"ثورة تشرين": إصابة عدد من المتظاهرين باشتباكات مع الأمن في بغداد

"ثورة تشرين": إصابة عدد من المتظاهرين باشتباكات مع الأمن في بغداد

25 أكتوبر 2020
لم تسع ساحة التحرير المحتجين (أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

أصيب عدد من المتظاهرين العراقيين الذين خرجوا باحتجاجات واسعة، اليوم الأحد، إحياء للذكرى السنوية الأولى لـ"ثورة تشرين"، باشتباكات مع عناصر الأمن، الذين ينتشرون بشكل مكثف في محيط مناطق التظاهر والمنطقة الخضراء، التي تضم مبنى السفارة الأميركية والمباني الحكومية ببغداد.
وتجددت التظاهرات الشعبية العراقية، اليوم، في بغداد والمحافظات الجنوبية، ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات تطالب بتنفيذ المطالب المشروعة، والقصاص من قتلى المتظاهرين.
ولم تستوعب ساحة التحرير وسط بغداد، الأعداد الكبيرة من المحتجين الذين توافدوا من مناطق العاصمة والمحافظات الأخرى، حتى تظاهر الآلاف في ساحات الخلاني وساحة العلاوي القريبة من المنطقة الخضراء وشارع الرشيد وساحة الوثبة.
ووفقا لشهود عيان، فإن اشتباكات بالأيدي حدثت بين عناصر الأمن والمحتجين الذين حاولوا رفع الأسلاك الشائكة التي تحيط بهم في منطقة العلاوي، ما أسفر عن عدد من الإصابات بين المحتجين.


كما وقعت اشتباكات أيضا قرب جسر الشهداء القريب من المنطقة، وتم تسجيل إصابات بين المحتجين.


ووفقا للناشط، حسام الفتلاوي، فإن "عناصر الأمن أرادوا منع التظاهر خارج ساحة التحرير، وحدثت مشادات كلامية بينهم وبين المتظاهرين في منطقتي العلاوي وجسر الشهداء، وبينما حاول المتظاهرون رفع الأسلاك التي تحيط بهم، اعتدى عناصر الأمن عليهم بالهراوات، وأجبروهم على الانسحاب نحو ساحة التحرير، بعدما سقط عدد من المصابين من المتظاهرين".
وأكد لـ"العربي الجديد"، أن "تعزيزات أمنية إضافية وصلت إلى المنطقة، وانتشرت قرب ساحة التحرير بشكل مكثف"، مشيرا إلى أن "الوضع غير مستقر بالساحة، وهناك مخاوف من وقوع اشتباكات".

ووجه ناشطون نداء للفرق التطوعية لإسعاف المصابين. وقال الناشط علي عزيز، في تغريدة له، "نداء إلى كافة المفارز الطبية التطوعية، وكافة شباب المجموعة الطبية التوجه إلى ساحة العلاوي لمعالجة الجرحى، فهنالك إصابات كثيرة بين الثوار وتنقصنا المستلزمات الطبية اللازمة للعلاج الفوري".

مقابل ذلك، دعا المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، المتظاهرين إلى عدم التظاهر خارج ساحة التحرير. وقال في تغريدة له "ندعو أبناءنا المتظاهرين إلى عدم التظاهر خارج ساحة التحرير ببغداد، كونها مؤمنة بالكامل، كما ندعوهم إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي حالة سلبية أو مشبوهة، وعدم السماح لبعض مدعي الانتماء للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الأمنية المتواجدة لحمايتهم".

المحافظات الجنوبية، هي الأخرى شهدت اليوم تظاهرات واسعة، إحياء للذكرى، ففي مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) خرج المئات الى ساحة الحبوبي وسط المدينة، مرددين شعارات تندد بأحزاب السلطة وبإيران، مطالبين باقتلاع جذور الفساد والتبعية للخارج.

وحذر ناشطون في ذي قار من محاولات جهات خلق حالة فوضى في ساحة التظاهر، وقال الناشط، أسعد الناصري، في تغريدة له، "حافظوا على أنفسكم أيها الأحبة، سلميتكم خيار لا بد منه، اعكسوا الحالة الحضارية، وفوِّتوا الفرصة على من يريد إرباك المشهد وخلق الفوضى، وحِّدوا مطالبكم التي تخدم العراق، وتجتث الفاسدين".

كما تجددت التظاهرات، في محافظة النجف، التي شهدت وصول المئات من المتظاهرين، والمسيرات الطلابية الحاشدة، مرددين هتافات تطالب بالاقتصاص من قتلة أبناء الشعب العراقي، محذرين من المجاملات بتطبيق القانون.

محافظة البصرة التي تقع في أقصى جنوب البلاد، شهدت هي الأخرى احتجاجات شعبية حاشدة، وسط المدينة، فيما انتشرت قوات أمنية في محيط ساحة التظاهر، وأحاطت بالمتظاهرين.


كما شهدت مدينة ميسان (مركز محافظة العمارة) تظاهرات واسعة، توافد لها مئات الطلاب الجامعيين.

ولم تكن محافظات بابل وكربلاء والمثنى والقادسية وواسط، بمعزل عن ذلك، إذ شهدت خروج المئات من المتظاهرين، الذين دعوا إلى محاسبة الأحزاب الفاسدة ومليشياتها.
من جهته، أثنى رئيس "جبهة الإنقاذ والتنمية"، أسامة النجيفي، على التظاهرات الشعبية، وقال في تغريدة له "انتفاضة تشرين هي صوت شعب، وصرخة غضب ضد الفشل والإخفاق والفساد، وفي ذكراها لا أقل من أن نشيد بالروح العظيمة للشباب الثائر".