"سيلفي" السيسي لمواجهة مآسي المصريين

"سيلفي" السيسي لمواجهة مآسي المصريين

18 ديسمبر 2014
السيسي والسيلفي (فيسبوك)
+ الخط -

رغم أن تداعيات حادث غرق سفينة الصيد المصرية ما زالت مستمرة، ورغم شكاوى واحتجاجات أهالي المفقودين في الحادث، لم يجد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وقتاً للتركيز في معاناتهم. لماذا؟ وقته مشغول بزيارات لإنجازات وهمية، وتوثيقها بصور "سيلفي" مع السياح.

صور السيسي "السيلفي" مع سياح روس انتشرت في المواقع الإخبارية المؤيدة، التي اعتبرتها فتحاً مبيناً وإنجازاً عظيماً. الصورة التي أخذت في مطار الغردقة، حيث تدور أعمال التطوير منذ عامَين. لكن إعلام النظام لا يذكر ذلك، بل التركيز يكون على أعمال التطوير التي تقوم بها الدولة "بإيعاز من الرئيس السيسي". فحُمّى البحث عن إنجازات وهمية يسوقها الإعلام تتغاضى عن تلك الحقيقة، ولا ضير من حبس العاملين في المطار أثناء الزيارة، فقد يكون أحدهم إرهابيّاً أو لا قدر الله من معارضي السيسي، أما السياح فمرحباً بهم وبـ"السيلفي" معهم.

وانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً واسعاً، وظهرت لإحداهما نسختان، في إحداها إشارة أصبعين فوق رأس السيسي. وخلق المصريون حالة من الجدل يعبّر عنها المثل المصري التراثي "حبيبك يبلعلك الزلط، وعدوك ويتمنالك الغلط". فالحسابات المؤيدة للسيسي استقبلت الصور استقبال الفاتحين، ولسان حالهم:"شايفين تواضع الزعيم وحب الناس ليه". أما معارضو النظام فلم يروا في الصور إلا السخرية، والوهم الذي يسوقه السيسي لمؤيديه.

الناشطة المؤيدة فاطمة الزهراء علقت على الصورة: "يا ريتني كنت معاكوا، السيسي بياخد سيلفي مع الشباب وإحنا قاعدين كده، خدوني معاكوا والنبي". وشاركتها الناشطة رانيا عاطف الاحتفاء بالصور: "‏السياح بياخدو سيلفي مع السيسي، الله عليك يا حبيب والديك... عمركو شوفتوا رئيس عسل كده بضحكة منورة يا مشرّفنا".

أما الناشطة، دينا محمود، فرأت زاوية مختلفة عن مؤيدي السيسي تماماً، فقالت في تغريدتها: "‏حبسوا عمال الغردقة في الأوض علشان زيارة السيسي، واتصور مع الأجانب سيلفي عادي من غير قلق، ما هو أصل الضربة متجلكش غير من أقرب ناس ليك". وسخر مهاجر: "يا سلام لو السيسي ينزل يتصور معانا سيلفي حتى لو عند مطار إمبابة.. وربنا نعمل معاه واجب.. الله يا مصر أما الواحد بيحبك حب".

وشبّه المحامي، محمد فاضل، السيسي بمبارك في تصرفه مع غرق العبارة السلام من قبل، وقال: "في الوقت الذي غرق فيه الصيادون المصريون، كان السيسي يلتقط صورة سيلفي مع سائحة روسية، كذلك مبارك حينما غرقت العبارة كان يشاهد كأس أفريقيا 2006".

المساهمون