آلة "القربة" الموسيقية بين اسكتلندا وفلسطين

آلة "القربة" الموسيقية بين اسكتلندا وفلسطين

04 ابريل 2015
فريق الكشافة يعزف على "القربة" (العربي الجديد)
+ الخط -
تتكوّن "القربة" من كيس جلدي عليه أنبوب مزمار أو أكثر. ويُصدر مزمار القربة نغمات حادة نسبياً بلا انقطاع، بفعل نفخ الكيس الجلدي، حيث يمتلئ بالهواء، ويضغط العازف على القربة ليدفع الهواء خلال الأنابيب.

يعمل حسن سعيد كمدرب موسيقي على آلة القربة في مخيم البرج الشمالي في جنوب لبنان، يقول لـ"العربي الجديد": "تعلّمت العزف على آلة القربة منذ ستة عشر عاما. أقوم بتدريب 42 شخصاً على العزف عليها".

ويُضيف: "بدأت التعليم بطريقة صعبة، والسبب أن أحد العازفين علمني العزف على أربع معزوفات فقط، لأنه لم يكن يعرف إلا ثماني معزوفات، ولكنني طوّرت نفسي وصرت أتمرّن حتى أتقنت عزف معظم المعزوفات التراثية والأغاني الوطنية الفلسطينية واللبنانية والاسكتلندية والإيطالية، حتى إننا نعزف مقاطع من أغاني كوكب الشرق أم كلثوم والسيدة فيروز".

يُؤكد أن آلة القربة صارت تُستخدم في المناسبات الوطنية كافة، ويشرح: "نقوم بعروض موسيقية في المخيمات الفلسطينية كافة والمناطق اللبنانية، كما أن فرقة القرب مثّلت فلسطين في ماليزيا والنرويج وإيطاليا وفرنسا، وصار أعضاء الفرقة ضمن الفرقة الموسيقية للكشاف الوطني الفلسطيني". ويقول سعيد: "لم يقتصر العزف على آلة القربة على الفرق والأغاني الوطنية أو الكشفية، بل أيضاً صارت تستخدم في فرقة "زفة العروس".

بالرّغم من استخدام آلة القربة في الفرق الكشفية، وخاصة فرقة "بيت جالا" في فلسطين، إلا أنهم يعلمون جيداً أنها من التراث الاسكتلندي، حتى إن البعض منهم يربط ما بين استقلال اسكتلندا واستقلال فلسطين، لأن تاريخ مزمار القربة وارتباطه بالتراث الاسكتلندي يتوافق تماماً مع تطلعات الفلسطينيين للحصول على استقلالهم ودولة خاصة بهم.

يذكر أن البريطانيين أرسوا، خلال فترة انتدابهم على فلسطين، فرق الكشافة التي تستخدم آلة القربة، وتُعرض في فلسطين نسخة من رسالة تعود إلى عام 1933 أرسلها مؤسس حركة الكشافة، روبرت بادن باول، إلى المفوض السامي البريطاني في فلسطين في ذلك الوقت، مشيداً بالكشافة الفلسطينية.

المساهمون