بين مايوه ريم ماجد ووشم دنيا مسعود

بين مايوه ريم ماجد ووشم دنيا مسعود

21 مايو 2015
دنيا مسعود (تويتر)
+ الخط -
فجأة انشغلت المواقع الفنية بالفنانة دنيا مسعود. أو لنعد الصياغة بشكل أدقّ: فجأة انشغلت المواقع الفنية بوشم الفنانة دنيا مسعود. إذ نشرت دنيا على صفحتها على "فيسبوك" صورة لها وهي على شاطئ البحر. لا يظهر في الصورة الملتقطة من الخلف سوى ظهر دنيا، وعليه وشم "خصومة قلبي مع الله".

الصورة البسيطة كانت كافية لتشتعل المواقع دفاعاً عن الدين. بعض المواقع عنون "وشم دنيا مسعود يثير جدلاً واسعاً"، أو "وشم "خصومتي مع الله" على ظهر دنيا مسعود يثير جدلاً"... متبعاً بمقال آخر بعنوان: "دنيا مسعود... المتهمة التي استضافها أحمد فؤاد نجم في بيته عندما كانت بلا مأوى". حتى تامر أمين نفسه، وفي برنامجه على قناة "روتانا مصرية" تطرق إلى الموضوع، ليقول: "دنيا حرّة" ويليها بمحاضرة عن الملحدين الذين لا يؤمنون بالدين وحريتهم "ولا إكراه في الدين". وإذا استثنينا أن تامر أمين لا يعرف جيداً اسم الفنانة، وأصر على تسميتها بـ "دينا" بدل "دنيا"، فإنه حاول لعب دور المدافع عن الحريات الشخصية وحرية المعتقد، وإن بشكل بدا أقرب إلى إطلاق الأحكام وتصنيف الناس. المفارقة أنه مع بداية نشر الخبر، والتهويل المستغرب الذي رافقه، لم يشر أحد إلى أن العبارة ـ الوشم هي للشاعر الراحل أمل دنقل، بل فتحت الباب أمام سيل من التعليقات التي شتمت دنيا، تارة بتكفيرها، وطوراً باتهامها بـ "الانحلال الأخلاقي" أو "التمرّد على ربها" أو "التكابر على الله". حتى بعد انتشار خبر ارتباط الوشم ببيت الشعر، بقيت حفلات الشتم قائمة وإن بوتيرة أخفّ، على مواقع التواصل الاجتماعي.

قبل "حادثة" دنيا بأيام، حفلة شبيهة سيقت ضدّ الإعلامية المصرية ريم ماجد. فبعد يوم من الإعلان عن وقف برنامجها بـ "أوامر سيادية" لقناة "أون تي في"، انطلقت ضدها حملة هستيرية. أما السبب، فهو نشر مجموعة مغردين لصور لها في المايوه. الصور تظهر ريم على البحر مع أحد اصدقائها، وهي ترتدي ملابس السباحة. الصور التقطت خلسة كما يبدو واضحاً، من رداءة نوعيتها. تم الترويج للصور بشكل كبير بين مناصري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وفي معركتهم السياسية ضد الإعلامية ريم ماجد، قرروا أن ارتداء المايوه تهمة، وأنّ نشر الصور الشخصية للأشخاص جزء من "الحرب الشرعية". بدأت ضد ريم حرب "أخلاقية"... نشرت التغريدات التي تشتمها، ليس في السياسة ولا في الإعلام بل في تصرفاتها، وفي حياتها الشخصية.

إقرأ أيضاً: وشم دنيا مسعود المثير للجدل... بيت شعر

الحادثتان المنفصلتان، أعادتا طرح الموضوع نفسه عن الحدّ الفاصل بين الحياة العامة والحياة الشخصية لـ "المشاهير". ومجدداً يعاد طرح علامات استفهام حول الدور الحقيقي لمواقع التواصل الاجتماعي: لماذا تنتهك الحياة الشخصية بهذه السهولة؟ لماذا يصعب التمييز بين العام والخاص؟ ولماذا هذا الاستسهال في التصنيف الأخلاقي؟

قد لا يكون هناك جواب واضح أو موحّد لكل هذه الأسئلة. إلا أن الرؤيا تبدو أوضح، عندما يتعلّق الأمر بالفنانات والإعلاميات النساء في العالم العربي. فعند أي مواجهة، يسهل إطلاق الأحكام الأخلاقية. ففي الذهن العربي، هي دائماً أقرب إلى التصديق عندما يتعلق الأمر بالنساء تحديداً إن كنّ شهيرات.

صحيح أن انتهاك الخصوصيات لا يطال النساء فقط، فقد شاهدناه في حالات كثيرة: مع خالد أبو النجا، تحديداً بعد سلسلة تغريدات طالب فيها السيسي بالرحيل، فأخرج الإعلام كل ما في جعبته من اتهامات مصنّفة أخلاقية ضد النجم المصري. حتى أن الطرف الآخر في الصراع المصري مثلاً استخدم هذا السلاح، فنشر تارة صورة للمذيع أحمد موسى وهو يشرب الكحول، أو شنّ حملة ضد القاضي ناجي شحاتة بسبب صور خاصة، علماً أن كمية الانتقادات السياسية والقانونية التي يمكن أن تطال موسى وشحاتة كبيرة جداً، وتدينهما بشكل لا يقبل النقاش.

إقرأ أيضاً: إيقاف برنامج ريم ماجد: أسباب وردود

دلالات

المساهمون