مصر: انتقادات حقوقية لمداهمة موقع "الطريق"... والصحافيون غاضبون

مصر: انتقادات حقوقية لمداهمة موقع "الطريق"... والصحافيون غاضبون

25 أكتوبر 2016
أكثر من مائة صحافي في السجون (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
وصف "المرصد العربي لحرية الإعلام" اقتحام قوات الأمن المصرية مقر صحيفة "الطريق" المصرية الخاصة، مساء الأحد الماضي، بأنه "هجمة جديدة على حرية الصحافة في مصر".

وكانت قوة من رجال الشرطة المصرية قد اقتحمت مقر صحيفة "الطريق" الإلكترونية، واحتجزت الصحافيين والعاملين بالصحيفة لبعض الوقت في غرفة واحدة، واستولت على هواتفهم وحواسيبهم الشخصية، ومنعتهم من إجراء أية اتصالات، كما قامت الشرطة والفنيون المصاحبون لها بفتح وفحص الحواسب الإلكترونية في المكان، وتفتيش غرف المقر، ورغم أن قوة الشرطة ادّعت حملها تصريحاً بالتفتيش من النيابة إلا أنها لم تطلع الصحافيين عليه، حين طالبوا بذلك.

غادرت قوة الشرطة المكان بعد انتهائها من عملية الترويع والتفتيش، إلا أنها لم تكشف سبباً حقيقياً لما قامت به، سوى الادعاء بأنه "إجراء احترازي"، وهو ما وصفه المرصد بأنه "يكشف استهتار السلطة القائمة بحرمة المكاتب الصحافية، واستخفافها بحرية الصحافة بوجه عام، ورغبتها في إرسال المزيد من رسائل التخويف للوسط الصحافي بأن أحداً ليس في منأى من المداهمة والترويع حتى وإن لم يثبت عليه أنه مناوئ للنظام القائم".

وتجدر الإشارة إلى أن صاحب موقع "الطريق" هو رئيس الحزب المصري الديمقراطي، فريد زهران، الداعم لنظام 30 يونيو/حزيران الذي أطاح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

وكان الحزب قد أصدر بياناً رفض فيه المشاركة في مؤتمر الشباب المنعقد ابتداءً من اليوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في شرم الشيخ، قبل عدة أيام من تنظيم المؤتمر.

كما انتقد المرصد قرار النيابة العامة بتجديد حبس 3 صحافيين قُبض عليهم أخيراً أثناء أدائهم عملهم الميداني، وهم حمدي الزعيم (الحياة)، ومحمد حسن (النبأ)، وأسامة البشبيشي (وكالة بلدي الإخبارية)، ووجهت لهم النيابة تهمة نشر أخبار كاذبة تضر بمصلحة الأمن القومي والتصوير من دون الحصول على إذن رسمي.

يذكر أن السجون المصرية تضم حالياً أكثر من مائة صحافي من مختلف الصحف والقنوات والمواقع، ويعاني الكثيرون منهم ترديًا صحيًّا خطيراً مثل حالة الصحافي، هاني صلاح الدين، الذي وجهت أسرته رسالة استغاثة لـ"المرصد العربي لحرية الإعلام" ولنقابة الصحافيين، للتدخل سريعاً لإنقاذ حياته ونقله إلى مستشفى القصر العيني لإجراء الجراحات اللازمة.

وأكد المرصد إدانته الكاملة لاقتحام مقر صحيفة "الطريق" الإلكترونية، وتجديد حبس الصحافيين الثلاثة الزعيم وحسن والبشبيشي، كما طالب بنقل صلاح الدين لتلقي العلاج وإجراء الجراحات اللازمة في مستشفى القصر العيني.

من جانبهم، أصدر صحافيو صحيفة "الطريق" بياناً، أمس، أوضحوا فيه كيف تمت المداهمة، وقالوا "فوجئنا، نحن صحافيي موقع الطريق، بقوة من وزارة الداخلية ما يزيد عن 20 فرداً تقتحم مقر الموقع، عصر الأحد، وقالوا إنهم استخرجوا إذنًا من النيابة بدخول المكان لفحصه أمنياً، إلا أنهم لم يطلعونا عليه".

وأضافوا: "تم تجميع كل الصحافيين في غرفة واحدة ومحاصرتهم، بينما قام بعضهم دون علمنا بتفتيش حقائبنا الشخصية وأجهزة اللاب توب الشخصية في انتهاك صريح لخصوصيتنا، كما تم تفتيش جميع أرجاء الموقع".

وتابع البيان: "واستولت القوات على أجهزة الهاتف المحمول ومنعتنا من إجراء أية مكالمات وإعلام أية جهة بما يتم معنا، ثم أجهزة (اللاب توب) والكاميرات الشخصية منا، كما حرزوا بطاقات الرقم القومي، ومُنعنا من الخروج من مقر الموقع".

بالإضافة إلى أن "قوات الأمن قالت إنه سيتم اقتيادنا لقسم الشرطة لاستجوابنا وفحص الأجهزة الخاصة بنا، إلا أننا رفضنا وعرضنا عليهم قيام أحدنا بالذهاب معهم، وطلبنا التواصل مع النقابة، وبعد أكثر من ساعتين أفرجوا عن الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الشخصية والكاميرات"، وفقاً لبيان الصحيفة.

واستطردوا: "بعد أن أجروا تحرياتهم عن كافة الزملاء، غادروا الموقع، وقالوا إن الأمر كان إجراءً احترازيا، لا يخص موقع الطريق وحده، وإنما كافة مقرات المكاتب والشركات الموجودة في شارع محمد محمود بوسط القاهرة".

وأعلن الصحافيون تقديرهم لما وصفوه بـ"الضرورات الأمنية ومقتضيات الأمن القومي"، بينما استنكروا "انتهاك خصوصيتهم وانتهاك القانون، وتعطيل العمل بالموقع"، واعتبروا الواقعة "انتهاكاً لحرمة القانون وحرية الصحافة، وحرية الرأي والتعبير، ومخالفة الدستور مخالفًة واضحة".

دلالات

المساهمون