تصاعد توترات النزاع في إثيوبيا باحتجاز الحكومة 150 "عميلاً"

تصاعد توترات النزاع في إثيوبيا باحتجاز الحكومة 150 "عميلاً"

12 نوفمبر 2020
آبي أحمد يرفض المناشدات الدولية للتفاوض وخفض التصعيد (فرانس برس)
+ الخط -

 امتدت توترات الصراع الدامي في إثيوبيا إلى ما هو أبعد من منطقة تيغراي المعزولة، إذ أعلنت الحكومة الفدرالية احتجاز حوالي 150 "عميلًا" مشتبهًا بهم في اتهامات بالسعي إلى "بث الخوف والرعب" في جميع أنحاء البلاد.

وقال بيان للحكومة إن المشتبه بهم "متنوعون عرقياً"، لكن المخاوف لا تزال شديدة بين عرقية التيغراي، وسط تقارير عن استهدافهم من قبل السلطات.

ويأتي البيان بينما يُتوقع أن تخرج مسيرات، اليوم الخميس، لدعم الهجوم العسكري للحكومة الفدرالية، في منطقة تيغراي الشمالية، على حكومة إقليمية يعتبرها رئيس الوزراء الحائز على جائزة نوبل للسلام آبي أحمد وحكومته غير قانونية.

وفر ما يقرب من عشرة آلاف لاجئ إثيوبي بالفعل من الصراع المستمر منذ أسبوع إلى السودان المجاور، حيث تحذر السلطات المحلية بالفعل من أنها غارقة في الأزمة، وتستعد لاستقبال ما يصل إلى 200 ألف شخص.

ورفض رئيس الوزراء الإثيوبي المناشدات الدولية للتفاوض وخفض التصعيد، قائلاً إن ذلك لا يمكن أن يحدث قبل إزالة "الزمرة" الحاكمة لجبهة تحرير شعب تيغراي واعتقالها وتدمير ترسانتها المليئة بالأسلحة.

ويبدو الأمر أنه انزلاق مفاجئ نحو حرب أهلية، لكن ملابساته كانت تنذر به قبل أشهر، فقد أعلن آبي أحمد بعد توليه منصبه في 2018 عن إصلاحات سياسية شاملة ضمنت له الفوز بجائزة نوبل، لكن هذه الإصلاحات كانت السبب في تهميش جبهة تحرير شعب تيغراي والتي سبق وهيمنت على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا.

وغادرت جبهة تحرير شعب تيغراي التحالف فيما بعد، وأجرت في سبتمبر/ أيلول انتخابات محلية في تحد للحكومة الفدرالية.وكل جانب يعتبر الآخر غير قانوني الآن، وكل طرف يلوم الآخر على بدء القتال.

ولا تزال خطوط الاتصالات والنقل مقطوعة في منطقة تيغراي، ما يجعل من الصعب التحقق من مزاعم كل طرف، بينما تحذر الأمم المتحدة وجهات أخرى من كارثة إنسانية تلوح في الأفق مع نقص الغذاء والوقود لملايين الأشخاص.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أن وكالات الإغاثة التي تعمل في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا غير قادرة على إعادة ملء مخازنها من المواد الغذائية والصحية وإمدادات الطوارئ الأخرى، فيما تدور معارك بين القوات الاتحادية وقوات المنطقة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في أحدث تقاريره عن الأزمة، إن خطوط الاتصالات الهاتفية مع المنطقة لا تزال مقطوعة، الأمر الذي يضر بعمليات الإغاثة.

وذكر التقرير "الانتقالات غير مسموحة من تيغراي وإليها، ونتيجة لذلك ترد تقارير عن نقص في السلع الأساسية، يؤثر، أشد ما يؤثر، على الفئات الأكثر ضعفا".

وأضاف التقرير أن منظمات الإغاثة قلقة أيضا بشأن حماية الأطفال والنساء وكبار السن والمعاقين من الاشتباكات العسكرية.

كما عبّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الخميس، عن قلقها من حدوث حالة طوارئ تتعلق باللاجئين إذا ما اضطر المزيد من المدنيين للنزوح بسبب القتال.

وذكرت الحكومة السودانية، أمس الأربعاء، أن السودان استقبل أكثر من عشرة آلاف لاجئ إثيوبي منذ تفجر القتال.

وقالت آن إنكونتريه، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إثيوبيا، في مقابلة مع رويترز، إن المنظمة الدولية تتفاوض مع طرفي الصراع لفتح ممرات إنسانية.

وحتى الآن يقاوم آبي أحمد (44 عاما)، وهو أصغر زعماء أفريقيا سنا، دعوات من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وأطراف أخرى لوقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات.

وتثور مخاوف واسعة النطاق من أن يمتد القتال في تيغراي إلى أجزاء أخرى من ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، وإلى باقي منطقة القرن الأفريقي.

وألغت ولاية أمهرة المجاورة لتيغراي، والتي تدعم آبي أحمد، احتجاجات مزمعة ضد الحزب الحاكم في تيغراي.

وقال مكتب الاتصال في الولاية في بيان "هذا ليس التوقيت المناسب للاحتجاج نظرا للمخاوف الأمنية الحالية".

 

المساهمون