فرقة "حنين" أصوات شابّة تحيي التراث الفلسطيني

فرقة "حنين" أصوات شابّة تحيي التراث الفلسطيني

30 أكتوبر 2014
حفلة تراثية فلسطينية في مسرح المدينة (العربي الجديد)
+ الخط -
"حنين" فرقة فنيّة فلسطينية، تهدف إلى الحفاظ على التراث الفلسطينيّ وربط ماضيه بحاضره، حيث إن الفلسطينيين أصحاب جذور ضاربة في أرض فلسطين، ولهم تاريخ عريق ومشرّف.
حفاظاً على هذه الجذور وتأكيداً على الهوية الفلسطينية والتمسك بحق العودة، وُلدت "حنين" من رحم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في لبنان، حيث كانت البداية بمبادرة من الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان عام 1996، لتضمّ هذه الفرقة مجموعة من الفنانين الفلسطينيين واللبنانيين، يزيد عددهم عن 25 فناناً بين مغنٍّ وعازف.

أخذت فرقة "حنين"على عاتقها إيصال تلك الرسالة إلى العالم، فأحيت عدة حفلات في لبنان ومخيمات الشتات، وفي البحرين وتركيا، وأخيراً في الوطن "فلسطين"، عبر أغنيات ومواويل وقصائد مغنّاة لكبار الشعراء الفلسطينيين، ممن حفروا في ذاكرة الشعب.
محمد الشولي رئيس الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان قال لـ"العربي الجديد": "إن الفكرة بدأت عندما وجدنا أن الجميع يغني لفلسطين أغاني وطنية، وكان قرارنا حينها التميّز بالأغنية الفلسطينية، لأنّ هناك فرقاً بين أن تغني لفلسطين وأن تغني أغنية فلسطينية تحمل الكلمة الفلسطينية، وكل من يستمع إليها يستطيع أن يعرف أنها فلسطينية".
ويضيف: على سبيل المثال هناك أغنية تقول كلماتها: "هادي دنيا شيلة بيلة .. خطفوا عبلة قبل بليلة.. خطفوا الحلوة بتوب الجلوة.. قبل العرس بساعة وليلة". هنا تجد أن كلمة "شيلة بيلة" لا يستخدمها ولا يفهمها إلا الفلسطيني، فهي غير موجودة في بلدان عربية أخرى. هكذا بدأنا بتشكيل الفرقة لإعادة إحياء الأغنية الفلسطينية.

تكونت الفرقة من أصوات شابة، من موسيقيين فلسطينيين ولبنانيين كانوا في فرقة المؤسسة الفلسطينية قبل اجتياح لبنان عام 1982، بالإضافة إلى مجموعة من الموسيقيين الشباب. يقود الفرقة عازف الناي اللبناني الفنان عاطف وهبي، ويشرف عليها الكاتب الفلسطيني محمد عيد رمضان، "يقول الشولي" .
في البداية كانت الفرقة تحيي الحفلات الوطنية داخل المخيمات، إلى أن أصبحت تحيي كافة المناسبات الوطنية على الأراضي اللبنانية، سواء كانت فلسطينية أم لبنانية، بدعوة من الأحزاب الوطنية والجمعيات الأهلية.
كانوا يعرفون فلسطين من خلال ما يرويه الكبار الذين هُجروا عام 1948، فجسدوا فلسطين من خلال الأغاني والمواويل حتى تحقق حلمهم بزيارة أرض فلسطين، وإحياء عدة حفلات في ربوع الوطن، فامتزجت الابتسامات بالدموع، وغنّوا في رام الله ونابلس وجنين والخليل، للوطن والحرية والدولة المستقلة المنشودة.
خلال الجولة في فلسطين وأثناء زيارة الحرم الإبراهيميّ في الخليل، كان أعضاء الفرقة يرتدون الكوفية الفلسطينية، فاعترض جنود الاحتلال طريقهم، وطلبوا منهم نزع الكوفية حتى يستطيعوا الدخول، إلا أن أعضاء الفرقة رفضوا الأمر متمسكين بالكوفية، وغنّوا "علّي الكوفية ولولح فيها"، ولم يدخلوا إلى الحرم الإبراهيمي.

المساهمون