عناية مشدّدة: دراما سوريّة هاربة من السياسة

عناية مشدّدة: دراما سوريّة هاربة من السياسة

18 أكتوبر 2014
مشهد من مسلسل "عناية مشدّدة" (العربي الجديد)
+ الخط -
ظلّت الدراما السوريّة ملتزمة بشروط اللعبة الفنيّة من جهة وحدود المسموح رقابيّاً واجتماعيّاً من جهة أخرى. وقدّمت خطاباً دراميّاً على مدار أربعة مواسم، قد نختلف على تفاصيله ودرجة انحيازه إلى طرف دون آخر من أطراف الصراع، لكنّه يبقى، في الظاهر على الأقلّ، خطاباً جامعاً. اليوم ونحن على أعتاب الموسم الدرامي الخامس، نتساءل ما الذي يمكن للدراما السورية تقديمه من دون أن يبدو مكرّراً؟

من غير المرجّح أنْ تطالعنا دراما الحدث الساخن، في سورية وخارجها، باقتراحات درامية جديدة خارج التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للناس، في ظلّ الحرب الدائرة في البلاد. وستعمل الدراما على نبش المزيد من الوجع اليومي السوري، الشخصي منه والعام، من دون أن تعمّق الانقسامات الحاصلة فيه.

يقول السيناريست، علي وجيه، الذي انتهى من كتابة سيناريو مسلسل "عناية مشددة"، في حديث إلى "العربي الجديد": "وجع الناس لا يعرف مواليّاً ومعارضاً وحياديّاً. أعتقد أنّ الألم مشترك، ويوميات المواطن السوري تجاوزت التصنيفات والحسابات، والحكايات التي يمرّ بها اليوم. وهذا نبض عناية مشدّدة".

وقد شارك الفنان، يامن الحجلي، في تأليف المسلسل مع وجيه، وانتهى المخرج، أحمد إبراهيم، من تصويره أخيراً في دمشق. وأدّى أدوار البطولة كل من عبّاس النوري، أيمن رضا، مهيار خضّور، يامن الحجلي، سليم صبري، فادي صبيح، رامز الأسود، أمانة والي، ومرام علي، أندريه سكاف، علي كريم، محمد قنوع، مهنّد قطيش، غادة بشّور، نزار أبو حجر، عهد ديب، تولين البكري، حلا رجب، وسيم قزق، وآخرين.

وبحسب السيناريست، وجيه، تدور معظم أحداث مسلسل "عناية مشدّدة" في دمشق بين عاميْ 2013 و2014، إضافةً إلى اللاذقية وبيروت: "ويرصد العمل يوميات المواطن السوري في ظل التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية الحادّة والأحداث الدامية التي تشهدها البلاد، من خلال مجموعة حكايات اجتماعية وعلاقات متشابكة وقصص حب".

وعن قدرة المسلسل على رصد انعكاسات ما يجري على الأرض دون مقاربات سياسية، يقول وجيه: "لا شكّ أنّ السياسة موجودة في كلّ الشرق الأوسط اليوم. ربما يكون الاجتماعي والنفسي مدخلاً إلى السياسي. وفي "عناية مشددة" لا نتبنّى طرفاً سياسيّاً، بل يهمّنا الإنسان. القراءة السياسيّة متروكة لأهلها بعد العرض". وردّاً على ما سيقدّمه المسلسل من جديد درامي، تابع: "لنترك كل ما يتعلّق بالطرح إلى ما بعد العرض".

لن يتأخر عرض "عناية مشددة"، إذ ستتّجه الشركة المنتجة إلى عرضه خارج موسم رمضان. وسيتوقّف الانطباع على طريقة تفكير المشاهد. فالجديد الطارئ، الذي بات واقعاً بعد أربعة مواسم درامية، هو التغير في سيكولوجية المشاهدة السورية، إذ بات المشاهد يريد دراما على مقياس مواقفه، وبذلك بات هو رقيباً له خطوطه الحمر، إضافة إلى الرقيب الرسمي. فأيّ خطاب درامي بوسعه أن يستوعب كلّ هذه التناقضات؟
لكن لعلّ في تفاصيل الوجع الذي سيتناوله هذا المسلسل ما قد يرتقي إلى حدّ يجمع الناس حوله في زمن ازدادت أسباب فرقتهم.

دلالات

المساهمون