إخلاء سبيل طارق جميل سعيد بكفالة ضخمة
قررت نيابة أمن الدولة العليا بمصر إخلاء سبيل المحامي المعروف طارق جميل سعيد، بكفالة مالية قال مصدر إنها "ضخمة تبلغ بضعة مئات من ألوف الجنيهات" على ذمة اتهامه بتكدير السلم العام ونشر شائعات وأكاذيب وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت أجهزة الأمن قد اعتقلت طارق، منذ أيام، على خلفية نشر مقطع فيديو على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هاجم فيه النظام الحاكم، رغم اعتذاره عنه ونشره فيديو جديداً يهاجم فيه جماعة الإخوان المسلمين والقنوات المعارضة.
وذكر المصدر أن إخلاء سبيل طارق تم بسبب تدخلات ووساطات عديدة وكبيرة وتكريما لوالده المحامي المعروف جميل سعيد، المستشار القانوني لعدد من مؤسسات النظام الحاكم والأجهزة السيادية، والذي تقدم باعتذارات علنية عبر قنوات فضائية مختلفة الأسبوع الماضي.
وكان مقطع الفيديو الأزمة قد انتقد فيه طارق سياسة اختيار حزب مستقبل وطن وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التابعين للمخابرات العامة لمرشحيهم في انتخابات مجلس النواب والذين ضمنوا عمليا مقاعدهم النيابية من خلال انضمامهم للقائمة الموحدة الموالية للنظام الحاكم، ليسفر عن حالة واسعة من الانشقاقات والمعارك الداخلية بين المرشحين المعتمدين والمستبعدين من قوائم حزب السلطة بالمحافظات، تنتشر بشكل غير مسبوق في الأوساط الريفية والحضرية ولا تخرج كثيرا إلى النور في وسائل التواصل الاجتماعي، نظرا لافتقار أطرافها للشهرة الإعلامية خارج نطاق دوائرهم، وهي معارك سيكون لها أثرها على نتيجة الانتخابات المقرر انطلاقها في الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ويشبه مقطع الفيديو القصير، الذي حذفه المحامي بعد ساعات من نشره، في محتواه، دون ذكر أسماء، عددا من المقاطع التي نشرتها عضو حركة "تمرد" السابقة دعاء خليفة بداية الشهر الماضي، تتهم فيها الضابط النافذ أحمد شعبان، مدير مكتب مدير المخابرات عباس كامل والمقرب لنجل السيسي ضابط المخابرات محمود، بتعمد الإساءة لها ومنعها من الانضمام لتنسيقية الشباب التي أنشأها حتى لا تتمكن من العودة للعمل السياسي.
فقد نشرت عدة منشورات ومقاطع فيديو على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اتهمته فيها بالتسلط وحجب الحقائق عن الرئيس عبد الفتاح السيسي والسعي لتعيين المقربين منه بمجلس النواب من دون اعتبارات للكفاءة، ضاربة عدة أمثلة لذلك، قبل أن تعود وتحذف جميع ما نشرته، حتى مقاطع الفيديو، وتنشر مقطعا آخر تزعم فيه أن "الصفحة كانت مخترقة" في تعبير واضح عن حجم الضغوط التي مورست عليها، بما في ذلك إصدار بيان رسمي من تنسيقية الشباب وإذاعته في وسائل الإعلام الرسمية يتهمها بالافتقاد لحسن السمعة وارتكاب مخالفات مالية وأخلاقية.
ولم يكن لذلك المحامي أي وجود سياسي يذكر عدا كونه يعمل مستشارا قانونيا لبعض وسائل الإعلام المملوكة للمخابرات، لكنه دخل في صدام دعائي مع رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور المدعوم من عباس كامل، وانتقد الأخير دون أن يسميه عدة مرات، لكن مصدرا مطلعا قال لـ"العربي الجديد" بعد نشر الفيديو المثير للجدل إن والده كان يحاول التوسط له للدفع به في تعيينات مجلس الشيوخ التي لم تعلن حتى الآن، لكنه رُفض بسبب هجومه على مرتضى منصور.
