العراق: جلسة السفير الأميركي تثير سخريةً

العراق: جلسة السفير الأميركي تثير سخريةً

21 مايو 2015
(يوتيوب)
+ الخط -
 
أثارت طريقة جلوس السفير الأميركي في العراق، ستيوارت جونز، أمام نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، في لقاء جمعهما سخرية مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق. فقد ظهر السفير الأميركي في لقائه نائب رئيس الوزراء في مكتبه يجلس بطريقة وصفها ناشطون بـ"المعيبة". وقال هؤلاء: "كان جسمه غائصاً في مكانه، ويضع إحدى رجليه على الأخرى موجهاً حذاءه نحو المطلك، ويتحدث بطريقة متعالية جداً". واعتبر الناشطون، أنّ وضعية جلوسه تحمل "إهانة للحكومة العراقية ومؤشر على مدى ضعفها الكبير".

وقال الكاتب، عبدالسميع الكربولي، لـ"العربي الجديد"، إنَّ "هذه الطريقة في التعامل مع المسؤولين العراقيين، من قبل السفير الأميركي، خاصةً أنه كان يجلس في ضيافة نائب رئيس الوزراء، تعد إهانةً واضحة للحكومة العراقية ككل، وتعكس تعامل الإدارة الأميركية مع العراق من منطلق السيد والعبد".

ويعتقد الكربولي، أنَّ "كرامة العراق أهدرها سياسيوه بمواقفهم الهزيلة الضعيفة في مختلف المحافل والمؤتمرات والاجتماعات الخاصة، وكان على نائب رئيس الوزراء أن يتخذ موقفاً سريعاً من جلسة السفير الأميركي المهينة".

ويرى الخبير النفسي والمختص في قراءة لغة الجسد، ماهر الفراجي، أنَّ "السفير الأميركي كان يجلس بطريقة أظهرت جسمه غائراً في الكرسي، وإحدى رجليه قام بوضعها فوق الأخرى باتجاه مضيفه، وكان يتحدث ويحرك يديه وكأنه مخمور وغير مهتم لمن يجلس أمامه مطلقاً".


ويتابع الفراجي: "كانت تصرفات السفير الأميركي مع المطلك عبر جلسته الغريبة أشبه بتصرفات الصعاليك وشباب الشوارع، وهم يتسامرون في النوادي الليلية ويظهر أنه مرتاح جداً، ويتحدث بطريقة يتضح فيها التعالي في النبرة والحركة وهذا يدل على عدم احترامه لمحاوره انطلاقاً من استضعاف أو احتقار للشخص المقابل أو للرمزية التي يمثلها".

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق وأبرزها "فيسبوك" بالانتقادات اللاذعة للمطلك وللسفير الأميركي، وتناقل آلاف الناشطين التسجيل الذي ظهر فيه السفير الأمريكي مما أثار حنقاً واسعاً لدى المتابعين للشأن السياسي.

وكتب الناشط الذي يلقب نفسه "نبوخذ نصر" على صفحته في "فيسبوك": "هكذا تهين الولايات المتحدة العراق بسبب ضعف سياسييه، وقلة خبرتهم في التعامل مع البروتوكولات المتبعة في استقبال الدبلوماسيين".
فيما كتبت الناشطة، عبير الموسوي، عبر صفحتها الشخصية "ضاعت هيبة العراق بسبب قياداته الهزيلة".

اقرأ أيضاً: #حصة_آل_الشيخ_تتطاول_على_الشرع: السعوديون غاضبون

وكتب الناشط، خالد وليد، على صفحته الشخصية "لو كان صدام حسين مكان المطلك لما تجرأ السفير الأميركي حتى على النظر في وجهه فالوحدة بآمرها وهيبة البلد من هيبة قادته".
وكانت دوامة من الانتقادات عصفت بالمجتمع العراقي عقب زيارة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، في أكتوبر 2010 لإيران، حيث ظهر فيها المالكي بلا ربطة عنق وهي عادة متبعة لدى ساسة إيران، ولم يُرفع العلم العراقي خلفه خلال اجتماعه بالرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، ما أثار عاصفة من الانتقادات.

وأعرب المحلل السياسي، بارق الدليمي، عن امتعاضه الشديد من ضعف السياسيين العراقيين في مواجهة المواقف المحرجة والمهينة بحسبه، موضحاً أنَّ "حادثة السفير الأميركي مع المطلك ليست الأولى في إطار إهانة العراق وشعبه عبر قادته السياسيين، للأسف فقبلها أهانت إيران العراق وشعبه، حينما زارهم نوري المالكي، ولم يرفع علم العراق الى جانب العلم الإيراني، وفي زيارته الثانية لإيران تكرر المشهد نفسه، ما يدل على التعامل الدوني مع العراق من قبل إيران".


وأضاف الدليمي "كمحللين سياسيين نقرأ كل كلمة وحركة وتصرف بما ينعكس على الاحترام المتبادل بين البلدان، ونجد كل مرة أن السياسيين العراقيين لا يحفظون للعراق هيبته بين الدول، ففي كل مرة يتعرض سياسي عراقي رفيع المستوى لإهانة رمزية بطريقة معينة، وهي إهانة للعراق وشعبه الذي يمثله هؤلاء القادة وإن اختلفنا معهم".

ويقترح خبراء في الشأن الدبلوماسي إدخال القادة السياسيين العراقيين في دورات خاصة لتطوير مهارات التعامل الدبلوماسي مع الوفود ووزراء وسفراء الدول وفق البروتوكولات المتعارف عليها.

كما يرى الباحث السياسي، عبد الجبار المازني، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنَّ "على الحكومة العراقية إدخال كافة السياسيين في دورات خاصة حول البروتوكولات والمراسيم وطرق استقبال الدبلوماسيين وطريقة التحدث والتعامل معهم لافتقارهم لأدنى خبرة".

ويلفت المازني إلى أنَّ "النظام السابق في عهد الرئيس الراحل، صدام حسين، كان يُدخل الدبلوماسيين والقادة والمستشارين في دورات تطويرية قبل البدء في العمل السياسي، إضافةً لاختيار شخصيات متزنة محترمة تمثل البلد".
 

المساهمون