الطائرة المصرية المخطوفة: إعلام الشائعات أنا هنا

الطائرة المصرية المخطوفة: إعلام الشائعات أنا هنا

29 مارس 2016
الطائرة المخطوفة (تويتر)
+ الخط -


ستّ ساعات هي مدة اختطاف طائرة تابعة لطيران مصر وهبوطها في لارنكا بأمر الخاطف، وصولاً إلى استسلامه، امتلأت بالشائعات والأخبار المغلوطة وغير المؤكدة.

بدأ الإعلام العربي بنشر الأخبار عن اختطاف الطائرة، ثم ظهرت صورة للخاطف، لينقل بعدها التلفزيون المصري اسم "ابراهيم سماحة" كخاطف الطائرة، والذي نقلته جميع وسائل الإعلام العربيّة، المصريّة خصوصاً، قبل أن تنفيه الحكومة المصرية وتعتذر من الرجل، الذي تحدث لقناة "بي بي سي" ليؤكد أنّه أحد المخطوفين وليس الخاطف، في الوقت الذي خرجت زوجته على قناة "أون تي في" المصريّة نافيةً الخبر.


في غضون كل ذلك، نُشرت أخبار عن أن الخاطف أفرج عن جميع النساء والأطفال ولاحقاً عن المصريين فقط، قبل أن يعلن طيران مصر أنه أفرج عن جميع الركاب ما عدا 4 أجانب وطاقم الطائرة، في الوقت نفسه الذي قالت فيه الخارجية القبرصية إن حوالى 11 شخصاً لا يزالون على الطائرة.

كما تضاربت الأنباء عن عدد الركاب، فتداولت وسائل إعلام أنهم أكثر من 80، ليتبيّن لاحقاً أنهم لا يتعدون الـ55. هذا كله عدا عن التحليلات التي انتشرت على مختلف الشاشات، والتي تحدثت عن "احتمال انضمام الخاطف إلى تنظيم إرهابي فكرياً، أو حقيقة، أو كونه مختلاً عقلياً أو طالباً للشهرة"، كما قال أحد المحللين على قناة "العربيّة". بينما قال آخر على قناة "سكاي نيوز عربية": "خاطف الطائرة صاحب خيال واسع ويبدو أنه شاهد أفلاماً قبل قيامه بخطف الطائرة". 

وبينما كانت "العربية" تؤكد باستمرار، أنّ "أمن مطارات مصر تطوّر وتحسّن بعد حادث الطيارة الروسية"، انتشرت أخبار على وسائل الإعلام المختلفة، قيل إنها نقلاً عن الإذاعة القبرصيّة، تقول إنّ الخاطف له طليقة في قبرص، لا بل نُشر اسمها "مارينا باراشكو" حيث أشير إلى أنها "تتجه إلى المطار لمقابلته". هذا كلّه، في حين كانت المعلومات الإعلاميّة تتحدث عن طلب الخاطف اللجوء السياسي إلى قبرص.

هنا، نشر موقع "اليوم السابع" صور الصحافية المصريّة منى رومان، على أنها طليقة الخاطف، لتردّ على صفحتها على "فيسبوك" قائلةً: ""بيستهبلوا ينشروا صورتي على إنها طليقة خاطف الطائرة، والمصيبة أن مواقع ثانية تداولتها عنهم. ودي إهانة الصراحة. وطبعاً شالوا الخبر".

وبعد نفي اسم الدكتور ابراهيم سماحة، الذي صُنّف إرهابياً "عن طريق الخطأ"، أي بعد أربع ساعات على الحادثة، كان وزير الطيران المصري شريف فتحي يرفض الغوص في الأسماء "حرصاً على أمن الموجودين لحين انتهاء العمليّة"، كان المتحدث باسم الرئاسة المصريّة يُعلن أنّ الخاطف هو سيف الدين مصطفى (59 عاماً)، الأمر الذي أكدته الخارجيّة القبرصيّة لاحقاً. 

هكذا وبشكل دراماتيكي، خرجت أخبار عن أنّ "الخاطف طلب توجه الطائرة إلى تركيا لكن الوقود لم يكفِ"، ثمّ أخبار تتحدث عن أنّه "مطلوب في 16 قضية ومسجل خطر"، وأخرى تتحدث عن "معاناته من اضطراب نفسي".

بعدها، خرجت صورة تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي للخاطف يرتدي حزاماً على خصره، وهو ينظر إلى الكاميرا للتصوير، وكأنّ خاطفاً يريد التصوير ونشر الصورة بهذه البساطة، لتعود السلطات المصرية وتنفي أن يكون المختطف يرتدي حزاماً ناسفاً، بل حزاماً محشواً بالقطن. وفي صورة أخرى، يبدو أحد الركاب وهو يضحك للكاميرا والرجل إلى جانبه في "صوروني وأنا بتخطف".



وبعد نشر أخبار عن طلب الخاطف الإفراج عن سجينات في مصر، كانت آخر الأنباء التي نُقلت، فكانت على لسان رئيس الوزراء المصري، الذي قال إنّ المختطف المصري أراد الانتقال إلى مطار آخر "بلا وجهة محددة"، وأنه طلب التحدث إلى مسؤول في الاتحاد الأوروبي"، قبل أن "يستسلم" الخاطف ويسلّم نفسه.


اقرأ أيضاً: (صور وفيديو) #الطائرة_المصرية_المخطوفة: هلع وجدل... وسخرية

المساهمون