مباحثات ظريف في الصين: مناقشة "الشراكة الاستراتيجية" في توقيت حساس

مباحثات ظريف في الصين: مناقشة "الشراكة الاستراتيجية" في توقيت حساس

10 أكتوبر 2020
صورة أرشيفية من زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الصين العام الماضي (Getty)
+ الخط -

بعد احتدام المواجهة مع واشنطن، وتشديدها العقوبات ضد إيران خلال الشهور الأخيرة، ووسط خيبة أمل إيرانية من الموقف الأوروبي تجاه الاتفاق النووي لمساعدتها في مواجهة العقوبات الأميركية، تتجه طهران لتعزيز علاقاتها مع الحليفين؛ روسيا والصين، حيث يتنقل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بين عاصمتيهما، فضلاً عن اتصالاته المستمرة مع نظيريه الروسي والصيني، وتحديداً مع الوزير الروسي سيرغي لافروف. 

وفي السياق، توجه وزير خارجية إيران، أمس الجمعة، إلى الصين في زيارة "لإجراء لقاءات في هذا التوقيت الخاص لتظهر الأهمية الكبيرة التي يوليها الجانبان للعلاقات بين البلدين"، بحسب ظريف نفسه، في تغريدة نشرها على "تويتر"، مساء اليوم السبت من الصين. 

وأضاف ظريف أنه أجرى مباحثات "مثمرة وبناءة" مع نظيره الصيني وانغ يي، مشيراً إلى "وجود اتفاق على مواضيع كثيرة مثل تعميق العلاقات الثنائية وتطوير وثيقة التعاون بين البلدين لمدة 25 عاماً والحفاظ على الاتفاق النووي ومعارضة الأحادية". 

وأشار إلى الذكرى الـ50 للعلاقات الدبلوماسية عام 2021 بين بكين وطهران، معتبراً أن هذه المناسبة "فرصة جديدة" لتعزيز العلاقات، وقال "إنني على قناعة أنّ مفهوم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ستكون أكثر ثراء خلال المستقبل". 

وفي تغريدة أخرى باللغة الإنكليزية، أشار إلى إجراء "مباحثات مثمرة" مع وزير الخارجية الصيني، بشأن تحقيق "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، معلناً أنهما رفضا "الأحادية الأميركية وجهود الولايات المتحدة لإيجاد نظام عالمي أحادي القطب".

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت، أمس الجمعة، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيزور بكين الجمعة، في زيارة تستغرق يومين بدعوة من نظيره الصيني وانغ يي. 

وجاءت زيارة ظريف للصين غداة قيام الإدارة الأميركية بفرض عقوبات جديدة على طهران، الخميس الماضي، استهدفت 18 مصرفاً بغية قطع نظامها المالي عن الخارج بالكامل، إلا أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قلل، أمس الجمعة، من أهمية هذه العقوبات، معتبراً أنها "محاولات دعائية وسياسية بأهداف داخلية"، في إشارة غير مباشرة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إجراؤها في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. 

وفي وقت تسعى فيه إيران إلى تطوير اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع روسيا، تتفاوض مع الصين، لإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية لربع قرن في مختلف المجالات، لاسيما المجال الاقتصادي.

وأثارت هذه الاتفاقية مع الصين ضجة في أوساط إيرانية بعد رواج أنباء عن تسليم إيران جزراً لبكين، وامتيازات هائلة أخرى، لكن سبق أن نفى وزير الخارجية الإيراني، صحة هذه الأنباء، مؤكداً أن "لا الحكومة الحالية ولا أي حكومة أخرى ستسلّم شبراً واحداً من الأراضي الإيرانية لأحد". 

وتشير تقارير إعلامية غربية إلى أنّ برنامج التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين يتضمن استثمارات صينية هائلة في إيران، تقدر قيمتها بـ400 مليار دولار على مدى 25 عاما، منها 280 مليار دولار حجم الاستثمارات المتوقعة في قطاعي الغاز والنفط الإيرانيين، و120 مليار دولار في شبكة الطرقات والمطارات والسكك الحديدية. 

ولا تبدي الصين تلك الحماسة التي يبديها الجانب الإيراني تجاه وثيقة الشراكة الاستراتيجية، غير أنه لم يتم التوقيع عليها بعد، وبحسب التصريحات الإيرانية فإن المباحثات بشأنها مستمرة. وكان ظريف قد قال قبل شهرين إنه "لم تبدأ بعد المباحثات النهائية الحضورية بسبب كورونا"، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن الطرفين "قريبان جداً من الاتفاق". 

وتوقع الوزير الإيراني إكمال الاتفاقية والتوقيع عليها بعد أشهر، مضيفاً أنه "لا يوجد ما هو مستور وسيعلن عن كل شيء للرأي العام".

دلالات