الانتماء لحزب يدفع مدير قناة "نسمة" إلى الاستقالة

الانتماء لحزب يدفع مدير قناة "نسمة" إلى الاستقالة

11 يناير 2016
قناة "نسمة" التونسية (Getty)
+ الخط -

أعلنت قناة "نسمة تي في" التلفزيونية الخاصة عن استقالة مديرها العام، نبيل القروي، من منصبه، ويعود سبب الاستقالة إلى توليه منصبا سياسيا في حزب "نداء تونس"، بعد مؤتمره الذي عقد يومي 9 و10 يناير/كانون الثاني الجاري. 

وتمنع القوانين التونسية، وخاصة المرسومين 115 و116، المنظمين للقطاع الإعلامي في تونس، الجمع بين مسؤولية سياسية وإدارة مؤسسة سمعية بصرية، وهو ما تمّ التنصيص عليه في كراس الشروط الذي وضعته الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) التي تمنح وفقها الإجازات القانونية للإذاعات والتلفزيونات في تونس.

ويعود سبب رفض الجمع بين المسؤولية الحزبية والإعلامية للسعي إلى فرض استقلالية الإذاعات والتلفزيونات عن كل التجاذبات الحزبية في البلاد، وهو أمر وإن تحقق نظرياً من خلال الاستقالة، فهو غير ممكن عمليا، وفقا للمتابعين للشأن الإعلامي والسياسي التونسي، فنبيل القروي وأخوه غازي القروي، يملكان جزءا هاما من رأسمال قناة نسمة، إلى جانب المنتج السينمائي العالمي، طارق بن عمار، ورئيس الحكومة الإيطالي السابق ورجل الأعمال سليفيو برلسكوني.

اقرأ أيضاً: جدل يُحيط بتغطية مؤتمر حزب "نداء تونس" التلفزيونية

وبعد استقالة نبيل القروي، ينتظر أن يتولى شقيقه إدارة القناة، وبالتالي سيبقى للعائلة تأثير على خط تحرير القناة، وهو تأثيرٌ تجلّى من خلال نقلها فعاليات مؤتمر "نداء تونس" مما سبب موجة من التعليقات السلبية إعلامياً وسياسياً.

استقالة نبيل القروي من إدارة قناة "نسمة" بعد توليه مهمة سياسية، تعيد طرح مسألة الساسة ورجال الأعمال المتحكمين في قطاع الإعلام بطريقة غير مباشرة، وبدون الحصول على مناصب تنفيذية داخل هذه المؤسسات في تونس، فرجل الأعمال ورئيس حزب الاتحاد الوطني الحرّ، سليم الرياحي، اشترى "راديو كلمة" من الناشطة الحقوقية ورئيسة الهيئة الوطنية للحقيقة والكرامة، سهام بن سدرين، من دون أن يظهر قانونيا في أي من العقود المبرمة لاقتناء المحطة الإذاعية، لكن الموضوع معروف في تونس.

الأمر نفسه حصل في قناة "أم تونيزيا" التي كانت تسمى قناة "المتوسط"، تملكها اليوم أطراف في حزب حركة النهضة، لكن من دون تصريح مباشر بذلك، يضاف إليها قناة "الزيتونة" التي كان يملكها أسامة بن سالم، عضو مجلس شورى حزب حركة النهضة، والذي أوكل إدارتها إلى أحد أصدقائه.

وفي اتصال مع هشام السنوسي، عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، أوضح السنوسي لـ"العربي الجديد"، "أن الهيئة لا تمنح إجازة قانونية لمن يجمع بين المهمتين، كما يمكنها التدخل لسحب الإجازة، إذا اتضح لها أن هناك من يجمع بين إدارة مؤسسة إعلامية والصفة الحزبية"، أما فيما يتعلق بما يروّج فى الساحة الإعلامية حول امتلاك بعض رجال السياسة قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية عن طريق أشخاص يكونون واجهة لهم، فأشار إلى أن "القانون لا يتعامل إلا بالحجج والبراهين العملية"، من دون أن ينفي إمكانية حصول ذلك. 

الصحافة المكتوبة والإلكترونية لم تسلم من التداخل السياسي والإعلامي، ولو أن القوانين التونسية لا تمنع ذلك حتى اليوم، فرجل الأعمال التونسي والنائب في البرلمان عن حزب "نداء تونس"، المنصف السلامي، يمتلك جريدة "المغرب" اليومية، كما يمتلك الناشط السياسي في حزب نداء تونس، نورالدين بن تيشه، الموقع "الجريدة" الإخباري.

المساهمون