"سوشيال بي"... صناعة محتوى رقمي من غزة

"سوشيال بي"... صناعة محتوى رقمي من غزة

23 ديسمبر 2016
سعدي حمد مؤسس الشركة (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم تكن الطفولة الشقيّة التي عاشها سعدي حمد، في عالم التكنولوجيا، شيئًا عابرًا على ذهن الصحافي الفلسطيني من قطاع غزة، إذ أوصله شغفه بالمجال الإداري والعالم الرقمي والتكنولوجي، إلى تأسيس شركة فلسطينية متخصصة في صناعة المحتوى وإدارته عبر الإعلام الاجتماعي.

"سوشيال بي"، هو الاسم الذي أطلقه الفلسطيني حمد على شركته الرقمية، إذ يريد من "النحلة الاجتماعية" أن توزع عسلاً مفيدًا على زبائنها، من خلال الجمع بين مجال دراسته في تطوير الأعمال وموهبته في عالم التسويق الرقمي، الأمر الذي أوصله لأن يكون مشروعه هو الأول فلسطينيًا في مجاله.
ويوضّح حمد (27 عامًا) لـ "العربي الجديد"، أن حبه للمجال الإداري والتنمية البشرية ورغبته في استكشاف كل جديد بعالم التكنولوجيا، دفعه إلى السعي نحو إنشاء شركته الخاصة التي يديرها ويقدم من خلالها منظومة متكاملة من الخدمات في مجال التسويق الرقمي وتطوير الأعمال.

ويضيف خريج تخصص إدارة الأعمال التكنولوجية، أن حالة الشغف التي عاشها بالعالم الرقمي وجديده، وتطور تقنيات الإعلام الاجتماعي الذي جعلها في صدارة التطور التكنولوجي، دفعته إلى إنشاء مشروعه الخاص، كونه يُعتبر الأول في فلسطين في مجال صناعة المحتوى.
ويبيّن أن "سوشيال بي" قبل إنشائها على أرض الواقع، كانت تسبقها مرحلة العمل الحر عن بعد، إلى جانب عمله في إحدى الفضائيات الفلسطينية، إذ كان يقوم بأدوار التصميم وصناعة المحتوى وإقناع الزبائن والعملاء المحليين والخارجيين بمفرده، قبل أن يتطور المشروع تدريجيًا ويصبح شركة واقعية بعد نحو عامين على الفكرة.
ويهدف حمد إلى أن تكون شركته الفلسطينية هي الأولى في مجال التسويق الرقمي وعبر الإعلام الاجتماعي في مدينة غزة، مضيفًا أن "أغلب الشركات العاملة في القطاع تختص في مجال الدعاية والإعلان وليس التسويق، في الوقت الذي تهتم فيه "سوشيال بي" بمجال التسويق الرقمي".

ويشير إلى أن التسويق الرقمي وصناعة المحتوى الذي تقدمه شركته الناشئة، يضيف طابعًا تنافسيًا بينها وبين الشركات الأخرى، حيث لاقت الفكرة تشجيعًا وترحيبًا من الفلسطينيين، وسهّل من تطبيق المشروع على أرض الواقع.
وعن اختياره رمز النحلة كشعار لمشروعه، يوضح حمد، أن الأمر كان أكثر تعقيدًا كونه كان يسعى إلى دلالة وأيقونة تعبر عن الأعمال التي تقدمها الشركة عبر "السوشيال ميديا" من جهة، وعن النشاط والحيوية والسرعة التي تتميز بها الفكرة من جهة أخرى، كتعبير عن صناعة "العسل الاجتماعي".

ويتمثل شعار "سوشيال بي" في جملة يقولها حمد في حديثه: "نسعى لأن نكون أكبر خلية نحل موجودة بالعالم الافتراضي لتسويق العلامات التجارية بطريقة ذكية"، مشيرًا إلى أن الشركة تقدم 9 خدمات أساسية، في ظل حاجة العالم إلى الإعلام الاجتماعي في التسويق الرقمي.
وتقدم الشركة خدمات مثل إدارة العلامة التجارية للمؤسسات على شبكات التواصل الاجتماعي، وإنتاج الهوية البصرية، إضافة إلى الفيديو التسويقي، وتطوير الأعمال والمنتجات وصناعة المحتوى، ناهيك عن تحسين ظهور المواقع الإلكترونية على محركات البحث، والترجمة والاستشارات التسويقية والتدريب.

وتتميز الشركة في قدرتها على تقديم محتوى جذاب وذكي بثلاث لغات مختلفة، هي العربية والإنكليزية والفرنسية، عدا عن جمعها عدداً من العملاء المختلفين من دول المغرب والخليج العربي، إذ إن هذه الصناعة تحتاج إلى إتقان ومحتوى مناسب إيجابي وليس سلبياً.
ويقول حمد: "المفهوم السائد في فلسطين بمجال التسويق هو الدعاية والإعلان، وهي تفتقد إلى العنصر الإبداعي في كتابة الرسالة التسويقية، لكن سوشيال بي يتميز بتقديم الخدمة كما يرغبها الزبون عن طريق محتوى تسويقي غير مباشر يستطيع إقناعه بالخدمة أو المنتج".
وينوه إلى أن الوضع الاقتصادي السيء لقطاع غزة انعكس على بعض الشركات العاملة فيه، إذ تمر بحالة من الركود الاقتصادي الذي أوصلها إلى الاعتماد على القروض والديون، في حين أن نسبة كبيرة منها تصبح خارج السوق والمنافسة.

ويبيّن أن "سوشيال بي" تقف أمام تحديين، أولهما أن الشركة تقدم خدمة جديدة في صناعة المحتوى عبر الإعلام الاجتماعي والتسويق الرقمي والتي تحتاج إلى إقناع، والثاني يتمثل في تثمين الجهد كون الزبائن يعتقدون أن الخدمة المقدمة عبر الإعلام الرقمي هي مجرد "خدمة يقوم بها أي من الأشخاص".
ويطمح حمد إلى أن تكون "سوشيال بي" ليست مجرد شركة تسويق رقمي، وإنما شركة ومنصة عربية متخصصة في صناعة المحتوى المرئي والمسموع والمكتوب رقميًا وإلكترونياً، وتوزيعه وبيعه لكافة أنحاء العالم.


دلالات