هائل ومستمر في الأسعار والخدمات.
وعلى ضوء الأزمة الاقتصادية، يواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني، هذه الأيام، انتقادات متصاعدة من الشارع والقوى السياسية الإصلاحية أو المحافظة على تردي الوضع الاقتصادي في البلاد.  
ويرفض المنتقدون، لا سيما التيار المحافظ، تحميل العقوبات الأميركية وحدها مسؤولية الأزمة الاقتصادية، متهمين الحكومة بسوء الإدارة وعدم امتلاكها أي خطة لمواجهة هذه الأزمة وتقليل تبعات العقوبات الأميركية، غير أن الحكومة الإيرانية من جهتها ترفض تلك الانتقادات، عازية السبب كله إلى السياسات الأميركية.  

وفي السياق، خاطب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أخيراً، منتقديه والشارع الإيراني، داعياً إياهم إلى عدم توجيه "اللعنات" إليه، قائلاً إن "الشعب إذا أراد أن يوجه لعنات فالعنوان الصحيح هو البيت الأبيض في واشنطن. حذار أن يعطيكم أحد عنواناً خاطئاً"، متهماً "البعض بإعطاء عنوان خاطئ للشارع لأجل مصالح فئوية".  
واليوم، بعد هزيمة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وهو الرئيس الأميركي الأكثر عداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي مارس أقصى الضغوط عليها، منها حرب اقتصادية شرسة لم يسبق لها مثيل خلال 40 عاماً من الصراع بين الطرفين، وفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، يأمل مراقبون وشرائح إيرانية في أن يتبع نهجاً مختلفاً عن سلفه ويقوم بالعودة إلى الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات. 
لكن هناك من المراقبين والمحللين من يدعو إلى عدم التعويل الكبير على بايدن، مؤكدين أن فوزه لا يعني أن عودته إلى الاتفاق النووي ستكون تحصيل حاصل، وأن جوهر السياسة الأميركية تجاه طهران لن يتغير بمجيئه، وسط توقعات بأن يوظف بايدن إرث ترامب في ما يتعلق بإيران لتحصيل امتيازات من طهران، حيث فشل ترامب في ذلك على مدى العامين الماضيين.