(فيديو)حناجر أوبرالية سورية تصدح بأسماء المعتقلين

(فيديو)حناجر أوبرالية سورية تصدح بأسماء المعتقلين

19 يونيو 2016
فالغناء ليس مجرد هواءٍ يمر في حنجرة (العربي الجديد)
+ الخط -
كان الغناء وما يزال إحدى الوسائل الإبداعية المهمة، للتعبير عن أهمية القضايا الإنسانية عبر التاريخ، من هنا، وانطلاقاً من تقديم فكرٍ إبداعي جديد للقضية السورية، اختارت مغنيتا أوبرا سوريتان، طريقة تواصل غير نمطية، للدفاع عن السوريين المغيبين في زنازين الاعتقال.


في باريس، وضمن فعالية "المعتقلون أولاً"، التي نظمتها مبادرة "ناجون من المعتقل"، شاركت الفنانتان السوريتان "نعمى عمران" و"رشا رزق" بهذه التظاهرة، التي خصت المعتقلين، من أجل الإفراج عنهم، ورفض تسييس قضيتهم وتحويلها إلى ملفٍ تفاوضي.



الغناء هو حريّتي، هكذا تبدأ الفنانة "نعمى" لتكمل موضحةً: "حريّتي في التواصل مع نفسي ومع الآخر، فالصوت يمكنه أن يخاطب الجميع على عدة مستويات، وهذا ما أحاول القيام به بدءاً من دراستي للغناء الأوبرالي والمقامات الشرقية القديمة (السريانية، الآرامية، والعربية ) مروراً بالجاز والروك، ومفهوم الغناء المعاصر، بجانب البحث الدائم عن صورة صوتي، وذاكرته الآتية عبر حضاراتنا القديمة ومن خلاياها الإنسانية وذاكرتها الصوتية".



لم يكن الغناء بالنسبة لعمران مجرد هواءٍ يمر في حنجرة سحرية، بل قضية إنسانية وسياسية، كما تقول: "عند دخولي المعهد العالي للموسيقى بدمشق في عام 1992-1997 (أول دفعة غناء أوبرا)، كنت أفكر بسورية المستقبل والحقيقة الإنسانية ضمنها، الصراعات السلطوية المدمرة التي لا تأتي إلا بخراب البشرية، الواقع السياسي الذي كنا نعيش فيه، توظيف الفن والإبداع خدمةً للفساد، وتدمير الجمال".


الروي في الغناء هي إحدى الطرق الغنائية المعروفة التي اختارتها "نعمى" للتفاعل مع قضية المعتقلين السوريين، فتقول: "الروي بالغناء بالنسبة لي تظاهر، لأن هذا الروي هو حقيقة ما يحدث في سورية، وأنا هنا الراوي، فصوتي هو كل صوتي اليوم، ليس فقط صوتي اليوم بل تجربتي وتجربته مذ كنت أحمّله صور احتجاجي في سورية...الصور في الصوت هي استقلاليتي وإنسانيتي، ورفض للظلم القائم، حيث النديّة وليس التسول، الحق وليس المكرمة".


رافق صوت عمران كثير من الصور الحاضرة في قلوبنا، الغائبة في الأقبية المظلمة، وكانت الكلمات التي تخرج من روحها تخاطب الألم في تلك الوجوه، والرياح العابرة التي تلفح وجناتهم المحمولة على أكتافٍ سورية بباريس.

تضيف عمران: "حين نظرت إلى الصور في المظاهرة شعرت أنني أعرفهم، بل أعرفهم، اسم المعتقل، وصورته ونظرتُه، شعرت أن الألم يصلني، وأن الجميع يدمدم، يريدون النطق، شعرتُ أنهم جزء جوهري من عمرنا، وأن المسافة بيننا يجب ألا تكون، شعرت أنني واحدة منهم، أُسمِع صوتي وصورتي للعالم، فنحن ندافع عن فكرة وطن جديد، والوطن الجديد مستحيل من دون حرية السوريين".


لم تكن هذه المشاركة الأولى لعمران، إذ وظفت حنجرتها خدمة لقضية مواطنيها الإنسانية، ففي عام 2012 غنت "أسماء الشهداء الحُسنى" في ساحة أوتيل دو فيل – باريس، وسبق لها أن غنت أسماء المعتقلين في أوبرا مدينة ليل، وأوبرا كوميك في باريس، ومهرجان فريبورغ للسينما في سويسرا، تقول نعمى: "كنت وما أزال أفتتح كل حفلاتي الغنائية بأسماء بعض المعتقلين كـ"رزان زيتونة، سميرة الخليل، يحيى الشربجي، سميرة صديقتي، وعندما أغني اسمها أرى جمالها وإنسانيتها وكرمها، وأتذكر كلماتها، ولدي أمل حقيقي بأن يصلها الصوت".

هذا القليل من الأمل يجب الاستمرار به.

بدورها تؤكد الفنانة السورية "رشا رزق" أهمية هذا الخيار، فتقول: "اختيارنا لطريقة غناء أسماء المعتقلين والشهداء، هي طريقة للفت الأنظار إلى قضيتهم العادلة، وتذكير العالم بأن هؤلاء ليسوا أرقاماً وليسوا أوراق تفاوض أو بنود تسويات".

وتتابع رزق موضحة: "كل معتقل منهم هو إنسان، له تاريخ، مستقبل، حياة، عائلة، وحقوق.. هم، مسؤولية العالم جميعاً كما هم مسؤولية السوريين جميعاً، نغني أسماءهم لأننا نكرمهم ونشعر بألمهم، لعل أصواتنا تستطيع ملامسة ضمائر هذا العالم".

المساهمون