سورية: قباسين تتضامن مع الباب ودعوات لإعادة الأمن للمدينة

سورية: قباسين تتضامن مع الباب ودعوات لإعادة الأمن للمدينة

08 أكتوبر 2020
لا تكاد الفاجعة تُنسى في مدينة الباب السورية (فيسبوك)
+ الخط -

لا تكاد الفاجعة تُنسى ولا الجراح تندمل في مدينة الباب بريف حلب شمالي سورية، حتى تحلّ بأهلها فاجعة أخرى وتسيل الدماء في شوارعها وتتعالى صرخات الحزن والهلع، فالسيارات المفخخة باتت كابوساً ينغّص العيش في المدينة ويبعث القلق في النفوس، مع ترقب لحلّ جذري يعيد الطمأنينة والأمان لقلوب قاطنيها.

المجلس المحلي لمدينة قباسين التي تبعد قرابة 5 كيلومترات عن مدينة الباب، أعلن، اليوم الخميس، الحداد العام في المدينة، في خطوة تضامنية.

وجاء في بيان له "في ظل ما يشهده بلدنا الحبيب من تخريب وأعمال إرهابية، يعلن المجلس المحلي لمدينة قباسين وريفها عن حداد عام وإغلاق المحلات التجارية والأسواق العامة ليوم الخميس تضامناً مع أهلنا في الباب واستنكاراً للأعمال الإرهابية والتفجيرات الغادرة".

ويأتي الحداد بعد يومين على التفجير الدامي الذي وقع في مدينة الباب وحصد أرواح أكثر من 20 شخصاً وتجاوز عدد الجرحى جرّاءه 82 شخصاً، في الوقت الذي لايزال فيه جوّ القلق والترقب مسيطراً على المدينة.

أيمن العموري (34 عاماً) وهو نازح من مدينة تدمر شرقي حمص، يرى أنّ المدينة لم تعد آمنة مع كل هذه التفجيرات التي تتعرض لها، ويقول لـ"العربي الجديد": "لا يكاد يمر شهر دون فاجعة في المدينة، غادرتها منذ عامين وكذلك أهلي، ولكن بقي شقيقي الكبير مقيماً فيها مع عائلته، قبيل التفجير كنت أتحدث معه، عندما خرج من المنزل قاصداً المسجد، وبينما أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي قرأت خبراً عن مفخخة تضرب المدينة، حاولت الاتصال بأخي لكن دون رد، بعدها أجاب ابنه، وأخبرني أنّ شقيقي بخير فقد كان بعيداً عن مكان التفجير".

يتابع العموري "تنفست الصعداء حينها، فلم يكن والدي على علم بالتفجير ولا حتى والدتي، وأخبرتهما بما حدث. نحن نطالب الجيش الوطني بإيجاد حل، نريد أن تعود المدينة آمنة وسالمة".

أما مدرس اللغة العربية محمد أبو إبراهيم  (44 عاماً) فيقترح حلولاً لمواجهة هذه التفجيرات الدموية التي وصفها بـ"المأساوية والكارثية"، قائلاً لـ"العربي الجديد": "من الأفضل عدم السماح للصهاريج والشاحنات بدخول مدينة الباب، وكافة مدن الريف الشمالي لحلب، يمكن أن تدخل هذه السيارات لكراجات خارج المدن وتنقل منها البضائع وهذا يخفف من خطر تجولها داخل المدن إن كانت مفخخة".

وأردف أبو إبراهيم "محزن ما يحدث في مدينة الباب، والحداد لم يعد كافياً للتعبير عن حزننا، نحن نريد حلاً، نريد أن تعود المدينة آمنة نتجول فيها بحرية وسلام، فالمدينة اليوم هي سورية مصغرة،  فيها نازحون ومهجرون من كافة المدن والمحافظات السورية، يجب أن تكون مثالاً يحتذى به".

ومدينة الباب السورية مرت بفترات سيطرة مختلفة، إذ سيطر عليها "الجيش الوطني" المعارض عام 2017 بعد طرد تنظيم "داعش" منها، وتعد واحدة من المدن المكتظة حالياً، والتي يتجاوز عدد سكانها 160 ألف نسمة.

المساهمون