فدوى سليمان وعبدالباسط الساروت...عودة إلى الساحات بعد غياب قسري

فدوى سليمان وعبدالباسط الساروت...عودة إلى الساحات بعد غياب قسري

02 مايو 2016
كأنهما لا يزالان في ساحة الساعة بحمص(العربي الجديد)
+ الخط -


شهدت بعض دول العالم، حيث تفرق إليها آلاف السوريين، عودة هؤلاء للرقص والغناء في الساحات، وترديد الشعارات الأولى للثورة السورية، قبل أن يسلبهم بشار الأسد وحلفاؤه ومعارضوه أيضاً، الساحات والأحلام.

وجاءت عودة التظاهرات تنديداً بما يجري اليوم في حلب، من قصف لطائرات النظام السوري وتلك الروسية، على أحياء المدنيين في مدينة حلب، وسط قبول العالم أجمع لما يجري من انتهاكات إنسانية فاضحة.

لم تكن الشعارات والأغاني التي عرفتها الثورة في سنتها الأولى، الشيء الوحيد الذي عاد بعد غياب قسري لسنوات، بل كذلك بعض من رموزها، مثل الساروت الذي لُقب "مغني" وأحياناً "حارس" الثورة، والفنانة السورية فدوى سليمان.


يشغل كل من الساروت وفدوى في ذاكرة السوريين، حيزاً خصباً، وهما اللذان قادا التظاهرات في حمص أشهراً طويلة، يداً بيد، قبل أن تضطر فدوى إلى ترك البلاد في الأشهر الأولى من عام 2012 متجهة إلى فرنسا حيث تستقر اليوم، ويتحول الساروت إلى مقاتل يحمل السلاح، ثم يضطر للخروج من وطنه إلى تركيا قبل أشهر فحسب.

عبر موقع "فيسبوك"، تداول الناشطون مقطعاً لمظاهرة شاركت فيها فدوى، وصرخت فيه بأعلى صوتها مؤكدةً "أن السوريين قاموا بثورة من أجل الكرامة، وأنهم ليسوا جياعا للطعام والشراب، بل للكرامة"، محذرة من تحويل كارثة حلب إلى مطلب للتبرعات وحسب.
 



وظهر يوم السبت، مغني الثورة السورية، عبد الباسط الساروت، وهو يقود مظاهرة للتضامن مع مدينة حلب، في قلب مدينة إسطنبول، وقد التفّ حوله مئات السوريين المتواجدين هناك، مرددين الأغنيات القديمة، مثل "جنة يا وطنا"، موحدين تحت علم الثورة السورية فقط.

الساروت الذي غادر ريف حمص الشمالي، أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، كان قد أعلن في شريط مصور سابق، نشره في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، عدم بيعته لتنظيم الدولة الإسلامية، وعدم انتمائه لأية جهة.




وبدت عودة سليمان والساروت إلى التظاهر مجدداً، كخيط أمل رقيق، بأن الغناء لايزال ممكناً، وأن السوريين قادرون على كنس ما أصاب ثورتهم من رايات سود وعثرات، إذا تحقق لهم الحد الأدنى من الظرف الموضوعي، فتخال يديهما متشابكتين، رغم آلاف الكيلو مترات الفاصلة، وكأنهما لا يزالان في ساحة الساعة بحمص.




المساهمون