وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب: أبرز ملفات المباحثات

وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب: أبرز ملفات المباحثات

13 أكتوبر 2020
دارمانان يلتقي عدداً من المسؤولين المغاربة (أوليفيي شاسينيول/فرانس برس)
+ الخط -

يحل وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، مساء غد الأربعاء، بالعاصمة المغربية الرباط، في زيارة عمل تستغرق يومين، هي الأولى منذ تعيينه في منصبه في السادس من يونيو/ حزيران الماضي في حكومة جون كاستيكس.
وينتظر أن يلتقي وزير الداخلية الفرنسي، خلال زيارته للرباط، بعدد من المسؤولين في مقدمتهم نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق.
ويعد ملف الهجرة غير الشرعية أبرز الملفات الشائكة التي ستثار خلال المحادثات بين دارمانان ولفتيت، خاصة ملف 16 ألف قاصر مغربي يوجدون حاليا في وضعية غير قانونية على الأراضي الفرنسية، وذلك بالتزامن مع حديث عن وجود مباحثات بين البلدين من أجل إنشاء مركز لإيواء ورعاية المهاجرين القاصرين غير المصحوبين بذويهم في المغرب.
وكان وزير الداخلية الفرنسي قد استبق زيارته للرباط بالكشف في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر"، أنه سيزور المغرب للتباحث مع السلطات المغربية حول مشكلة القاصرين غير المصحوبين بذويهم في فرنسا.
وقال "سأذهب إلى المغرب والجزائر. أنا أعمل على ذلك كثيرًا مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إنها مسألة أمن وحماية الطفل والدبلوماسية في الوقت نفسه، ويجب علينا حل هذه المشكلة على المستوى الأوروبي".
وأوضح وزير الداخلية الفرنسي أن "هناك في باريس، وفي بوردو، وفي عدة مدن كبيرة في فرنسا، قاصرون غير مصحوبين بذويهم قادمون من الجزائر والمغرب"، لافتا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يتعامل مع هذا الموضوع منذ فترة طويلة في علاقة دبلوماسية مع أصدقائنا المغاربة والجزائريين".
وإلى جانب ملف القاصرين المغاربة، سيكون التعاون مع الأجهزة الأمنية المغربية، خاصة في ما يتعلق بمواجهة الإرهاب، على رأس القضايا التي سيبحثها الوزير الفرنسي خلال مباحثاته مع لفتيت. وتعتبر باريس الرباط شريكا مثاليا في المجالات الأمنية والاستخبارية والعسكرية، بالنظر إلى العديد من العوامل، لعل أولها الاحترافية والكفاءة المشهود بها لجهاز مديرية مراقبة التراب الوطني (الاستخبارات) في محاصرة العناصر المتطرفة. وثاني العوامل التي تدفع الفرنسيين إلى "تفضيل" التعامل مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، يعود إلى كون إحدى كبرى الجاليات في فرنسا هم من المغاربة، الذين يقطنون في ضواحي المدن، حيث تسود البطالة والتهميش، ويعانون من الفراغ وأحياناً من العنصرية والتعنيف. كما يُنظر إلى أماكن سكنهم وكأنها "بؤر متطرفة".
وتعوّل فرنسا على المغرب كثيراً في رصد الجالية المغربية في الأراضي الفرنسية، وتحركات المقاتلين، سواء داخل المملكة أو خارجها، عبر تقديم المساعدة بتوفير المعلومات الأمنية.
من جهة أخرى، ستكون زيارة دارمانان إلى الرباط فرصة مناسبة لمناقشة قضايا تتعلق بالإسلام في فرنسا، خلال لقائه المرتقب مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق.
وتأتي زيارة الوزير الفرنسي في وقت عاشت فيه العلاقات بين البلدين الحليفين، خلال الأشهر الماضية، على وقع توتر صامت تحوّل إلى حرب باردة مفتوحة، تدور رحاها على جبهات عدة، سياسية ودبلوماسية واقتصادية وحتى إعلامية.
وكان العنوان الأبرز للأزمة الصامتة بين باريس والرباط، تأجيل الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي التي كانت تترقبها العاصمة المغربية منذ بضعة أشهر. وهي الزيارة التي تم تأجيلها من يناير/ كانون الثاني الماضي بدعوى زيارة ماكرون لإسرائيل للمشاركة في إحياء ذكرى تحرير معسكر "أوشفيتز" النازي، وكذلك الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى فبراير/شباط الماضي. وتبعها تأجيل آخر إلى مارس/ آذار، ثمّ تأجيل ثالث إلى ما بعد مارس، من دون أن يضع قصر الإليزيه موعداً محدداً، مكتفياً بتأجيل مبهم لـ"وقت لاحق".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وبالتوازي مع ذلك، لا تنظر فرنسا بعين الرضى للخطوات التي اتخذها المغرب خلال السنوات الماضية لتنويع شركائه الاقتصاديين والسياسيين والتقليل من تبعيته الاقتصادية لها، وكذلك تثبيت أقدامه في أفريقيا جنوب الصحراء كأحد الشركاء الاقتصاديين للعديد من الدول حتى بات يحتل المرتبة الثانية من حيث الاستثمار.