"مدرسة الحب"... عندما تنجح أغاني مسلسل أكثر من حلقاته

"مدرسة الحب"... عندما تنجح أغاني مسلسل أكثر من حلقاته

26 يونيو 2016
كاظم الساهر في مدرسة الحب (فيسبوك)
+ الخط -
ارتبطت الحملة الترويجية لمسلسل "مدرسة الحب"، باسم الشاعر السوري الراحل، نزار قباني، والمطرب العراقي كاظم الساهر. واستطاعت هذه الطريقة أن تجذب شريحة واسعة من الجمهور، وإحْداث ضجَّة إعلاميَّة، خاصةً أن الساهر قام بإلقاء قصيدة "مدرسة الحب" بصوته، في البرومو الترويجي للمسلسل.
وبالفعل، تبدو البطاقة التعريفية للمسلسل مبهرة، فهي تضم العديد من الأسماء اللامعة في سماء الفن والأدب العربيين، حيثُ ُيشار في بداية الشارة إلى أنَّ العمل مستوحى من ديوان "كتاب الحب " للشاعر نزار قباني، وهو كتاب شعر مشهور قام فيه الشاعر السوري بجمع مختارات من قصائده التي كتبها طوال مسيرته. ويتلو ذلك حضور قائمة من العديد من النجوم اللامعين في عالم الدراما والغناء، ومن بينهم المغني اللبناني، مروان خوري، الذي يشارك لأول مرة في التمثيل، والممثلة السورية، أمل عرفة، وغيرهم.
كما أن كتّاب المسلسل، أي نور الشيشكلي ومازن طه، هم من نجوم الدراما الحديثة في سورية، ولا سيما الشيشكلي التي بدأت الكتابة في سنة 2007، بمسلسل "حكم العدالة"، وتلاه العديد من المسلسلات التي لاقت شهرة على نطاق واسع، منها "علاقات خاصة"، ومسلسل "جريمة شغف"، الذي يُعرَض أيضاً في الموسم الحالي. وسبق لها أن تشاركت، أيضاً، مع الكاتب، مازن طه، في العديد من المسلسلات السابقة، ومنها "صبايا" في جزئيه الثالث والرابع. وكل ذلك، أحدث بالفعل ضجة إعلامية، ترافقت مع الجزء الأول من المسلسل الذي بدأ عرضه في 26/3/2016، أي قبل أن يعرض الجزء الثاني، الذي يعرض بالموسم الرمضاني الحالي، أي بفارق يقلّ من ثلاثة أشهر.

والمسلسل من حيث الشكل، مقسم إلى ثلاثيات، وكل جزء يضم عشرة ثلاثيات، لتكون الحصيلة المنتجة حتى هذه اللحظة 20 ثلاثية. وقد أُعلِن على صفحة المسلسل الرسمية على الفيسبوك أن الموضوع أو الفكرة الأساسيَّة التي ستجتمع حولها هذه الثلاثيات هي تيمة الحب. ولكن ذلك لم يعط هوية حقيقية للمسلسل، لأن مفهوم الحب أُخِذ في المسلسل بشكل عام، وليس بمعنى علاقة الحب التي تجمع بين الرجل والمرأة، مما أتاح للمسلسل أن يستعرض قصص وحكايات اللاجئين، وقصص الحب العائلي.

وبعد أن بدأ عرض المسلسل، بدا ضعيفاً من الناحية الدرامية، فهو يعاني من بطء الإيقاع، وقلة الأحداث، ويكاد أن يكون الحدث الرئيسي غير موجود في بعض الثلاثيات، إضافة إلى تكرار بعض اللقطات والمواقف. والتركيز على الأغاني التي أنتجها المسلسل هو مبالغ فيه نوعاً ما. كل ذلك ساهم بتجريد العمل من هويته الدرامية. ليتحول المسلسلُ إلى دراما غنائيَّة يستعرض فيها نجوم الغناء أغانيهم الجديدة، حيث صرح، مروان خوري، الذي شارك بالتمثيل في إحدى الثلاثيات، لبرنامج "إي تي بالعربي"، بأنه سيطلق أغنيتين جديدتين في مسلسل "مدرسة الحب"، بدلاً من أن يركز في تصريحه على تجربته الدرامية الأولى، ورأيه بالمغنّي كممثل.
وكذلك، فإنَّ كلّ ثلاثيّة تضمُّ العديد من الأغاني، ويتحول التمثيل والمشهد فجأة من شكل الدراما إلى شكل الفيديو كليب، مما يجعل السؤال مشروعاً: هل يعتبر "مدرسة الحب" عملاً درامياً، أم أنّه فيديو كليب طويل لأغاني تجمعها قصة بسيطة؟

العمل بشكل عام يبدو وكأنه منصة لفيديو كليبات الأغاني التي ينتجها، ولكن هذه لا تبقى مشكلة المسلسل الوحيدة، فالمسلسل في جزأيه لم يحقق هوية خاصة له، ولم يستطع أن يؤسِّس لدراما غنائيَّة شبيهة بنمط "الميوزيكال" المنتشر في أميركا، كما كان يُعتَقد، فضلاً عن الضعف الدرامي، والتمثيل غير المقنع الذي قدمه نجوم الغناء في هذا العمل. وذلك انعكس بدوره على المتابعة، حيث تغلبت أغاني المسلسل، على حلقات المسلسل من حيث عدد المتابعات.

دلالات

المساهمون