هل اندلعت الحرب بين نقابة الصحافيين التونسيين وشفيق جراية؟

هل اندلعت الحرب بين نقابة الصحافيين التونسيين وشفيق جراية؟

04 يوليو 2015
نقيب الصحافيين وسط مجموعة من الصحافيين (Getty)
+ الخط -
في رسالة مفتوحة وجهتها إلى وزير العدل التونسي، استغربت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين عدم تحريك النيابة العامة قضية قانونية ضدّ رجل الأعمال التونسي شفيق جراية خصوصاً بعد التصريحات التي أدلى بها في زيارة، نهاية الشهر الماضي إلى الأراضي الليبية .
الزيارة قد لا تكون الأولى ولا الأخيرة للرجل إلى ليبيا على اعتبار أن هناك علاقات تربطه بالأطراف الليبية وكذلك مشاريعه الاقتصادية المنتشرة في عدد من المناطق الليبية. لكن هذه الزيارة التي تمت أواخر شهر يونيو/حزيران الماضي كانت استثنائية لما صاحبها من ردود فعل على المواقع الإلكترونية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي. الانتقادات طالت أولاً الوفد الصحافي الذي رافق رجل الأعمال التونسي في زيارته. وهو وفد يضمّ في أغلبه ناشطين إلكترونيين وأصحاب صفحات فيسبوكية، وليسوا صحافيين بالمعنى المهني للكلمة، لكن تمّ تقديمهم على أنهم صحافيون تونسيون.
الأمر الثاني تعلق بالتصريحات التي أدلى بها رجل الأعمال شفيق جراية أمام شخصيات ليبية في أحد المجالس والتي هاجم فيها الإعلامي التونسي سفيان بن حميدة معتبراً إياه من المحرضين على "فجر ليبيا". كما هاجم فيها برنامج الكاميرا الخفية "الطيارة" التي تبث على القناة التاسعة ،داعياً إلى وقف عرضه. وأكد أنه تلقى اتصالاً من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي عبر له فيه عن امتعاضه من هذا البرامج الذي يسيء لليبيين.
ومع انتشار تصريح شفيق جراية حول موقف رئيس الجمهورية من برنامج "الطيارة"، سارعت رئاسة الجمهورية وفي بلاغ رسمي صدر عن المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية إلى تكذيب ما ورد من أقوال على لسان رجل الأعمال.
وجددت رئاسة الجمهورية في البلاغ نفسه التذكير بأن مواقفها ثابتة إزاء حريّة الإعلام حسب ما تقتضيه أخلاقيات العمل الصحافي والتزامها بالدفاع الدائم عن حرية التعبير.
هذا الموقف من رئاسة الجمهورية جعلها تنأى بنفسها عن الدخول في صراعات حول حرية الرأي والتعبير خاصة أمام اليقظة الدائمة لقوى المجتمع المدني في مجال الدفاع عن الحريات العامة والخاصة.

إقرأ أيضاً: ملكة جمال تونس في النشرة الجوية لرفع نسب المشاهدة



النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وبعد إطلاعها على تصريحات جراية، أصدرت بياناً أدانت فيه كلامه معتبرة أن ما قاله تعريض لحياة زملاء صحافيين إلى الخطر.
موقف يبدو أن جراية لم يستسغه، فشنّت صحيفة "المساء" المقربة منه هجوماً لاذعاً على نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري تمّ فيه استعمال بعض الألفاظ المنافية لأخلاقيات المهنة الصحافية. وهو ما دفع جمعية مديري الصحف إلى نشر بيان تعبر فيها عن رفضها لمثل هذه المقالات التي تعتمد الشتم منهجاً.
بعد صدور المقال في جريدة "المساء" حول نقيب الصحافيين، توجهت اليوم النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين برسالة مفتوحة إلى وزير العدل استغربت فيها "ملازمة النيابة العامة الصمت في ما يتعلق بتحريض رجل الأعمال شفيق جراية على مواطنين تونسيين بصفتهم الصحافية (سفيان بن حميدة وفريق عمل قناة التاسعة) مما يهدد حياتهم وسلامتهم الجسدية".
قضية يبدو أنها ستعرف تطورات أخرى خاصة وقد تحولت في جزء منها إلى قضية شخصية بين نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري ورجل الأعمال التونسي شفيق جراية.