بوريطة للمبعوث الأممي إلى الصحراء: لا حل خارج لاءات المغرب الثلاث

بوريطة للمبعوث الأممي إلى الصحراء: لا حل خارج لاءات المغرب الثلاث

04 ابريل 2024
زيارة ديمستورا اليوم للرباط لم يعلن عنها في وقت سابق (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال زيارة غير معلنة للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، إلى الرباط، شدد وزير الخارجية المغربي على رفض أي عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة، الإصرار على حل النزاع في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وعدم جدية العملية السياسية مع انتهاكات وقف إطلاق النار من البوليساريو.
- الزيارة تأتي في سياق جمود العملية السياسية لحل نزاع الصحراء وبعد أزمة دبلوماسية بسبب زيارة دي ميستورا لجنوب أفريقيا، مع تأكيد على أهمية جولته الإقليمية لإعادة إطلاق العملية السياسية.
- مجلس الأمن الدولي يناقش وضع الصحراء في جلسة مغلقة، مع تقديم دي ميستورا لإحاطة حول التطورات وجهوده، وإحاطة عن عمل بعثة "مينورسو" وأهميتها في دفع العملية السياسية وحفظ الأمن والاستقرار.

حرص وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال مباحثات أجراها اليوم الخميس، في الرباط مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، على التأكيد على ثلاث لاءات بشأن ملف الصحراء عنوانها الأبرز: "لا عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة التي حددتها الأمم المتحدة، بمشاركة كاملة من الجزائر"، و"لا حل خارج إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي"، و"لا عملية سياسية جدية، في وقت ينتهك وقف إطلاق النار يومياً من قبل مليشيات البوليساريو".

وحل دي ميستورا اليوم بعاصمة المغرب، في زيارة لم يعلن عنها، قادماً من العاصمة الموريتانية نواكشوط، وذلك في وقت تسود حالة جمود العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل للملف الشائك الذي عمر طويلاً. ويأتي رفع بوريطة اللاءات الثلاث بعد أسابيع قليلة على الأزمة التي فجرتها الزيارة التي قام بها دي ميستورا إلى جنوب أفريقيا، وهي الزيارة التي عبرت المملكة عن رفضها القاطع لها بسبب دعم جنوب أفريقيا ومناصرتها لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، و"عدائها للمغرب في مختلف المحافل الإقليمية والدولية"، على حد تعبير السفير المغربي في الأمم المتحدة عمر هلال.

وقالت الخارجية المغربية، في بيان لها، إن المباحثات بين بوريطة ودي ميستورا جرت "في جو تطبعه الصراحة والروح الإيجابية البناءة"، بحضور عمر هلال، موضحة أن زيارة دي ميستورا تأتي في إطار جولة إقليمية لدى الأطراف الواردة في قرار مجلس الأمن 2703، من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا و"البوليساريو"، باعتبارها الإطار الوحيد الذي حددته قرارات مجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق.

وتأتي مباحثات دي ميستورا مع الجانب المغربي في وقت تتواصل فيه حالة الجمود التي تعرفها العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، بعد أن عجز عن إقناع أطراف النزاع باستئناف ما بدأه سلفه، الألماني هورست كوهلر، من مساعٍ دبلوماسية أثمرت عن جمع المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو على طاولة المفاوضات في سويسرا، في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وفي مارس/ آذار 2019. ويواجه دي ميستورا منذ تعيينه في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021 تعقيدات مختلفة إقليمية ودولية. وتبقى من أبرز التحديات الرئيسية التي تواجهه هي كيفية جلب جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، حيث يدعو القرار الأممي الصادر نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى استئناف المفاوضات، بهدف تحقيق "حل سياسي عادل ودائم ومقبول"، من دون أن تجري أي مفاوضات حتى اليوم.

كذلك تأتي الزيارة في وقت ينتظر أن يناقش مجلس الأمن الدولي، في جلسة مشاورات دورية مغلقة مرتقبة في 16 إبريل/ نيسان الجاري، الوضع في الصحراء، وهي الجلسة التي ستعرف تقديم دي ميستورا إحاطته حول التطورات التي شهدتها القضية منذ قرار مجلس الأمن الدولي تمديد بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء "مينورسو" لعام واحد في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأهم المحطات التي مرت بها، وجهوده شخصياً خلال الأشهر الستة الماضية، ولقاءاته مع مختلف الأطراف، كما سيقدم تصوراته للحل. كذلك ستعرف الجلسة تقديم ممثل الأمين العام الخاص ورئيس "مينورسو"، ألسكندر إيفانكو، إحاطته بشأن عمل البعثة الميداني على الأرض والعراقيل التي تواجهها، وأهميتها في توفير جو مناسب للدفع بالعملية السياسية وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.