"القطب الشمالي": حياة عمرها ثلاثة آلاف عام

"القطب الشمالي": حياة عمرها ثلاثة آلاف عام

25 أكتوبر 2020
(إحدى الأدوات التي يستخدمها سكّان القطب الشمالي، من المعرض)
+ الخط -

في معرض "القطب الشمالي.. الثقافة والمناخ" الذي افتتح الخميس الماضي في "المتحف البريطاني" بلندن ويتواصل حتى الحادي والعشرين من شباط/ فبراير المقبل، تظهر العديد من الأدوات والآثار التي عُثر عليها حين ذاب الجليد في مناطق تقع بأقصى شمال الكرة الأرضية.

المنطقة التي يسكنها قرابة أربعة ملايين شخص، يعود تاريخ الاستقرار فيها إلى ثلاثين ألف عام تقريباً، حيث يضيء عليها المعرض في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة نتيجة التغيّرات المناخية، إلى جانب عدم انتظام في الطقس، ما يشكّل تحدياً كبيراً لسكّانها ويختبر قدراتهم على التكيّف، ويهدّد أسلوب حياتهم.

يعود المعرض إلى المنحوتات القديمة من عاج الماموث (الحيوان الذي يعتقد أنه انقرض في العصر الجليدي الأخير منذ 3300 سنة تقريباً)، حيث عاش الإنسان في القطب الشمالي على أنشطة الصيد وجمع الثمار، وكان يصيد هذا الحيوان الضخم، والذي يقترب شكله من الفيل، ويوفّر له الوقود ويستخدم نابه في صناعة أدوات عديدة.

يكشف المنظمون عن براعة شعوب القطب في التعامل مع قسوة الظروف المحيطة، وكيف استطاعت رغم صعوبة الطقس أن تحيا وتعمل من أجل الازدهار، ومن بين المعروضات قناع خشبي صنع حوالي عام 1778، لحجب وهج الشمس الذي قد يسبّب العمى في أشهر الصيف، والجلود التي استعملت لتصنيع قوارب يمكن السير بها.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

تُعرض أزياء تمثّل أكثر من أربعين مجموعة عرقية تسكت مناطق في غرينلاند وكندا وألاسكا وروسيا وأجزاء من الدول الاسكندنافية، منها معطف قرمزي اللون مع قبعة بأربعة زوايا تمثل اتجاهات الريح الأربعة، وسترة أطقال من آلاسكا زرقاء اللون، لامعة ومطرزة باللون الأحمر، وغطاؤها مبطن بفرو ناعم.

كما توجد مزلجة قديمة على شكل قارب بحيث يمكن أن تطفو تقريباً على الثلوج، وهي مستخدمة في بلدان مثل السويد والنروج وفنلندا، وأحذية مخصّصة للسير على الثلج مصنوعة من الخشب لتوزيع وزن مرتديها حتى لا تغوص في الانجرافات الجليدية، إلى جانب أحذية ذات أشرطة مصنوعة من العاج تمنح ثباتاً وحيوية على الثلج الذي تم إذابته ثم تجميده مرة أخرى.

يتجوّل الزائر للمعرض في تاريخ طويل حتى يصل إلى العصر الحالي حيث حمل سكّان القطب الشمالي الهواتف النقّالة، وأصبحوا يعملون في صناعات النفط والغاز والسياحة، وإن ظلّ جزء منهم يعتمد على وسائل تقليدية للعيش في بعض المناطق حيث لا يزال من الصعب تغييرها.

 

المساهمون