ساخرون: باقي للسيسي 43سنة في الحكم... واسألوا محمد علي
ساخرون: باقي للسيسي 43سنة في الحكم... واسألوا محمد علي
(تويتر)
"تطبيل بصوت عال .. تطبيل متوسط .. تبرير وشرح ورفع الملام .. تطبيل مبطن في شكل نقد"، هكذا وصفت باحثة إعلامية، ما أسمته "إعلام النظام" بمصر، في التعامل مع خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي شهد موجة من السخرية اللاذعة و"الألش" والرسوم الساخرة "الكوميكس"، تفوقت على كل الخطابات والتصريحات السابقة، ووصلت لعرض ناشطين السيسي للبيع على موقعي ebay وamazon الشهيرين، وتناولت مواقع عالمية استعداده لبيع نفسه، وتصدر الوسم الساخر "#صبح_على_مصر_بجنيه" للترند على موقع "تويتر".
التصريح، الذي شهد موجة سخرية غير مسبوقة، "صبحوا على مصر بجنيه" على مواقع التواصل، تعاملت معه الأذرع على أنه اختراع عبقري لم يسبقه له أحد، بل وقاموا على الهواء بـ"التصبيح على مصر"، رغم أن برامجهم كانت ليلية وليست صباحية، والسيسي دعا للتصبيح وليس للتمسية على مصر... وبهواتفهم الشخصية أرسلوا الرسائل لصندوق "تحيا مصر" الذي دشنه السيسي ليجمع فيه الأموال، والتي لا يعرف أحد فيم اكتسبها وفيم أنفقها.
فجابر القرموطي وصف الفكرة بأنها "والله كلام مش وحش"، وقال في برنامجه "مانشيت" على فضائية ontv، إنه إذا كان البعض من الناس يأخذ كلام الرئيس بالتفكه، "طب ما تيجي نحسبها لو إنت عاوز تعمل حاجة لبلدك، وديها لصندوق تحيا مصر"، ثم قام على الهواء بإرسال رسالة "التصبيح على مصر".
وعلى نفس المذهب، سارت إنجي أنور على فضائية ten، وتبرعت هي وطاقم العاملين معها في برنامج "مساء القاهرة"، وقالت "إحنا عايزين نبقى أول ناس نصبح على مصر بجنيه".
وقامت أنور بإرسال رسالة دونت فيها "صباح الخير يا مصر، من إنجي أنور مقدمة برنامج مساء القاهرة"، واللافت إنها تقول صباح الخير يا مصر من برنامج "مساء القاهرة". وكذلك فعل أكثر من إعلامي مؤيد على حساباتهم الشخصية، وقاموا بنشر صورة رسالة "التصبيح على مصر".
أما تامر أمين، فاكتفى على قناة "الحياة" بدعم الفكرة، ووصفها بالفكرة الرائعة التي تساهم في حل مشاكل مصر، وقال إن كل الشعوب، تساعد حكوماتها.
واتخذ عمرو أديب منحى تبرير وتوضيح التصريحات محل السخرية، ووصف في برنامجه "القاهرة اليوم" على فضائية "أوربيت"، الخطاب بالمصارحة الحقيقية، وبرر كلمة "ماتسمعوش حد غيري"، بأنه لا يقصد ما فهمه البعض من معنى الجملة بأنها دكتاتورية المعنى والمقصد.
يوسف الحسيني وبرنامجه "السادة المحترمون" على فضائية ontv، اتخذ مذهبا مخالفاً، وعمل بمبدأ "التطبيل المطلي بالنقد"، فرغم نقده لبعض ما جاء بالخطاب، كان نقد الناصح الأمين، الخائف على رئيسه من سهام منتقديه، والداعم له رغم خلافه مع بعض ماجاء به.
ونصح الحسيني السيسي بتحري تصريحاته في المستقبل، وخاصة تصريح "أبيع نفسي لو ينفع"، وكاد أن يفقد عقله على الهواء من بيع رئيسه على مواقع البضائع المستعملة، وقال "وحياة أغلى حاجة عندك بلاش الكلام اللي من النوع ده".
لكن رغم تطبيل الحسيني، فيحسب له أنه الوحيد في الأذرع المرئية الذي تطرق لبعض النقاط الخطيرة بالخطاب، فذكر ما رصده المتابعون، من اعتراف صريح بتعرض الطائرة الروسية، لحادث إرهابي.
وعن تصريحات السيسي حول سد النهضة، تساءل الحسيني على الهواء "من الآخر.. احنا فشلنا في سد النهضة يا افندم.. سد النهضة يا افندم راح مننا؟" واعتبر حديث السيسي عنه خلال الخطاب اعترافاً صريحاً بالفشل في هذا الملف، وطالبه بمصارحة المصريين بحقيقة الأزمة، ومواجهة الحقيقة الصعبة.
ومن اللقطات التي لم تأخذ حقها من خطاب السيسي، وذلك لكثرتها، تصريحه بالذهاب لليابان لتطوير التعليم، حيث سخر ناشطون من هذه الفكرة، واعتبروها عدم اعتراف من السيسي بكل التعليم الموجود في مصر، بمناهجه وخبرائه ووزارته، ما يستدعي الاستعانة بصديق.
كما جاءت كلمة السيسي "إحنا عايشين يوم بيوم"، لتدمر أساس الخطاب أصلاً حول التنمية المستدامة، "فكيف لنظام يعيش اليوم بيومه، أن يخطط لتنمية في عام 2030؟" كما سخر ناشطون.
كما أثار بعض المراقبين ذكر السيسي لمحمد علي في الخطاب، حيث قال "محمد علي حكم 45 سنة، وأسس الجيش في 11 سنة"، واعتبروه تلميحاً صريحاً منه لاستمراره في الحكم لفترات طويلة، وعدم التزامه بالفترة الرئاسية المحددة في الدستور، حيث لا أربع ولا ثماني سنين تكفي، بل ما لا يقل عن أربعة عقود حكم، "أي يتبقى له في الحكم 43 سنة، واسألوا محمد علي"، حسب المراقبين.
