"النيو ميديا" وتعديل أسلوب تحرير الخبر

"النيو ميديا" وتعديل أسلوب تحرير الخبر

27 سبتمبر 2016
بدّل الإعلام الجديد في طريقة تحرير الأخبار (جون لام/DigitalVision)
+ الخط -
شهدت صناعة الأخبار وأساليب إعدادها وإخراجها ونشرها تطورًا كبيرًا، وقد امتد هذا التطور ليشمل لغة الخبر وطريقة صياغته والشكل الذي يصل به إلى المتلقي، فأصبحت لغة الإعلام تستجيب لمقتضيات العصر، من حيث التحرير والمساحة والاختصار والموضوعية والأهمية.
هذا التطور في العمل الصحافي ساهمت فيه "النيو ميديا" (الإعلام الجديد) خصوصاً بسرعة إيصال الخبر. حتى أن مواقع التواصل الاجتماعي، باتت أسرع من وكالات الأنباء من حيث نقل الخبر والصورة والفيديو. إذ يكفي أن يقع أي حدث في مكان ما، حتى نعلم الخبر (بالصور والفيديوهات) من الناشطين الذين يسكنون هذه المساحة الجغرافية قبل أن ينشر على وكالات الأنباء.

لكن الإشكالية هنا تكمن في احتماليّة مساهمة "النيو ميديا" في تغيير صياغة الخبر نفسه ونشره. من الواضح أن بعض الصحف والمواقع الإلكترونية التي اتجهت الى فتح أقسام خاصة بالنيو ميديا، حيث يكتب الخبر ويحرّر بطريقة حديثة تلائم جيل الشباب أو "جيل النيو ميديا" مع المحافظة على المصداقية والموضوعية في طرح وكتابة أي خبر.

كما يغيّر دائمًا رواد مواقع التواصل في شكل الخبر الصحافي وفي مضمونه أحيانًا، وذلك عن طريق نشره بطريقة خاصة بهم على صفحاتهم. إذ يقوم معظم الناشطين بإعادة نشر الخبر بطرق عدة: كالتهكم أو إعطاء معلومات إضافية وفي بعض الأحيان نفي الخبر بخبر آخر موثوق.
أيضاً، بدأت منذ ثلاث سنوات موضة الأخبار المختصرة التي ترسلها وسائل الإعلام عبر الهواتف أو عبر شاشاتها أو عبر تويتر وغيره من مواقع التواصل، والتي لاقت رواجًا كبيرًا لدى المتلقي وذلك لعدة عوامل. العامل الأساسي هو ضيق الوقت والعامل الثاني أن الجيل الشاب لا يحب المطولات، والمعلومات التي ترسلها وسائل الإعلام كافية لمعرفة أي موضوع وفهمه بشكل عام".

لذلك، يمكننا القول، إن "النيو ميديا" ساعدت المتلقي ووسائل الإعلام في الوقت نفسه، إذ غدا المتلقي يطّلع على الأخبار بسهولة تامة وأصبحت وسائل الإعلام تدخل إلى كل بيت عبر هذه المواقع. وبناءً عليه/ فقد ساعدت هذه المواقع في التأثير على الجمهور الذي يتفاعل مع كل خبر حدثي أو إنساني أو مثير للجدل.
لكن، للإعلام الجديد سلبيات وإيجابيات. إذ تغص التطبيقات والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي يوميًا بمئات آلاف الأخبار والصور والفيديوهات، من دون أن تخضع للرقابة كما يحدث في الإعلام التقليدي (صحف وقنوات تلفزيونية). مما يعني أن عصر فلترة الأخبار لاعتبارات سياسية وأمنية، قد انتهى. وبتنا نرى على صفحات الناشطين كمًّا هائلًا من الأخبار والمشاهد الحية التي لم يكن ليسمح السياسيون أو الأجهزة المتدخلة في الصحافة بنشرها في الإعلام التقليدي.
هذه الضوابط سقطت تباعًا في عصر النيو ميديا، كما ألزم ازدياد عدد مستخدميها الإعلام التقليدي بالتعامل مع هذه الأخبار والمشاهد والفيديوهات التي تنتشر على مواقع التواصل بجدية.
أما السلبيات، فهي الأخبار الكاذبة أو الفيديوهات القديمة التي يعاد نشرها على أنها حديثة. إلا أنه يوماً بعد يوم، يزداد الوعي عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح المتلقي يتحقق من أي معلومة تنشر أو يتلقاها على هاتفه أو يراها على تويتر، وذلك بعد الأخبار الكاذبة التي انتشرت في السنوات الأخيرة، والتي أثرت وهزت ثقة المتلقي بمواقع التواصل. إلا أن بعض وسائل الإعلام وبعض الناشطين الموثوق بهم تمكنوا من استرجاع الثقة، لكن ممّا لا شك أن بين الفينة والأخرى، تضج هذه المواقع ببعض الأخبار الكاذبة التي أصبح من السهل فضحها.



المساهمون