مديرة الوكالة الوطنية اللبنانية: تزوير تاريخ قرار إقالتي

مديرة الوكالة الوطنية اللبنانية: تزوير تاريخ قرار إقالتي ليبدو سابقاً للانتفاضة

22 أكتوبر 2019
سليمان خلال مؤتمر في يناير الماضي (العربي الجديد)
+ الخط -
أقال وزير الإعلام اللبناني،جمال الجراح (تيار المستقبل)، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان، بعد 11 عاماً على عملها في الوكالة، وعيّن مكانها زياد حرفوش، الكاتب في صحيفة "النهار" اللبنانية.

وفي القرار الذي انتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المحليّة، ويعود تاريخه إلى 17 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، يُعمل بالقرار فور صدوره، إلا أنّه تم تسريبه اليوم. وقالت لور سليمان في اتصال مع "العربي الجديد" إنّ تاريخ صدور القرار تمّ تزويره ليبدو وكأنّه يسبق تاريخ بدء الانتفاضة اللبنانيّة، ولكنّه يعود لليوم. وأوضحت أنّها تلقّت التبليغ من الحاجب وليس حسب الأصول الرسمية المتّفق عليها، مبديةً استغرابها من الموضوع.

وسليمان، المحسوبة على "القوات اللبنانية"، لم تلتقِ الجراح إلا مرّتين، وهو ما تستغربه كونه المسؤول المباشر عن عمل الوكالة الرسميّة.

وانتشرت تكهّنات في لبنان حول طرد سليمان ردّا على تغطية الوكالة الرسمية لأنباء التظاهرات اللبنانية ضد الطبقة السياسيّة، تحديداً أخبار قطع الطرقات ونقل رؤية المواطنين. ولا يحقّ للجراح إصدار قرارات بعد إلغاء الوزارة. وحاول "العربي الجديد" الاتصال بالوزير الجراح لاستيضاح موقفه إلا أنّه لم يردّ على هاتفه، إلا أنّ موظفين داخل الوكالة قالوا لـ"العربي الجديد" إنّ القرار أصدر الأسبوع الماضي ولا علاقة للانتفاضة به، فيما تحدّث لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن وقوف لور سليمان في وجه ضغوطات سياسية عدة لنشر أخبار تتحدث عن فساد مسؤولين لبنانيين أو نشر تغطيات بدون انحياز.



وقد أثارت الاحتجاجات هذه غضب السلطة السياسية اللبنانية، كونها تحدث للمرة الأولى بأعداد غير مسبوقة ومن دون أي دعوات حزبية. وكردّ عليها، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري إقرار ورقة إصلاحات اقتصاديّة، تتضمن عدة بنود، بينها إلغاء وزارة الإعلام ودمج مؤسسات ووزارات وخصخصة مؤسسات. وفيما رفض المتظاهرون هذه الورقة على اعتبار أنّها تخدير للبنانيين، رأى آخرون أنّ الهدف منها خصخصة تلفزيون لبنان وإذاعة لبنان والوكالة الوطنية للإعلام (وسائل الإعلام الرسمية الوحيدة) وبيعها.

لكنّ الجدل حول هذه التعيينات يعود إلى العام 2017، حيث سادت مناوشات سياسية بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، إثر طلب التيار تعيين شخصيات مقرّبة منه، وتحديداً من وزير الخارجية جبران باسيل ومن رئيس الجمهورية ميشال عون، وبينها حرفوش وداليا داغر (تعمل في قناة OTV التابعة للتيار وطلب تعيينها رئيسة لتلفزيون لبنان) إلا أنّ "القوات"، عبر وزير الإعلام السابق ملحم رياشي، رفضتها. وتحدّثت صحف ومواقع محليّة أنّ اتفاقاً جرى بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" على تعيينات إداريّة وأمنية وكانت مرتقبة الأسبوع الماضي، وبينها تعيين حرفوش.