حلب تحترق..فنانون بين التردد والإدانة

حلب تحترق..فنانون بين التردد والإدانة

01 مايو 2016
أين الفنانون العرب؟ (العربي الجديد)
+ الخط -
سلسلة من الـ"هاشتاغات" والصور ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، حول الاعتداء العسكري الجوّي الحاصل على مدينة حلب السورية منذ أسبوع، والذي لم يُسفِر سوى عن قتل الأبرياء. صور لأطفال ونساء وشيوخ حاصرت وكالات الأنباء العالمية، فنشرتها بالمئات لنقلِ صورة المأساة الكبيرة من حلب. لكن، أين هم الفنانون العرب من الاستنكار؟ هؤلاء الفنانون الذين لا يوفرون مناسبة اجتماعية أو وطنية للأنظمة العربية، إلا ويتوجهون بالتهاني لها، أو يساندونها مباشرة.

مرَّت أيام قليلة على مأساة حلب المنكوبة، ولم تُعكِّر صفوَ عدد كبير من الفنانين الصورُ التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، والـ"هاشتاغ" الذي تصدر قائمة عناوين موقع "تويتر" من "#حلب-تحترق، و#أغيثوا-حلب"، وغيرها من الشعارات التي نددت بالأعمال الإرهابية لقوات النظام السوري، في الوقت نفسه، الذي يقدم فيه جزء كبير من هؤلاء الفنانين حفلات في بعض الدول العربية، ومنهم، راغب علامة، الذي وصل إلى الكويت ليقدم أولى حفلاته بعد فترة حداد على والديه استمرت أربعين يوماً، والفنانة، نانسي عجرم، المتواجدة إلى جانب زميلها، وائل جسّار، في شرم الشيخ، حيث تُقام سلسلة من الحفلات بهدف تشجيع السياحة المصرية.

في لبنان، قد يكون الخوف ما زال مسيطراً على المغنين تحديداً، بعد هجوم كبير تعرضوا له إبان بداية الثورة السورية. فارس كرم وعاصي الحلاني ونجوى كرم نأوا بأنفسهم عن أية مواقف تعرضهم للنقد، وهم مَن أسهم النظام السوري في نجوميتهم بداية حياتهم وانطلاقتهم الفنية. وقد يكون لراغب علامة ونانسي عجرم حسابات أخرى يجب أن تُراعى لاتخاذ موقف أو التنديد بما يجري من سورية، وهم على الأرجح في حال ترقب، لما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.


كان مستغرباً صمت الفنانة، أصالة نصري، التي تُعتبر رأس الحربة في المعارضة السورية ضد نظام الأسد، هربت أصالة من التغريدات التي اعتاد عليها جمهورها، ونشرت تغريدة منقولة من أحد متابعيها على صفحتها على "تويتر" تقول: "الحزن النبيل، الوقت من دم، والوقت نافذ سريع كسرعة الموت في تلك البلاد. لا يملك السوري اليتيم رفاهيّة الوقت ليتألّم كبقيّة أبناء جلدته". كلام أصالة كان مُستغرباً على الموقع. وتلقّت ردود فعل قاسية.



لكنَّ الفنّانة اللبنانيّة، إليسا، اعتبرت من أكثر الفنانات العربيّات جرأة، فعبرت عن رأيها عبر مقال نُشر في جريدة "النهار" اللبنانية، ويروي مأساة مدينة حلب منذ يوم الأربعاء الماضي، ثم غردت بعد ساعات بالإنجليزية "حلب تحترق، الناس يقتلون أدعو الله أن يحمي سورية موطن أمي". كلمة إليسا على موقع "تويتر" جاءت مؤثّرة لمتابعيها الذي ردوا بالشكر والصلاة، ولم تحصد التغريدة أية ردود فعل معارضة لموقف إليسا من نظام بشار الأسد، ووقوفها إلى جانب الثورة السورية من البداية، على الرغم من تضامنها مع الشعب السوري في كل الأزمات الإنسانية التي يعانيها منذ خمس سنوات.




