موظّفو "الحياة" يتّجهون للتصعيد: أين مستحقاتنا؟

موظّفو "الحياة" يتّجهون للتصعيد للحصول على حقوقهم: أين مستحقاتنا؟

27 فبراير 2020
لم تتحرك السعودية رغم الوعود (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
لا يزال مالك جريدة "الحياة" وناشرها، الأمير السعودي خالد بن سلطان بن عبد العزيز، ورئيس مجلس إدارتها عايض الجعيد، مستمرين في تجاهل مطالبة الصحافيين والموظفين بسداد مستحقاتهم الموثقة ببيان مستحقات تلقاه كل موظف، على رغم مرور أكثر من سنة على توقف جريدة "الحياة" عن الصدور، حسبما أكّد الموظفون العاملون سابقاً في لبنان والمصروفون تعسفياً منها، في بيان صدر عنهم ليل أمس الأربعاء.

وأكد العاملون في "الحياة" توجّههم للتصعيد. وقالوا في بيان "لا تزال إدارة "دار الحياة" (تضم جريدة "الحياة" ومجلة "لها") تصم أذنيها عن مناشدات أصحاب الحقوق من الصحافيين والموظفين الذين اضطر عدد كبير منهم في دبي والسعودية وبيروت إلى اللجوء إلى القضاء، واستحصل عدد منهم على أحكام قضائية بدفع مستحقاتهم دون تأخير، لكن عايض الجعيد يتجاهل هذا الأمر، ويكتفي بإطلاق وعود لم يعد أحد يصدقها".

وأضاف بيان الموظفين: "دار الحياة" متمثلة بالجعيد والتي لم تبد أي اكتراث بأوضاع أصحاب الحقوق من الموظفين المصروفين، سبق أن أرسلت رسائل وعدت فيها بتسديد المستحقات، وسبق أيضاً أن أطلقت وعوداً متكررة من دون أن تبدي أي مسؤولية حيال وعودها. لا بل وإمعاناً بإخلاله بوعوده، قام الجعيد مؤخراً بعملية تسديد انتقائية لثلاثة مستحقين من الموظفين دون غيرهم، وهو ما يوحي بنوايا شق صفوف أصحاب الحقوق تسهيلاً للهرب من التسديد للغالبية".

وأكّدوا أنّه "إزاء هذا التجاهل غير الأخلاقي وغير القانوني من قبل مالك الدار خالد بن سلطان، ورئيس مجلس الإدارة عايض الجعيد، يتجه الموظفون أصحاب الحقوق إلى التصعيد، عبر تحركات وتظاهرات احتجاجية سيعلن عنها في حينه، كما يتجهون إلى طلب مساندة الهيئات النقابية والسياسية لمطالبهم. كما أنهم لن ييأسوا من المطالبة بحقهم الذي تضمنه القوانين، وهو ما يبدو أن ناشر "الحياة" ورئيس مجلس ادارتها يسعيان إليه".

وهذا ليس البيان الأول لصحافيي "الحياة" المصروفين بلا مستحقاتهم، ولا التحرّك الأول من نوعه. فقد أعلنوا عن تحرّكات واجتماعاتٍ سابقة، بينها وقفة احتجاجيّة أمام السفارة السعودية في بيروت.

وأكد مصروفو "الحياة" أنّ "الوقفة المقبلة لن تكون صامتة"، مضيفين "لا سيما وأننا وعدنا من قبل المسؤولين فيها بنقل قضيتنا إلى حيث يجب أن تنقل في الرياض، لا سيما في ظل ما نلمسه من تضامن واسع معنا من قبل زملائنا في المهنة وفي الهيئات النقابية ومجموعات الضغط".

توقّفت "الحياة" عن الصدور ورقياً في الأول من يونيو/حزيران 2018، إثر أزمةٍ مالية كبرى عصفت بالصحيفة التي أسّسها الصحافي اللبناني كامل مروة في بيروت عام 1946، وأعيد إصدارها بشكلها الحالي عام 1988. لكنّ الموقع الإلكتروني توقّف عن العمل في سبتمبر/أيلول 2019، بسبب الأزمة المالية نفسها.

والمؤسسة التي يملكها الأمير خالد بن سلطان، ويرأس مجلس إدارتها عايض الجعيد، تمتنع عن دفع رواتب العاملين ومستحقاتهم منذ نحو سنة، رغم ما ترتب عن ذلك من أوضاع إنسانية شديدة الصعوبة، وخاصة أن بعض العاملين في دبي مهددون بالإبعاد بعد انقضاء مدة إقامتهم من دون أن تجددها "دار الحياة".

وباستثناء الوعود الشفهية، لم تستجب الإدارة لمناشدات موظفيها في الرياض ودبي وبيروت والقاهرة، ولم تصدر أي بيان يوضح أسباب تأخرها أو تصورها لمعالجة الأزمة.

ووقّع صحافيو "دار الحياة" في بيروت توكيلاً جماعياً لمكتب محاماة في دبي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتقديم دعوى باسمهم وتمثيلهم، منضمين بذلك إلى زملائهم في دبي الذين نقلوا شكاواهم من عهدة "هيئة تطوير المناطق الحرة" (تيكوم) إلى المحاكم المختصة بقضيتهم، وسلموا ملفات الدعاوى لوزارة الموارد البشرية والتوطين، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعدما "أعيتهم المماطلات والوعود الجوفاء من مسؤولي الدار، وبعدما باتوا في أوضاع مالية مزرية، إذ طُرد بعضهم من بيوتهم لعدم تمكّنهم من دفع الإيجار، وأنذرت المصارف بعضهم الآخر بإجراءات قضائية لعدم قدرتهم على سداد الديون المتراكمة وفوائدها، وصاروا جميعاً من دون تأمين صحي، ما أدى إلى حرمانهم وعائلاتهم أيّ عناية طبية، حتى في الحالات الطارئة".