مشاركون بإحياء ذكرى اغتيال خاشقجي يطالبون بتحقيق العدالة

مشاركون بإحياء ذكرى اغتيال خاشقجي يطالبون بتحقيق العدالة ومحاسبة الفاعلين

02 أكتوبر 2020
جمال خاشقجي... جريمة داخل القنصلية
02 أكتوبر 2020
+ الخط -

أحيا صحافيون وناشطون عرب وأجانب وممثلو منظمات دولية، ومجموعة من أصدقاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، اليوم الجمعة، الذكرى الثانية لجريمة اغتياله أمام قنصلية بلاده في إسطنبول، مطالبين بتحقيق العدالة ومحاسبة الفاعلين.
واختار المنظمون وهم جمعية "بيت الإعلاميين العرب في تركيا" و"أصدقاء جمال خاشقجي حول العالم" مقر القنصلية، لأنها شهدت ارتكاب الجريمة في مثل هذا اليوم قبل عامين. ولأن لا مزار يضم جثمان خاشقجي حتى الآن، وضعت حجرة في حديقة تقع أمام القنصلية العام الماضي، لتعد بذلك قبرا ومزارا لخاشقجي، وسيتم التجمع فيه كل عام لحين الكشف عن مصير جثته.
وتجمع الصحافيون والناشطون أمام مقر القنصلية حاملين صورا لخاشقجي، ومطالبين بتحقيق العدالة ومحاسبة قتلته، حيث بدأت الفعالية بتلاوة آيات قرآنية، وتخللها إلقاء كلمات، قبيل أن تنتهي بالدعاء لروح خاشقجي عند الساعة 13:14 بالتوقيت المحلي لتركيا، وهي الساعة التي دخل فيها خاشقجي لمقر القنصلية، ولم يخرج منها.
وبعد عامين على اغتيال الصحافي السعودي، لا تزال الدعوات الدولية متواصلة لإجراء تحقيق دولي شفاف في القضية. وبدا أن الأحكام النهائية التي أصدرتها محكمة سعودية قبل نحو شهر، واقتصرت على أحكام مخففة بسجن ثمانية مدانين، بعد محاكمة جرت بعيداً عن الإعلام ومن دون كشف أسماء المتهمين، لم تقنع الرأي العام الدولي، وذلك بموازاة استمرار المحاكمة بالقضية داخل الأراضي التركية.

أصدقاء خاشقجي وممثلو منظمات دولية ألقوا كلمات خلال فعالية إحياء الذكرى، دعوا فيها جميع المنظمات الدولية إلى تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة في مقتل خاشقجي، منتقدين المحاكمات الصورية التي جرت في السعودية، والتي تثير أسئلة واستفسارات عديدة من دون أن يكون لها جواب.
وقال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وصديق خاشقجي وأحد أطراف الادعاء والشهود الرئيسيين في القضية التي تبحثها محكمة في إسطنبول، "بعد عامين على جريمة قتل خاشقجي، ما زالت هناك أسئلة تحتاج لأجوبة من السلطات السعودية، أهمها أين الجثة، حيث إن خاشقجي مفكر ولديه أفكار متميزة، وخلال زيارته للقنصلية قبل عامين في هذا المكان الذي نقف أمامه، دخل بأمل بناء حياة جديدة مع خطيبته، ولكن بعد 10 دقائق ذهب ضحية أبشع جريمة في العالم، في حين كان يستعد لحياة جديدة بأفكار جديدة".
وأضاف في تصريحات له "واضح أن من ارتكب الجريمة هو مثل فرعون ونمرود، وبعد ارتكابها كان هناك كذب مستمر لأيام، وبعد فترة قصيرة ظهرت الحقائق، فاضطروا للاعتراف مع مواصلة الكذب حتى الآن، وما زالت هناك أكاذيب مستمرة حول جريمة خاشقجي، ونحن هنا لنطالب بإظهار الحقيقة"، متابعاً "المحكمة التي أقيمت في السعودية ليست لعقاب المجرمين، بل لتخفيف العقاب عنهم وإطلاق سراحهم لاحقا، فأطلقت أحكام إعدام ولكن هناك أسئلة كثيرة ما زالت مطروحة، منها ما هو مصير جثمان خاشقجي".

وشدد على أن "الجريمة وقعت في القنصلية السعودية، ومرتكبوها والمخططون لها سعوديون، والضحية سعودي، وهو ما يطرح سؤالا بسيطا، أين هي جثة جمال خاشقجي، وإن كانت هناك صعوبة في الإجابة عن هذا السؤال فمن غير المنتظر ظهور نتائج عادلة، وكنت أقول من البداية استحالة خروج أحكام عادلة". وأضاف: "نحن أصدقاء خاشقجي كنا نتبادل معه الأفكار والآراء، وكان يطالب بالديمقراطية وتطويرها في الشرق الأوسط، ونحن نتعهد باستمرار أفكاره، والعمل على ديمومتها، حيث كان يعمل على تشكيل جمعية لحرية الإنسان، اليوم، الجمعية ستبدأ فعاليتها في العالم الإسلامي والعربي، للحديث عن حقوق الإنسان وحرياتهم بهدف الموضوع الذي ضحى خاشقجي من أجله، نعم قتلوه ولكن هناك آلاف من خاشقجي حول العالم".
أما رئيس جمعية "بيت الإعلاميين العرب بتركيا" توران قشلاقجي وأحد أصدقاء خاشقجي المقربين وأحد أطراف القضية في تركيا، فجدد مطالبه "بالعدالة والكشف عن مصير خاشقجي وتحويل مقر القنصلية إلى متحف"، مبينا لم يتم الإقدام على أي خطوات من قبل السلطات السعودية منذ عامين.
وتابع قائلا في تصريحات له "نطالب بالعدالة، والسعودية تواصل مسرحيتها بمحاكمة شكلية، ولا نعرف من هم المحاكمون، نطالب بمعرفة مصير جثة خاشقجي، لم يعلن عنها رغم التحقيقات، كما نطالب بتحويل القنصلية السعودية إلى متحف لجمال خاشقجي، ونطالب السلطات السعودية بالاستجابة لطلبنا أو بيعنا القنصلية لنا لتحويلها إلى متحف".

كما تحدث زعيم حزب "غد الثورة" المصري، السياسي المعارض أيمن نور، وهو أحد أصدقاء خاشقجي أيضا قائلاً "عاما بعد آخر سنأتي إلى هنا أمام القنصلية السعودية بإسطنبول لتحقيق العدالة الكاملة لخاشقجي الذي تعرض لأبشع عملية قتل شهدتها البشرية". وأضاف "المحاكمة هزلية في السعودية، ونومن بالعدالة في المحكمة بتركيا، نقول لقتلة جمال أنه لا يزال حيا بقلوبنا، وسنظل نطلب حق جمال، وننظر بعين التقدير لتركيا وموقفها الثابت في قضية العدالة بقضية خاشقجي، ونطالب بلحظة ضمير من الدول والأنظمة التي حمت قتلة خاشقجي، ستزول هذه الأنظمة وتزول معها الشخصيات التي يكتب التاريخ أنها أسوأ الشخصيات والأنظمة في العالم".

المساهمون