أما الفنانة، هيفا وهبي، فوضعت صورة مرسومة لطائرات ترمي بقلوب وغردت: "من قلبي سلام لحلب". وظهر واضحاً التفاعل الكبير بين جمهور صاحبة "رجب"، الذي أثنى على حسّها الإنساني في ذكر حلب ومأساتها. وتأخرت الفنانة، كارول سماحة، في إعادة نشر تغريده تقول: "وحلب الأبية، حلب التاريخ، حلب العصيّة على نظام قاتل ومعارضة تائهة، حلب الأمل باقية باقية باقية".




وعبر الممثل السوري، مكسيم خليل، عن تضامنه الواضح في قميص أحمر طُبع عليه "أنقذوا حلب"، وكتب إضافة إلى الصورة: "حلب من سورية. أهلها سوريون. أنقذوا أهلكم، ما تبقى من سوريتكم، ولتسقط كل أنظمة العالم ، فدماء أطفالنا أغلى. خمس سنوات تكفي لنخرج من سباتنا". وبعد أن نشر الممثل السوري، جمال سليمان، صوراً للأطفال من مدينة حلب وكذلك شعار "حلب_تحترق"، كتب على صفحته الخاصة على "الفيسبوك": "حلب تعيش مأساة كبرى تكبر كل يوم، ولكن من قرأ التاريخ، يعرف أن حلب كانت دوماً أكبر من كل البرابرة، الذين اجتاحوها وأرادوا إبادتها، إلا أنهم في النهاية استقروا في مزابل التاريخ. أما هي فبقيت وستبقى جوهرة فريدة في تاج التاريخ. كل الصلوات لك يا مدينة الحياة".




الفنانة، سيرين عبد النور، كتبت على صفحتها تويتر: "في قلب ظلمة حلب، ما إلنا غير نضوّي شمعة إنسانيتنا ونصلّي... بيكفي تكون إنسان لتحس بوجع الناس".







وعلى الرغم من ولائه للنظام السوري، بدّل الممثل، قصي خولي، صور صفحته الخاصة على موقع تويتر إلى اللون الأسود تعبيراً عن حزنه، وأعاد تغريد مجموعة من الأدعية عبر متابعين، تدعو الله إلى وقف المجزرة الحاصلة في حلب. ونشرت الفنانة السورية، كندة علوش، صورة لشعار "حلب_تحترق"، بينما غرد الممثل، عابد فهد، على صفحته الخاصة على "تويتر" بالقول:"الذئاب لا تتصافح إلاّ على دمار سورية وقتل أطفالها".

وكان عدد من الفنانين الموالين لنظام الأسد قد نشروا قبل أيام من بداية المجازر في حلب تعليقات منددة بأعمال القتل دون ذكر النظام، فدونت، سلاف فواخرجي، على صفحتها على "الفيسبوك": "حلب. شو غاروا منك وشو آذوكي وقهروكي وما عرفوا إنك شريان القلب، حلب يحميكي الرب".


ونشر الفنان، مصطفى الخاني، منشوراً قال فيه "حلب لا تنزف. حلب تتبرع بدم أهلها لكل الذين ما فيهم دم". وكتب الفنان، أيمن رضا، قائلا "ضيعانك يا حلب"، في حين عبر الفنان، قاسم ملحو، عن تعاطفه قائلاً "مستودع الوجع السوري في حلب".


على الجبهة المصرية نشر الممثل، خالد الصاوي، شعار "حلب_تحترق". وكذلك فعل زميله، محمد رمضان، وكتب مضيفاً: "إخواننا في حلب معكم من يغفل ولا ينام، معكم المنتقم الجبار، اللهم أسكن الشهداء الأبرياء الجنة". ونشر الفنان، خالد أبو النجا، الصورة الرمزية لـ"حلب_ تحترق". وكتب: "كفاية عك من السيسي لبشار. ارحمونا أنتم المسؤولون أمامنا وأمام الله.
يا مغيث أغثنا".



المساهمون