"إهبد": حملة إلكترونية تفضح أكاذيب الاحتلال

"إهبد": حملة إلكترونية تفضح أكاذيب الاحتلال

19 مايو 2019
تعززت الحملة خلال الاعتداءات الإسرائيلية على غزة(أحمد حسب الله/Getty)
+ الخط -

يتتبع فلسطينيون ومتضامنون عرب وأجانب تزييف الأخبار والمحتوى الخاص بالقضية الفلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وينسفونه بالرد على الصفحات الداعمة للرواية الإسرائيلية، سواء كانت لمسؤولين رسميين كرؤساء دول أو مسؤولين إسرائيليين أو وسائل إعلام عالمية.

وينظم الناشطون هذه العملية عبر حملة "إهبد" الإلكترونية التي تعني باللهجة الفلسطينية "افضح". ويهاجم "الهبيدة" داعمي الرواية الإسرائيلية، ويكشفون زيفهم بمحتوى معد مسبقاً ومعزز بإثباتات تؤكد مصداقية الرواية الفلسطينية.

وتدور خلال "الهبدات" الإلكترونية التي يتفاعل معها آلاف الناشطين الفلسطينيين والعرب نقاشاتٍ حادة يحاول خلالها الإسرائيليون التأكيد على روايتهم ومحو أي حق للفلسطينيين بأرضهم، في الوقت الذي يرد فيه الفلسطينيون مستندين إلى شواهد تاريخية وسياسية.

ويقول أحد القائمين على الحملة، الناشط أحمد جودة، لـ"العربي الجديد" إن الهدف الرئيس الذي يعمل عليه الفريق هو "هبد" (فضح) الرواية الإسرائيلية، وكشف زيفها أمام مستخدمي 25 لغة مختلفة، اعتماداً على محتوى أعدّه المتطوعون من فلسطين وخارجها نصرة للقضية الفلسطينية.

ويبين جودة أنهم وضعوا ضوابط عدة في عملية التعليق و"الهبد الإلكتروني" تركز على الامتناع عن الإساءة والشتائم.

يترجم المتطوعون محتوى بعض الصفحات الإعلامية وبعض الداعمين للاحتلال، إلى جانب مساندة الناشطين المشاركين في الحملة عبر ترجمة محتواهم بلغة صاحب الحساب، ثم إعادة الرد عليه.

والمحتوى المتعلق بالحملة يمكن إيجاده على حساب "جيش الهبد الإلكتروني" على صفحتي "فيسبوك" و"تويتر"، إضافة إلى وسمي "#إهبد194" و#Ihbid194.

وقام هؤلاء الناشطون أخيراً بـ"هبد" صفحة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عبر "فيسبوك"، مما دفعه إلى كتابة منشورين منزعجاً مما يجري، لا سيما أنه جاء في أعقاب قيام "الهبيدة" بالإجراء نفسه مع مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية، على رأسهم جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات وإيفانكا ترامب.

وتجاوزت التعليقات على صفحة الرئيس الأميركي 70 ألفاً، كانت معظمها ردوداً فلسطينية تتبعها تعليقات لإسرائيليين أو موالين لروايتهم يحاولون تكذيب ما يُنشر من محتوى أُعدّ مسبقاً لكشف التزييف الذي يقوم به ترامب وإدارته. وكانت عبارة "القدس عاصمة لدولة فلسطين" هي الأكثر استخداماً من قبل "الهبيدة"، للتأكيد على رفض قرار ترامب بالاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، قام الناشطون بـ"هبد" عشرات الصفحات الإسرائيلية والصحف العالمية التي تبنت رواية الكيان الصهيوني، لفضح زيف رواية الاحتلال وكشف جرائمه التي ارتكبها بحق المدنيين.

ويشير أحمد جودة إلى أن "الهبد الإلكتروني" أثمر في تغيير قناعة أوروبيين تراجعوا عن حضور فعاليات مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي استضافت تل أبيب نسختها الأخيرة التي اختتمت أمس السبت. وتركز هجوم الحملة على شخصيات إسرائيلية، بينها المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإعلام العربي أوفير جنلدمان، وإعلاميون إسرائيليون متخصصون في صناعة المحتوى المضلل الذي يظهر الاحتلال على أنه الضحية وليس الجلاد.

ويطمح القائمون على الحملة إلى التمكن من عرض الرواية الفلسطينية رقمياً عبر النقاشات التي تجري خلال عملية "الهبد" الإلكتروني مع الناشطين الأميركيين أو الأوروبيين، وإقناعهم بحالة الظلم الواقعة على الشعب الفلسطيني نتيجة الاحتلال وممارسته.

ويتحدث الناشط أمين عابد، وهو من القائمين على الحملة أيضاً، عن الصعوبات التي تعترض عملهم، قائلاً إنها تتمثل في العشوائية، إلى جانب ضعف الإمكانات المتاحة مع قلة المترجمين أو مصممي النصوص والمواد التي تُعدّ لعمليات "الهبد الإلكتروني".

ويقول عابد، لـ"العربي الجديد"، إن الحملة تهدف حالياً لنقل المثقفين والكتاب والصحافيين إلى مواجهة مباشرة مع داعمي الاحتلال والمساندين لروايته، مستفيدين من طاقتهم الكامنة في تشكيل رواية فلسطينية قوية قادرة على التأثير في المجتمعات الغربية.

ويشير إلى أنّ مختلف الروايات الإسرائيلية التي كانت ترد على حملة "الهبد" الإلكترونية كانت تتحدث عن أن الأردن هي وطن للفلسطينيين، وتحاول التركيز على أن الصراع ديني، وهو ما يتطلب وعياً كبيراً في عملية الرد عليهم لنسف روايتهم.

ويسعى فريق "الهبيدة" حالياً إلى توسيع رقعة عمله واستهدافه للشخصيات التي تزيف الرواية وتدعم إسرائيل إعلامياً، فضلاً عن التمدد إلكترونياً واستخدام منصات أخرى كـ"تويتر" و"إنستغرام" في حملتهم.