الشبكات الاجتماعية تعيد الحياة إلى بروكسل

الشبكات الاجتماعية تعيد الحياة إلى بروكسل

09 اغسطس 2017
(كينزو تريبويارد/فرانس برس)
+ الخط -
إذا كانت للشبكات الاجتماعية، في بعض الأحيان، جوانب سلبية، فإنّها رغم ذلك تستطيع التحول إلى ملجأ لمبادرات جميلة. إذ مكنت بعض صفحات "فيسبوك" من خلق اتصال بين عشرات الآلاف من قاطني العاصمة البلجيكية، بروكسل، لم يكونوا ليلتقوا يوماً بدون هذه الشبكة الاجتماعية.

مبادرات شخصية
بينما تنتشر اليوم مجموعات متخصصة في استئجار الشقق والمبيعات الخاصة وغيرها على صفحات "فيسبوك"، فإن البعض اختار استعمال الشبكات الاجتماعية لإنشاء صفحات تهتم بالتضامن بين الجيران والتقريب بين مواطني بعض الأحياء. مبادرة تشهدها مجموعة من بلديات العاصمة الأوروبية.
فمن بين المجموعات التي أنشئت على "فيسبوك" وأصبحت تحظى بإقبال كبير في بروكسل، "لاسكاربيكواز"، التي تضم ما يقرب من 10 آلاف عضو. "إنها مجموعة ودية تضم سكان حي سكاربيك، حيث يستطيع القاطنون تبادل المعلومات والنصائح والمشورة حول مجموعة من القضايا الخاصة بالمواطنين، وحتى العناوين الجيدة وغيرها"، بحسب ما تقول لـ "العربي الجديد"، مسؤولة الصفحة، أوريلي برنار.
وتشير برنار إلى أنه "لا يسمح بنشر مواضيع تتعلق بالبيع أو العقارات. فهدف المجموعة، بالدرجة الأولى، هو إدراج وتبادل المعلومات مع المشاركين في الصفحة بخصوص مختلف المواضيع، سواء تعلّق الأمر بالمطاعم أو الدورات التكوينية أو الشركات الموجودة في الحي، وكذلك تعزيز الحوار بين المواطنين وتبادل المساعدات بين الجيران".
من جهتها، تؤكد فيفيان برنارد على طابع الاحترام المتبادل الذي على المشاركين الالتزام به قبل الانتماء إلى المجموعة. "فلا يُسمح بالتعليقات أو هجاء المواطنين بخصوص الأخطاء الإملائية مثلاً. فبعض الأعضاء لا يتقنون اللغة الفرنسية، ونحن لسنا هنا للحكم على معرفة الناس باللغة، بل لخلق روح من التعاون والتآزر"، كما تفسر لـ"العربي الجديد".

عدوى جميلة
تحولت صفحة "لاسكاربيكواز" إلى مثال يحتذى به. إذ أدى إنشاؤها إلى بروز مجموعات أخرى، تعتمد نفس المبدأ. فصفحة "حي ويلز"، التي أصبحت تضم ألفي عضو من بلديتين متجاورتين أنشئت لأن "المنطقة لا تضم سوى عدد قليل من الأماكن التي تمكن المواطنين من الالتقاء، لذا فمبادرات سكانها تعد في غاية الأهمية" كما يشدد أعضاء المجموعة. والهدف الرئيسي من الصفحة التي أطلقها قاطنو الحي، هو "تشجيع الناس على المشي راجلين في الحي، وخلق روابط بين مختلف أحياء البلديتين"، بحسب ما تقول لـ"العربي الجديد"، مسؤولة المجموعة، فيفيان كيني. وتضيف "حتى تكون هناك رغبة في التنزه والمشي في الحي، يجب أن يمنح المجال بيئة جميلة ونظيفة. لذا فالتعاون مسألة مهمة".
وتهدف المجموعة أيضاً إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان، بما في ذلك تطوير المتاجر المحلية، والعمل على حماية البيئة المحيطة، والحفاظ على تراث المنطقة. وللقيام بذلك، يتم تنظيم العديد من الأنشطة التشاركية. فأعضاء المجموعة على الفيسبوك يستطيعون نشر الصور والتعليقات أو الملاحظات حول حيّهم. "هذه المجموعة نشطة جدًا. وهي طريقة لإعلام المواطنين وطرح الأسئلة، في محاولة لإيجاد حلول لها. هناك تضامن ومساعدة حقيقية بين المواطنين. ولكن بالطبع فقط بين الأشخاص المسجلين على الشبكة الاجتماعية، لذا نواصل العمل في الشارع مع كل الجيران"، تفسر فيفيان كيني.

من وإلى المواطنين
مجموعة "حيّ مونييه" التي تضم حوالي 500 عضو أنشئت في عام 2012 من قبل السكان، بهدف المشاركة الفعالة للمواطنين الذين يرغبون في تحسين الحياة اليومية في شوارع حيّهم. وينصبّ التركيز بشكل خاص على حماية التراث والتنمية المستدامة. مع مبدأ بسيط: "مبادرات متخذة من قبل السكان المحليين، مع السكان المحليين، في صالح السكان المحليين". وعلى بعد أمتار من الحي تم إنشاء مجموعة بلدية "إيكسيل" تضم حوالي 1300 عضو بنفس الشعار.

وعلى صفحة الحي الراقي، "واترمال بوافور"، التي تضم حوالي 3 آلاف من المشاركين، يجد الأعضاء معلومات مختلفة عندما يتعلق الأمر بنصيحة حول طبيب ما، أو العثور على دراجة مفقودة. نفس الشيء في حي راق آخر "وولوي سان لومبير"، حيث يشارك 1600 عضو في نقاش حول بلديتهم، مع تجنّب كل ما هو سياسي.




المساهمون