حجاب على شاطئ "كان" يستنفر فرنسا بأسرها

حجاب على شاطئ "كان" يستنفر فرنسا بأسرها

24 اغسطس 2016
(Matt King/Getty)
+ الخط -
لم تكد تنتهي مفاعيل القرار الذي اتخذته بعض بلديات الساحل الجنوبي لفرنسا بمنع ارتداء لباس البحر الإسلامي "البوركيني"، حتى عادت الساحة الإعلامية لتضجّ بكلام سهام، وهي سيدة محجبة أوقفتها الشرطة الفرنسية على شاطئ كان الأسبوع الماضي، الذي جاء ليطرح من جديد قضية الحجاب في فرنسا والإسلاموفوبيا واحترام الحرية الشخصية.

رواية سهام التي تناقلتها وسائل الإعلام المحليّة، عرضت تفاصيلها صحيفة "الأوبزرفاتور" في عددها الصادر نهار أمس الثلاثاء، وقالت إنّ القرار الذي اتخذه عمدة مدينة "كان" بمنع البوركيني تمّ تطبيقه بحق سيدة ترتدي حجاباً عادياً، ما يعني أنّ احترام الحريات الشخصية أصبح فعليا تحت تهديد الحفاظ على الأمن والسلامة العامة، والالتزام بمبادئ الجمهورية، بحجة مواجهة الخطر الإرهابي.

ونقلت الأوبزرفاتور عن الصحافية في فرانس 4 ماتيلد كوزان، التي كانت شاهدة على الحادثة، قولها "كنت حاضرة ورأيت ثلاثة عناصر من شرطة البلدية يتوجّهون نحو سيدة محجبة تجلس برفقة أولادها، لتسأل عندها الشرطية سهام عما إذا كانت قد قرأت التعميم الذي أصدرته البلدية عن اللباس المسموح به على الشواطئ، فتردّ سهام بأنها لم تقرأ التفاصيل، وتضيف أنّها لا ترتدي بوركيني وهي لا تريد حتى السباحة، تريد فقط الجلوس على الشاطئ. استطرد أحد العناصر: هذا اللباس ليس سليماً فهو لا يتناسب مع التعميم الذي أصدره عمدة المدينة، لذلك نطلب منك أن تخلعي الحجاب وإلا عليك مغادرة الشاطئ. رفضت سهام خلع الحجاب ومغادرة الشاطئ فتم تغريمها بـ11 يورو".

وفي شهادتها، قالت سهام "إنّ عددا من المواطنين تجمهروا عند وقوع الحادثة، وقام بعضهم بالتصفيق لرجال الشرطة فيما لم يتوقّف البعض الآخر عن إطلاق الإهانات ودعوتنا إلى مغادرة الشاطئ. لم أتوقّع أن يقول لي أحدهم: غادري الشاطئ، نحن هنا كاثوليك. وعندما هممت بسؤال الشرطة لماذا لا يكافحون الشعارات الدينية الظاهرة، كالصليب وغيرها، ردّ أحدهم بشكل غاضب: هذا ليس شأنك، ادفعي الغرامة أو غادري الشاطئ".

وفي السياق، علّقت الصحافية الفرنسية لورا توني على الحادثة في الأوبزرفاتور بشكل ساخر "لأنّ بعض المجرمين يقتلون ويخرّبون العالم باسم احتكار الله والدين، تردّ السلطات الفرنسية بمنع المحجبات من ممارسة حق مشروع في الذهاب إلى الشاطئ، ثم يهبّون عند أول عملية إرهابية تطاول البلاد للتساؤل: من أين جاءت هذه الراديكالية في فرنسا؟". وأضافت "عندما يطلبون من سيدة فرنسية محجبة تبلغ 34 عاما أن تعود لبلادها، يتجاهلون تماما أنّها ولدت هنا، وأهلها عاشوا منذ عشرات السنوات في فرنسا، ويرون في تلك البلاد وطناً لهم، لذلك من الطبيعي جدا أن يتمتّعوا بحقوقهم الكاملة، ومنها ما يتعلق باللباس على الشاطئ".

عمدة مدينة "كان" دافيد ليسنار (حزب الجمهوريين)، عبّر عن دعمه الكامل لعناصر الشرطة البلدية الذين "فعلوا ما يمليه عليهم القانون والدستور"، ورأى في الكلام الذي يطاول الشرطة تعديّا على الدولة، وقال في تصريح صحافي "يحاول البعض الغمز لجهة منع المسلمات من السباحة على الشواطئ الفرنسية، هذا الأمر عار من الصحة، الشواطئ هنا لجميع المواطنين والمواطنات من مختلف الأديان والإثنيات والأعراق. قرار البلدية واضح لجهة منع اللباس الديني ونحن صارمون في هذا الصدد".