خطف الطائرة المصرية.. كوميديا سوداء على مواقع التواصل

خطف الطائرة المصرية.. كوميديا سوداء على مواقع التواصل

29 مارس 2016
(وكالة الأنباء القبرصية)
+ الخط -


بمجرد الإعلان عن اختطاف طائرة مصرية وهبوطها اضطرارياً في قبرص، انفجرت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة تنتقد المعالجة المصرية للحادث، فقد وجد الناشطون في عملية الخطف متنفساً هزلياً، إذ تنوعت المنشورات على موقعي تويتر وفيسبوك بين تعليقات قصيرة وكومكسات مصورة.

أبرز مظاهر هذه الكوميديا السوداء تمثل في انتشار سريع لوسم بعنوان: "يا ريتني كنت معاهم"، حيث يظهر كيف أن المواطنين المصريين المطحونين يتحرقون شوقاً للفرار من الواقع المحبط داخل مصر، والهرب إلى الخارج حتى لو كان عن طريق الخطف. والوسم في أصله نص عبارة مقتبسة من فيلم "الطريق إلى إيلات"، حيث يندم أحد الجنود المتخلفين على عدم مشاركته في عملية تفجير سفينتين بالميناء الإسرائيلي.

توالت التعليقات الساخرة في هذا السياق مثل: "المخطوفين ولاد المحظوظة راحو قبرص ببلاش"، و"قبرص قبرص مش احسن ما نبقى زي سورية والعراق"، بالإضافة إلى الركاب كلما حاولوا مقاومة الخاطف، كان يهددهم بالرجوع للقاهرة"، و"السيسي يطالب المخطوفين بدفع فارق سعر الذهاب لقبرص لصالح صندوق تحيا مصر". وكذا "إقبال شديد من المصريين على الطيران الداخلي بعد ساعات من اختطاف طائرة كانت متجهة إلى القاهرة هبطت في مطار قبرص".

فيما ظهرت مجموعة من "الكوميكسات" بعضها يصور المخطوفين وهم يرقصون فرحاً بعد علمهم بعملية الاختطاف والخروج من المجال الجوي المصري بعضهم يكبر ويزغرد، وبعضهم يقول: وأخيراً لعبت يا زهر! في إشارة للأغنية الشهيرة: "آه لو لعبت يا زهر.. واتبدلت الأحوال". فيما كتب آخر: "لو شركات السياحة عملت إعلان على رحلات مخطوفة من مصر، الإقبال هيكون خرافي!".

فيما تلقفت إحدى شركات السياحة الفكرة وقامت بالترويج لإحدى رحلاتها عبر الإعلان الآتي: "احجز معانا رحلة للغردقة الخميس 7 أبريل وممكن تتخطف وتروح قبرص بـ 180 جنيه بس.. ومين عارف؟! يمكن الزهر يلعب وتروح فرنسا أو إيطاليا".

وكانت تعليقات أحد مرتادي الصفحة: "بلاش طيران اليومين دول أحسن"، فرد عليه أدمن الصفحة: "أصلاً الرحلة بالباصات وليست بالطائرة، موضوع الطائرة هزار، إنما أوبشن الخطف موجود!".

أما عن طريقة تعامل السلطات والإعلام في مصر مع الحادث فقد عبرت عنه مجموعة من التعليقات مثل: "الرئيس القبرصي يصرح ويفسر ويشرح.. ووزير الطيران بتاعنا لسه ما صبحش على مصر بتصريح واحد!"، و"الحكومة أصلا مكنتش عارفة الطيارة فيها كام شخص لحد ما الخاطف حررهم وبدأوا يعدوهم.. يا حبيبتي يا مصر"!

ثم كان الإعلان بأن الخاطف يدعى د. إبراهيم سماحة، وهو أستاذ في كلية الطب البيطري بجامعة الإسكندرية ويحمل الجنسية الأميركية، ومع كثرة النكات ظهر تعليق يقول: "وبنحب انهارده نشكر الدكتور سماحة على إنه غيّر مود المصريين وخلى الناس تضحك للركب". ولكن سرعان ما اتصل الدكتور سماحة نفسه بأحد الفضائيات مستنكراً هذا الاتهام. فظهرت تعليقات مثل: "وسماحة ماطلعش سماحة".

ثم توالت الاتهامات في الفضائيات بعد ذلك لركاب آخرين، فقيل مرة إن الخاطف ضابط سابق، ومرة إنه شخص ليبي، ومرة مدرس تاريخ من حي الظاهر لديه مشكلات مع زوجته، ولم يتضح الأمر إلا بعد أن استسلم الخاطف الحقيقي واسمه سيف الدين مصطفى، للشرطة القبرصية وتبينت هويته.

في تلك المساحة الزمنية المضطربة، ظهرت عشرات التعليقات الساخرة، من بينها: "خاطف الطيارة طلب يروح تركيا بس لما قالوله مافيش بنزين ها ننزل قبرص فجأة طلع له طليقة في قبرص". بالإضافة إلى "خاطف الطيارة دكتور بيطري ومعاه جنسية أميركية يعني عاش في أميركا ومع ذلك طلب مترجم؟!". وعلق آخر قائلاً: "الأجهزة الأمنية بتقول بنتحفظ على شخصية الخاطف مع إن كل وسائل الأنباء قالت إسمه ووظيفته إيه".

وكتب آخر: "متزعلوش من اللي خطف طيارة علشان يوصل رسالة لطليقته.. أنا عارف واحد خطف بلد بحالها علشان يوصل رسالة للي كانوا بيضربوه وهو صغير". وقال آخر: "هي فقرة إن الخاطف طلع إخواني، هتيجي إمتى"؟!

بعض الناشطين ربط عملية الخطف بعملية قتل الإيطالي جوليو روجيني، فكتب أحدهم بعد انتهاء العملية بواسطة الشرطة القبرصية: "لو احنا اللي قبضنا عليه، كان اعترف إنه رئيس العصابة اللي قتلت ريجيني"!

وبعد إعلان الحكومة سلامة جميع الركاب وإعادتهم إلى مصر سالمين، ظهرت تعليقات وكوميكسات متعددة تتحدث عن تذمر المخطوفين من العودة إلى مصر مرة أخرى. كما ظهرت صور طريفة لبعض الركاب المخطوفين، وقد التقط صورة سيلفي مع الخاطف سيف الدين مصطفى. بينما قام آخرون بتصويره وهو يحيط نفسه بحزام زعم أنه حزام ناسف!



اقرأ أيضاً: الطائرة المصرية المخطوفة: إعلام الشائعات أنا هنا

دلالات

المساهمون