البراءة على مواقع التواصل: رُفعت الثورة

البراءة على مواقع التواصل: رُفعت الثورة

29 نوفمبر 2014
من الصور التي أعيد تداولها اليوم (فيسبوك)
+ الخط -

إذاً محمد حسني مبارك والمجموعة التي حكمت مصر لسنوات بريئة من كل التهم الموجهة إليها. بهذه البساطة، وبهذه الوقاحة أصدر القضاء المصري حكمه على الرئيس الذي خلعه الشعب. وبهذه البساطة أيضاً قرر أن النظام برأسه وبوزير داخليته بريء من تهمة قتل المتظاهرين خلال الثورة.

ورغم أن القسم الأكبر كان يتوقع هذا القرار منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى سدة الرئاسة، إلا أن وقع الصدمة عند النطق بالحكم كان كبيراً. وردود الفعل السريعة ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

صاحب "المهرجان" والرئيس المخلوع مبارك، كان أول المعبرين عن فرحته لقناة "صدى البلد" التي احتكرت بث "المهرجان" على شاشاتها، وقال: "كنت أنتظر الحكم بثقة كاملة في الله وبراءتي".

أما الصفحة الأولى للثورة المضادة "أنا آسف يا ريس"، استقبلت الحكم بأغنية لمبارك احتفالاً بانتصاره على الشعب "الظالم"، وعلى صوت وألحان المغني "المباركي" عمرو مصطفى احتفل متابعو الصفحة بالحكم الذي وصفوه بـ"التاريخي".

الإعلامية الكويتية فجر السعيد كانت أول المعبرين عن فرحتها ببراءة مبارك، ونقلت عن وزير الخارجية البحريني الذي شاركها الشعور نفسه: "تحيا مصر المحروسة بعين الله التي لا تنام .. ويحيا العدل".

من جانبهم، لجأ الناشطون إلى السخرية، وهي خيارهم الوحيد في ظل قانون "منع التظاهر"، واعتبار كل المنشآت العامة عسكرية، وتهمة الخيانة العظمى الجاهزة لأي معترض. فقاموا بدعم صفحة "لو مبارك خد براءة هنزل الشارع ملط" وعبّر المتابعون للصفحة عن تضامنهم معها، ما ينذر بثورة "الملط في ربوع مصر".

لم تتأخر مواقع الأخبار ونقلت لنا خبر القبض على أول متظاهر "ملط"، إذ أعلنت حركة "6 إبريل" عن القبض على أحد أعضائها محمود حسن في شارع فيصل في الجيزة، بدعوى نزوله للشارع بالملابس الداخلية، وكتب على صدره "يسقط يسقط حكم العسكر".

المستشار وليد شرابي عضو حركة "قضاة من أجل مصر" علق على القاضي صاحب الحكم، وقال: "عندما تحدث القاضي أن الحكم على مبارك سيكون للتاريخ، كان يردد ما قاله مبارك ليلة موقعة الجمل في خطابه العاطفي: وسيكتب التاريخ ما لنا وما علينا".

والغريب هو مطالبة الإعلامي أحمد العسيلي بإعادة محاكمة مبارك من جديد، وعبّر عن ذلك في تغريدة قال فيها: "على فكرة ده أنا، اللي عايز يكمّل ثورة "القصاص" اللي حتحاكم مبارك "تاني" والعادلي ومحمد إبراهيم والسيسي والمشير وكله بالمرة، اتفضل حبيبي".

من جانبه، ذكّر الشاعر عبد الرحمن يوسف الجميع بشهادة اللواء عمر سليمان والتي أفادت بعلم مبارك بكل رصاصة أطلقت على الثوار، ونشر مانشيت الأخبار والتي كان رئيس تحريرها في ذلك الوقت الصحافي ياسر رزق، وهو أقرب الصحافيين للسيسي الآن.

الحقوقي جمال عيد أكد على استكمال الثورة وقال: "أنا أنتمي للناس اللي شايفه إن مبارك مجرم وسيحاسب، مش مهتم إحنا أغلبية أو أقلية، العدل فوق القوة، وأبشركم نحن غاضبون ولسنا محبطين".

الفنان محمد عطية سخر من مقولة "الجيش حمى الثورة" والتي رددها الكثيرون، وقال: "بس إيه رأيكوا في الجيش و هو بيحمى الثورة؟؟ يجنن مش كده".

كثيرون تشاركوا العنوان نفسه، وهو "البراءة للجميع" في إشارة إلى تبرئة مبارك ومن معه من كل التهم. فيما شارك آخرون أرقام هواتف أمهات الشهداء الذين سقطوا في الثورة مطالبين بالاتصال بهنّ وتهدئتهن.

أما آخرون فعبّروا عن مشاعر الإحباط من أي إمكانية تغيير. وبدا القاسم المشترك هو الغضب والحزن. فكتب حسين: "خايف من اليوم الّي ولادي حتسألني في إيه الي حصل وإزاي حصل! أنا فعلاً مكتئب ومقبوض وزعلان منك وعليكي يا بلد... يمهل ولا يهمل".

فيما كتب الصحافي أحمد عبدالله "رفعت الثورة". أما شريف السروجي فقال: "في عالم موازي، امهات بتكلم نفسها بتسأل: مين اللي قتل ولادي؟". من جهته غرد أحمد المصري غاضباً: "غضب جديد اشتعل اليوم تحت الرماد. لن تظهر آثاره الآن، ولكنه سيخرج يوماً ليحرق كل ما يستحق الحرق على هذه الأرض... وبدأ العد التنازلي".

وبالغضب نفسه كتب حسام: "أنا حزين فعلاً.. وأمنيتى حالياً مش إن الثورة تنجح، لأ... أمنيتي حالياً إن الأرض دي تتحول لكومة رماد... ونبقى أوسخ من سورية والعراق وليبيا والصومال".

من جهته، حاول عبد الغني تفنيد الواقع الجديد فكتب: "المشكلة إن الحكم ده بيقضي تماماً على دولة القانون وشرعية الحكم. السيسي حسبها غلط وافتكر إن فلوس الخليج كافية لقبول التسوية على مصير مبارك، لأنه راجل تافه ومش فاهم إن قضية مبارك أكبر من شخص مبارك بكتير والتسوية عليها ستؤدي للدخول في مرحلة غير مسبوقة من فقدان الثقة في الدولة كمصدر لتحقيق العدالة". 

من جهته المغرّد الملقب بالعمدة نشر صورة من مواجهات محمد محمود وأرفقها بتعليق ساخر: "شاهد قبل الحذف بالدليل حماس تقتل ثوار 25 يناير".

لكن إلى جانب الغضب والحزن كانت هناك سخرية كبيرة. وأولها شريط فيديو تظهر فيه مجموعة أشخاص تبكي اثناء النطق بالحكم. إلى جانب عشرات الصور، والتي تضمنت أغلبها شتائم لمبارك وللنظام الحالي. وعلى توتير كانت هناك مئات التغريدات الساخرة، فكتب أحد المغردين: "
النهاردة اللي في القفص أخدوا براءة اكتر ما الأهلي خد الدوري".

المساهمون