الحكومة التونسية وأزمات "الاتصال"

الحكومة التونسية وأزمات "الاتصال"

17 يونيو 2015
رئيس الحكومة التونسية (Getty)
+ الخط -
يبدو أن الحكومة التونسية، برئاسة الحبيب الصيد، لا تعاني فقط من ارتفاع موجة الاضطرابات الاجتماعية، وتعدد العمليات الإرهابية. فهي تعيش أزمة اتصال في داخلها، أزمة بدأت ملامحها بإعلان كمال الجواني، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة أمس، استقالته بعد فترة قصيرة من توليه هذه المهمة.

الجواني رفض الإفصاح عن أسباب هذه الاستقالة في اتصال لـ"العربي الجديد" به. لكن فى المقابل تفيد بعض المصادر بأن سبب هذه الاستقالة يعود بالأساس إلى لقاء رئيس الحكومة الحبيب الصيد، نهاية الأسبوع الماضي، بأعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، لتدارس الأوضاع المهنية لممارسي مهنة المتاعب في تونس.
هذا اللقاء حضره ظافر ناجي، وهو المستشار الثقافي لرئيس الحكومة، عوضاً عن كمال الجواني، رغم أن ملف الإعلام من اختصاص هذا الأخير، لكن تغييبه من قبل الصيد، وحضور المستشار الثقافي، اعتبر بمثابة رسالة سلبية للجواني، وهو ما دفعه إلى تقديم استقالته.

كما أفادت بعض المصادر "العربي الجديد" بأن رئيس الحكومة كلف مستشاره الثقافي، ظافر ناجي، بإعداد تقريرين تقييمين لعمل مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الرسميتين، في حين يتمّ مرة أخرى تغييب الجواني المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة. هذه المعطيات عجلت برحيل كمال الجواني من منصبه، رغم أنه يتمتع بعلاقات جيدة داخل الوسط الإعلامي، وسبق أن تولى خطة المستشار الإعلامي للوزير الأول، محمد الغنوشي، ولرئيس الجمهورية الأسبق، فؤاد المبزع.

هذه الأزمة الاتصالية داخل الحكومة التونسية ترجمتها أيضاً أمس إقالة مسعود الكواش، المستشار الإعلامي لوزير التكوين المهني والتشغيل. هذه الإقالة للكواش تأتي على خلفية رسالة مفتوحة وجهها الكواش للوزير، عدد له فيها الأخطاء الاتصالية التى ارتكبت. وهي أخطاء سببها، بحسب الكواش، تعنت الوزير ورفضه الحوار، والضغط عليه من أجل أداء مهام تتنافى، في تقديره، مع أخلاقيات المهنة الصحافية.

وذكر الكواش من بين هذه المهام "ممارسة الضغوط عليّ لأكذب على نفسي وعليك وأغالط الجميع، بالاستجابة لطلبك مني في ثلاث مناسبات، تقديم استقالتي لأسباب عائلية. والحقيقة أنك تسعى إلى إقالتي من عملي، بعد أن رفضت الاستجابة لطلباتك المخلة بأخلاقيات المهنة وبالحق في الاختلاف في الرأي وحرية التعبير والصحافة".


إقرأ أيضاً: الحكومة التونسيّة في مأزق التعامل مع الإعلام

المساهمون